عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-10-2009, 01:18 AM   #445
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي

رقاص الساعة...
ترقص من فرح و أنت تراني أرقبك
هل هي شهوة التعذيب
أم تعتقد بأنني مغرمة
بارتجافك الممل الرتيب

يرتبط المبدع دائمًا بكل ما يحيط به من ظواهر ومن مشاهدات يومية ، ولعل الوقت ممثلاً في الساعة أو رقاص الساعة(بندول) من أبرز الجوانب التي أشعلت كتابات المبدعين والفلاسفة في ظل الصراع الذي ينشأ بين الإنسان والوقت وما يعنيه هذا الصراع من جوانب إنسانية وفلسفية مختلفة. ويكون الوقت ممثلاً في صفة إنسان ، هذا التوصيف الذي يجعل المبدع يرى كل شيء وكأنه حقيقة ويتحول المجاز إلى واقع لا يقبل النقاش إذ تستغرقه الفكرة ، فلا يرى المجاز إلاحقيقة وعلى هذا فهو يشرِك القارئ في مأساته الإنسانية وبقدر ما يتمكن المبدع من البرهنة على هذه الجوانب بقدر ما يكون قد تمكن فعلاً من وجدان القارئ ذلك الذي يتلقى هذه الحروف في صمت فيودعها أعمق نقطة في بؤرة إنسانيته المتوهجة . من هنا يأتي الرقاص ذلك الذي يتحرك في الساعة يمينًا ويساراً ليفلسف المبدع\المبدعة حركته\الرقصة بأنها شماتة مقترنة بشهوة التعذيب وشهوة التعذيب يقصد بها إشعار المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها بانفلات الوقت من يديه أو إزعاجه بالصوت المنبعث من الساعة ،لهذا يتحدث إليه المبدع كأنه شخص آدمي حاضر بالقول أم تعتقد بأنني مغرمة بارتجافك الممل الرتيب.
غير أن الذي أراه أن الارتجاف في دلالته النفسية يختلف عن الفرح، وهما وإن كانا يشتركان في الحركة إلا أن فارقًا كبيرًا بين الاهتزاز طربًا وفرحة وشماتة وبين الارتجاف والذي هو يدل على الخوف .لهذا كان من غير الصحيح ومن غير الواقع في مكانه مجيء سطر (ارتجافك الممل الرتيب) لأنه أعطى دلالة تخالف السطر الثالث (شهوة التعذيب).

تحاول أن تحاكي دقات قلبي المنتظر
والمضطرب

في تصوري الشخصي أن هذه العبارة أيضًا كانت مباشرة نوعًا ما ، كمن يقول مثلاً إن هذا المطر الذي نزل على الزرع يحاكي الازدهار الذي طرأ على الحضارة ، إن البعد عن المباشرة والتشبيه الصريح يزيد من قوة العمل وهذا الخطأ لا يقلل من قيمته لكن لابد من الانتباه حتى لا تتكرر هذه الأخطاء التي
تحول دون اكتمال جمال العمل الأدبي.


لا ترحل في وهمك أيها الموتور
تمج دخان احتراقي ذاتي
في انتظارحبيب ... و لقاء وردي
وتتراقص متمردا ...أو منتشيا
ويطول انتظاري .. يطولكثيرا
ويزيد غرورك ... يزيد كثيرا
و صوتك يخترق صمت سكوني
ولا زلت اقضم عمر انتظاري

جميل للغاية تعبير أقضم عمر انتظاري ، إن العمر حينما يتجزأ ليكون عمرًا للانتظار وآخر للقاء أو غير ذلك من الأشياء فإن هذا التعبير يعطي للكلمة أكثر من عمق ودلالة ، ويعكس دلالة الأشياء لدى المبدعة أو من تتحدث المبدعةعلى لسانه إذ يصير الانتظار عمرًا من مجموعة أعمار .رغم أن العمر لا يتجزأ إلا أن هذا الاستخدام اللغوي المفارِق والكاسِر لقواعد المنطق جاء ليضفي على الفكرة جمالاً آخاذًا وابتكارية متفردة كما أن تشبيه العمر بما يؤكل أعطاه دلالة مادية تعبر عن الجمود .وحين يجتمع الجمود جنبًا إلى جنب مع طول الأمد يصبح للمأساة عمق أكثر حزنًا .
__________________

هـــند غير متصل   الرد مع إقتباس