عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-10-2009, 10:35 AM   #421
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

**دمعة**


حين أذرف الدموع...أغسل بها أشجاني


حين أذرف الدموع...أشمر سواعدي


فقد دق جرس الكتابة
فكرة ابتكارية جيدة وزاد جمالها الإصرار على لفظة ذرف الدموع ، وكأن الشجن -وهو الحزن الممزوج بالتأمل قد صدئ وهذا ما أستشفه من خلال كلمة أغسل بها .بعد ذلك كلمة جرس الكتابة فيها إحالة إلى وضع إلزامي لا يمكن التأخر عنه وحقيقة كانت لفظة جميلة جدًا لأنها جعلت للواقع المدرسي حضوره ولكن بشكل مختلف. ثمة شيء آخر وهو أن الجرس والكتابة وصورة الفنان أو المثقف القديمة والتي يصحو فيها ويجلس أمام الساعة ويكتب حتى يمر الوقت المخصص للكتابة هذه الصورة كادت تنمحي من الأذهان في ظل تغيرات الحياة الثقافية وبالتالي كان رجوعك إلى هذا العهد الجميل فيه إحالة لسحر الماضي وألقه الوضّاء .وكم هو جميل أن يعيد المبدع صورًا جميلة كانت أو كاد الناس يظنونها خيالاً محضًا.
و ستستعيد مذكرتي ذاكرتها
ذاكرة المذكرة فكرة جميلة وكان التجسيد أي إعطاؤها سمة آدمية يجعل الصورة أكثر علوقًا بالذهن ويجعل المجاز كأنه حقيقة يتعامل معه القارئ على هذا الأساس.


التي اشتكت هجري لها على رفوفي
هنا كان الشيء الجميل عكس ما كان فيما سبق وهو أنك بادلت الموقف وجعلت للإنسان سمة غير الإنسان فكلمة رفوفي أعطت الانطباع بتكدس الأفكار والمشاعر في القلب .ولو لاحظت ألفاظ علماء التنمية البشرية فهناك كلمة مخزن الذاكرة ، اعترافًا بعبقرية هذه التجسيدات الجميلة الموصلة للفكرة بشكل سريع.

لكن حين تذرفني أيامي دمعة لها
هنا اللغة الإنسانية سمت سموًا كبيرًا عندما أنسنت الأيام وجعلتيها باكية على العكس مما اعتيد فقد أخذت شكل الظالم المتجبر ....وحينما تكون الأنثى أو الإنسان عمومًا دمعة ، فهذا يدل على عمق المأساة ولا تثار الدموع إلا لسبب فكأنما الأيام تفاعلت مع الهموم فبكت حزنًا على شيء بئيس لم يكن معتادًا حدوثه


فأستجديها أن تبقيني داخل جفونها


أو على عتبات رموشها


فتأبى الا ان تعاندني
جميل أنك اتكأت على الفكرة وأكدت على فكرة( الإنسان الدمعة)
والتعبير عتبات رموشها بما فيه من صورة مجازية جميلة تجعل الرموش كالسلم أو كالشيء صعب الوصول إليه اتسعت لتصبح تعبيرًا تشكيليًا جميلاً يستطيع التشكيليون أن يتخذوا منها مادة لفنهم .



حينها أنكب على ورقة بيضاء من زاوية مذكرتي
الله ! جميل لفظ زاوية مذكرتي ، تلك اللفظة الدالة على الانحسار والتضاؤل وهكذا الشيء الجميل الأبيض بدلالته الإنسانية لا اللونية فقط يكون كما عادة الأشياء الجميلة محبوسًا في ركن وربما يحسب لك أنك لم تقولي زاوية مهملة لأن السياق دل عليها.

أصول و أجول فيها
ربما كلمة أصول وأجول تختلف عن المعنى المتبادر للزاوية لكن الاستخدام المغاير لها كان معبرًا عن حالة خاصة تتغير فيها كل المعاني حتى تكون الزاوية مرتعًا يجول ويصول االمرء فيه.

فلا أجد لنقشي عليها معالم


و لا لكلماتي المقهورة ترجمة
صراحة لم أشعر بالإرهاق ولا التكلف في كل هذه الجُمل بل شعرت بها عفوية منسابة سلسلة متدفقة كماء الجداول ، والجميل أنك لجأت إلى مراعاة النظير في المعالم مقابل النقش والترجمة مقابل الكلمات وكانت التفاصيل الدقيقة مستخدمة في إطار عصري يتماشى مع هذا العصر خاصة تعبير ولا لكلماتي المقهورة ترجمة ، كأنها إدانة للعالم الذي لم يوجِد ترحمة للمقهور وإنما أوجد معاجم وقواميس للقاهر.

حينها فقط


أدرك أنه سهل على أيامي أن تنكرني


فقد نكرت بعضها ...و أردت أن أتنسى منها أجزاءها
رؤية جميلة ، رغم أنها تقليدية وجاءت مغايرة للعبارة تذرفني أيامي دمعة ولعبت على الوتر المنطقي نكرت بعضها .فإذا نست الأيام بعضها البعض فلم لا تنسى الذين عاشوها ؟
غير أني أود ألا ندين الزمان في كتاباتنا تفاديًا للمحظور الديني.

و بعضها لحظاتي معك


التي دونتها خربشة في مذكرتي


و نفيتها الى سجن رفوفي.
كانت النهابة -بحق - عبقرية وزادها تألقًا أنك فاجأتينا بأن الخطاب موجه إلى محبوب وليس إلى القارئ العادي ، وتخبئته طيلة هذا الوقت جعلت لكل ما كُتِبَ مذاقًا إنسانيًا خاصًا لا سيما عندما تأتي النهاية سجن رفوفي لتأتي الرفوف في النهاية سجنًا صريحًا بعد أن كانت سجنًا بشكل ضمني .

عمل متميز أحييك عليه وأرجو الاستمرار على هذه الشاكلة ويشرفني دخوله إلى قائمة هذا المشروع .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس