عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-01-2009, 03:52 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي العزيزة إيناس :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العمل الذي بين أيدينا كان كلاعب انفرد بحارس المرمى ثم سدد الكرة -بغرابة شديدة- في اتجاه المتفرجين ..
نعم العمل الذي بين يدينا كان من الممكن -بلا منازع- أن يكون وثيقة تاريخية في الإبداع على غرار ما فعله الراحل توفيق الحكيم في قصته أو مسرحيته شهرزاد والأخرى أصحاب الكهف.
ما هو الجميل في العمل ؟ سؤال من المنطقي أن تسأليني عنه .
ولست عبقري زمانه ولا فريد عصره ولا وحيد دهره ولكن أي شخص له إلمام لا بأس به بالأدب سيقول
ما أقوله أو بمعنى أصح : أقول ما سيقوله سواي ولست بذلك متفرّدًا.

أجمل ما في العمل هو استيحاء الفكرة ، وهي رغم أنها فكرة متداولة ومحفورة في اللاشعور
الجمعي للأفراد إلا أنك بدأت في تناولها بشكل مختلف . هذا الشكل المختلف يسمى (التشكيل).
لقد فعلت كاللاعب الذي يسدد الكرة عكس اتجاه حارس المرمى ، فحيث يظن الفرد أنك تتحدثين
عن عشق تقليدي نجد المفاجأة في الموضوع وهو الواقع الاجتماعي والاقتصادي والدولي للشعوب
العربية.
من هنا كان العمل موفقًا من زاوية الاختيار وكان مبهرًا ومتسلسلاً تسلسلاً تلقائيًا فريدًا ، لا سيما في
أنك تجاوزت الزمن الألف ليلة ، وكأن التساؤل كم ألف ليلة وليلة سنحياها في ذلك الليل القاتم ؟؟
فالعنصر الإيجابي كان أولاً في طريقة الاستفادة من الموروث الأسطوري.
وكان ثانيًا في الإضافة التي جعلت للعمل شكلاً خاصًا وهي روح المفكرة calenderأو memo . كما أن
النهاية كانت مبهرة للغاية .
بين البداية والنهاية كانت المسافة باهتة .. لماذا ؟ تفضلي بالقراءة وعذرًا للإطالة لكنك المسئولة عن ثرثرتي هذه ..

على بركة الله ..
إحك عن بيوت رُممت فوق جثث أطفال
وأرض سقتها دماء أبرياء
و شرف ضائع تبكيه نساء ... إحك
التناول كان عاديًا وتقريريًا ، ولم يكن متوقعًا بعد هذا الشوط الجميل من الإبداع والتخيل أن تأتي الصورة لا خيال فيها ولا حراك ولا رؤية .. كان من الممكن أن تقولي مثلاً :
احك ِ عن بيوت أوهن من خيوط العنكبوت ..
تلك العناكب التي التفت على أهلها كلما دارت دورة
أغلقت جانبًا من الشمس (مثلاً)
..ولكن التعبير الظيم أرض سقفها دماء الأبرياء كان تعبيرًا عظيمًا للغاية لكنه ضاع في خضم الانفعال الجارف والذي لو هدّأت ِ من روعته لكان العمل مادة يجري وراءها الإعلام المرئي والمسموع من أجل تحليله .
إحك...عن ولاة يبدؤون شعاراتهم
بيا أيها الناس إنكم أحرارا في أوطانكم
لكن المبايعة .......أو فويل لكم ... إحك

إحك عن حق أغتيل في قلوب عليلة
على الكرسي الذهبي لاهثة ذليلة
باعت أخوها ببرميل أو دولارات حقيرة ... إحك

أشطر عادية كلها تصب في معنى واحد ... ربما تستخدمين ألفاظًا أدق فيما بعد .مثال :
احك عن هذا البرميل وهذا الغاز وقد حُرِقت بهما أحلام طفل في مدرسة
تصرخ جدرانها ... احك عن غاز وبرميل لم تتفتنح عيونهما إلا على أرواح أبنائنا...
إحك عن مواطن جعلوه عبدا للخبز
لغموا بيته فواتير، يومه عصا ولكز
وليله رقص وغسل دماغ أمام التلفاز ... إحك
هذه المقطوعة ممتازة أبقي عليها حتى تكون خلفية لك في إطار العمل ككل لكن جملة
غسل دماغ أمام التلفاز لا داعي لها ..مكررة وركيكة داخل سياق العمل .

إحك عن شاب كان الكتاب تحت إبطه
حُفِرت آثار أقدامه بين الكلية والبيت
أحلامه... ؟؟
بيت، وجميلة وأبناء في أحضانه
فزاره الواقع بالبطالة والوساطة بنوده
فتبخرت بين السجائر ورماد الهروين آماله ... إحك

هذا المقطع رائع لا سيما الشطرا الأوليان وجملة تبخرت بين السجائر ورماد الهيروين آماله جميلة لكن تحتاج إلى صياغة أشد متانة وقوة . والشطرالذي تحته خط لو حذفتيه لكان خيرًا لأنه تقريري أو يمكن القول بأنه يمكن التعبير عنه بشكل أكثر أناقة
.
إحك شهرزاد ..... إحك
فشهريار في سبااات ....
فلا تخافي ..... وإحك
هنا ألمح شيئًا عبقريًا وهو أن نوم شهر يار كأنه همسة الأمل لديها . أي كأن شهريار حينما
ينام فإن الكلام سيبدأ في تحريك الماء الراكد . ختمة جميلة موفقة ربما كان ينقصها أن تقولي :
أكلمي شهرزاد الحكي ، فإن الديك لن يصيح اليوم لأنه لم يعد يتبين شكل الصباح ...أو سيصيح الديك
على صباح غير الذي اعتاده شهريار .ذلك الصباح بل الضحي الذي يرى فيه النجوم !!
هذا هو ما أراه في العمل من إيجابيات وسلبيات . أرجوك ِ وأقبّل أزرّة الجهاز الذي تكتبين عليه:
أعيدي صياغة العمل مرة أخرى حتى يكون هذا العمل سندريلا تتهافت على أقدامها أحلام النقاد والمبدعين وليكون هذا العمل لبنة شامخة في تاريخ إبداعنا الجميل .. بالتوفيق
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس