الموضوع: مسألة فقهية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-02-2010, 01:24 PM   #1
زهير الجزائري
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من قلب الاعصار
المشاركات: 3,542
إفتراضي مسألة فقهية

كانت رائحة المسك تفوح من المكان.
وكان الجدال أيضا يفوح، وزميلي يلعب دور فقيه تحلق حوله المريدون، لقد فضلت الجماعة السهر على النوم.
وأنا الذي لا أجادل في أشياء لا أفهم فيها، كانت تصلني بعض كلماتهم :
- بارك الله فيك..
وصوت آخر :
- زادك الله علما..
كنت أحارب ببسالة، وأسترق لحظات من فم تنين جبار وعنيد اسمه النوم.
فاجأني أحدهم بسؤال، بل صرخ في وجهي قائلا :
- قم.. لا تنم.. إياك.. هنالك مسألة فقهية صعبة، شاركنا في حلها.
قلت ودمع العين ميال، بين مغلوب بالنوم ومغلوم على أمره.
- سأستمع، وإن وجدت لها حلا فسأجيبكم.
قال محدثهم الذي علمهم الفقه :
- تخيل نفسك في الصحراء، أنت وصاحبك وأختك..
أفلتت مني ضحكة ولكنه صاح :
- لا تضحك، دعه نكمل.
قلت :
- مسألتكم غير صحيحة أصلا، لا يمكن لنا أن نمشي مع صاحبنا وأختنا في سفر، وفوق ذلك، طريق خلاء في خلاء.
فقال صاحبي :
- أسكت ودعه يكمل..
وأكمل صاحبنا حديثه :
-... وفجآة ماتت أختك، فكيف تدفن أختك ؟
قلت :
- سأتصل بالشرطة أو الدرك وسيحضرون للإسعاف.
فقاطعنى غاضبا :
- أسكت، لاتفسد علينا مسألتنا.
قلت :
-وأين المشكلة ؟ في حالة كهذه لن يستطيع أحدنا سوى الاتصال بالإسعاف.
قال :
- يا أخى، في الشرع لايمكنك أن تدفن أختك ولا صاحبك يستطيع ذلك.
ملكني تعب الدماغ ووجع هذا الحديث الغامض الكئيب البليد، فقلت :
- أنا سأنام الآن، وسأجد الحل عندكم غدا.
كان الأمر بالنسبة لى مضحكا، فبقيت أسترق السمع من تحت الغطاء
وهم يسردون أحاديثا وآيات يرفعون بها روحهم المعنوية التى تقنعهم أنهم أكثر من مجرد صيادين في بحر، بل يمكن أن يكونوا أيضا فقهاء في الدين.. وبعد جدل طويل وصلوا إلى حل..
سمعت أحدهم يقول :
- إذن اتفقنا..
فأخرجت رأسي بسرعة من تحت الفراش وقلت :
- على ماذا اتفقتم ؟
قال الشيخ :
- تزوج أختك لصاحبك، وهكذا يدفنها هو لأنها شرعا زوجته ويحق له أن يكشف عن عورتها وتغسيلها، ويمكنه دفنها أيضا.
فضحكت في وجوههم ضحكا لا أظن أننى سأضحك مثله.
__________________
زهير الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس