[السمو]

( 46 )

حدثان مرا بالخيام خلال هذا الشهر
وهما والله حدثان كبيران ومصيبتان عظيمتان ..
وما إن كادت الدموع أن تجف على فراق والدنا أبا إيهاب
إلا ويأتينا الخبر الثاني بوفاة الأخ أرغون رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
كنت سأكتب هذا الموضوع مساء البارحة وبينما أنا عازم على ذلك
إلا وتأتي رسالة من أحد الأصدقاء مفادها وفاة زوجة صديقنا
وسيصلى عليها بعد عصر الأثنين ( أي اليوم )
شابة لم تكمل عقدها الثاني حبلى بتوأم وافاه الأجل !!
فيا الله .. ويالهذا الموت .. ويالهذا الحق الذي نحن إليه سائرون
الموت ..
نهاية الحياة الدنيا .. وبداية الحياة الأخرى
الموت مصيبة كما سماه ربنا في كتابه ( فأصابتكم مصيبة الموت )
لم ولن ينجو منه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. ولن يبقى إلا ربنا تبارك وتعالى
فسبحان الله الذي خلق الخلق ودبر الكون وجعل له نهاية ..
ليست المشكلة وليس العجب من الموت
فهذ طريق كلنا سالكوه وإليه سائرون
أسأل الله أن يخفف عنا سكرات الموت ويجعل حياتنا بعده خير حياة
العجب كل العجب أننا نرى الموت في كل يوم ينزع روح هذا .. ويقبض روح ذاك
أطفال وشيوخ .. شباب وشابات .. رجال ونساء .. أغنياء وفقراء .. حكام ومحكومين
لم يمنعم سلطانهم ولم تمنعهم أموالهم من الموت
هذه سنة الحياة وهذا هو المصير المحتوم .. ونحن لاهون .. وعنه منشغلون !!
إنها وقفة مع النفس .. كم فرطنا !! وكم ضيعنا وقصرنا !!
اليوم أبو إيهاب وأرغون وغداً أنا وأنت وكلنا جميعاً ..
كم من شخص شيعناه وراح عن هذه الدنيا .. ولم يبق إلا ذكره
وياليتها بالموت تنتهي الحياة وينتهي كل شيء .. لكن مابعده هو العجب العجاب
فرحمتك ياربنا نرجو وعذابك نخشى
فنسألك أن تجعلنا من الذين يعتبرون بهذه الأحداث والمصائب
والحمد لله على ماقضى وقدر ..

السمو
الأثنين : 26 / 1 / 1429 هـ