عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-03-2008, 06:30 AM   #55
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي


( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ .. لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) ..



( اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )

أي يصرفون أموالهم ويبذلونها لمنع الناس عن الدخول في دين الإِسلام، ولحرب محمد عليه السلام،

قال الطبري: لما أصيب كفار قريش يوم بدر، ورجع فلُّهم إِلى مكة .. قالوا:يا معشر قريش إِن محمداً قد وتَرَكم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا فنزلت الآية ( فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً)

أي فسينفقون هذه الأموال ثم تصير ندامة عليهم، لأن أموالهم تذهب ولا يظفرون بما كانوا يطمعون من إِطفاء نور الله وإِعلاء كلمة الكفر

(ثُمَّ يُغْلَبُونَ) إِخبار بالغيب أي ثم نهايتهم الهزيمة والاندحار ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي )

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

أي والذين ماتوا على الكفر منهم يساقون إِلى جهنم، فأعظم بها حسرة وندامة لمن عاش منهم ومن هلك .

( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) أي ليفرق الله بين جند الرحمن وجند الشيطان، ويفصل بين المؤمنين الأبرار والكفرة الأشرار، والمراد بالخبيث والطيب الكافر والمؤمن

( وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ) أي يجعل الكفار بعضهم فوق بعض

( فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا ) أي يجعلهم كالركام متراكماً بعضهم فوق بعض لشدة الازدحام

( فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ) أي فيقذف بهم في نار جهنم

( أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) أي الكاملون في الخسران لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم.

والحمد لله رب العالمين .. ولا يظلم ربك احدا .. ولكن كانوا هم الظالمين ..


( فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ) ..

( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين )



ولكن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضى عنهم ..

صدقوا .. اذ صبروا وتحملوا .. فلم يطلبوا شيئا من ذلك ..

ومابهم من ضيق والم .. وحزن .. تجليه رؤيته عليه الصلاة والسلام .. فيزول حينما يكونوا معه .. وينعدم ما انتظروا لقائه صلى الله عليه وسلم ..


فكان حبه صلى الله عليه وسلم .. هدفا وغاية .. ووسيلة .. وقدر حباهم به الله !! ملأ قلوبهم .. واشغل أفئدتهم .. فأخلصوا وخلصوا لله

وفوا .. فوفى الله لهم ..

( ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور )

عن أبي ذر قال ‏"‏بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يشفع لأمته، فكان يصلي بهذه الآية ‏( ‏إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم‏) كان بها يسجد، وبها يركع، وبها يقوم، وبها يقعد حتى أصبح‏"‏‏.‏

فقال ابي ذر .. ‏"‏قلت للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قمت الليلة بآية من القرآن، ومعك قرآن لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه‏؟‏ قال‏:‏ دعوت لأمتي‏.‏ قال‏:‏ فماذا أجبت‏؟‏ قال‏:‏ أجبت بالذي لو اطلع كثير منهم عليه تركوا الصلاة‏.‏ قال‏:‏ أفلا أبشر الناس‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ فقال عمر‏:‏ يا رسول الله إنك إن تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة، فناداه أن ارجع فرجع، وتلا الآية التي يتلوها ‏{‏إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم‏}‏‏.‏


من لا تشابهه الأحياء في شيم
أمسى تشابهه الأموات في الرمم

عدمته وكأني سرت أطلبه
فما تزيدني الدنيا على العدم

ما زلت أضحك إبلي كلما نظرت
إلى من اختضبت أخفافها بدم

أسيرها بين أصنام أشاهدها
ولا أشاهد فيها عفة الصنم

حتى رجعت وأقلامي قوائل لي
المجد للسيف ليس المجد للقلم

اكتب بنا أبدا بعد الكتاب به
فإنما نحن للأسياف كالخدم

أسمعتني ودوائي ما أشرت به
فإن غفلت فدائي قلة الفهم

من اقتضى بسوى الهندي حاجته
أجاب كل سؤال عن هل بلم

توهم القوم أن العجز قربنا
وفي التقرب ما يدعو إلى التهم

ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم

فلا زيارة إلا أن تزورهم
أيد نشأن مع المصقولة الخذم

من كل قاضية بالموت شفرته
ما بين منتقم منه ومنتقم

صنا قوائمها عنهم فما وقعت
مواقع اللؤم في الأيدي ولا الكزم



__________________

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 24-03-2008 الساعة 06:56 AM.
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس