الموضوع: المعلقات العشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-05-2007, 02:07 AM   #66
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

مجمهرة أمية بن أبي الصلت ليوازن القارئ بينها وبين معلقة عمرو بن كلثوم:
عرفت الدار قد أقوت سنينـا لزينب إذ تحل به قطـينـا
أذعن بها جوافل معصفـات كما تذري الملحلحة الطحينا
وسافرت الرياح بهن عصراً بأذيال يرحن ويغـتـدينـا
فأبقين الطلول ومـحـنـيات ثلاثا كالحمائم قد صلـينـا

وأريا لعـهـد مـربـتـات أطلن به الصفون إذا افتلينـا
فإما تسألي عـين لـبـينـى وعن نسبي أخبرك اليقـينـا
فإني لـلـنـبـيه أبـا وأمـا وأجدادا سموا في الأقدمينـا
فإني للنـبـيه أبـي قـسـي لمنصور بن يقدم الأقدمينـا
لأفصى عصمة الهلاك أفصى على أفصى بن دعمي بنينـا
ورثنا المجد عن كبرى نـزار فأورثنا مـآثـره بـنـينـا
وكنا حيث قد علمـت مـعـد أقمنا حيث ساروا هاربينـا
بوح وهي عبـري وطـلـح تخال سواد أيكتها عـرينـا
فألقينا بساحـتـهـا حـلـولا حلولا للإقامة ما بـقـينـا
‎فأنبتنا خضارم فاخرات=يكون نتاجها عنبا وتينا
وأرصدنا لريب الدهر جودا لها ميما وماذيا حصـينـا
وخطيا كأشطـان الـركـايا وأسيافا يقمن وينحـنـينـا
وتخبرك القبائل من مـعـد إذا عدوا سعـاية أولـينـا
بأنا النازلون بـكـر ثـغـر وأنا الضاربون إذا التقينـا
وأنا المانـعـون إذا أردنـا وأنا العاطفون إذا دعـينـا
وأنا الحاملون إذا أنـاخـت خطوب في العشيرة تبتلينا
وأنا الرافعون على مـعـد أكفا في المكارم ما بقينـا
أكفا في المكارم قدمـتـهـا قرون أورثت منا قرونـا
نشرد بالمخافة مـن نـآنـا ويعطينا المقادة من يلـينـا
إذا ما الموت عسكر بالمنـايا وزالت المهندة الجفـونـا
وألقنا الرماح وكان ضـرب يكب على الوجوه الدارعينا
نفوا عن أرضهم عدنان طرا وكانوا بالربابة قاطنـينـا
وهم قتلوا السبي أبا رغـال بنخلة حين إذ وسق الوضينا
وردوا خيل تبع فـي قـديد وساروا للعراق مشرقينـا
وبدلت المسـاكـن مـن إياد كنانة بعدما كانوا القطينـا
نسير بمعشر قـوم لـقـوم وحلوا دار قوم آخـرينـا
الحارث بن حلزة اليشكري
هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل.
شاعر جاهلي مشهور وصاحب إحدى المعلقات في الجاهلية هو يقابل عمرو بن كلثوم الشاعر الآخر ينتميان إلى وائل.
الحلزة لقب والده وشهر به وهو في أحد معنيين إما البخيل، أو دويبة معروفة وقال قطرب إنه ضرب من النبات وبه سمي الحارث بن حلزة.
لا نعرف الكثير عن حياته سوى موقفه الذي ألقى فيه هذه القصيدة وهو أحد الشعراء الذي شهروا بواحدة طويلة.
سبب القصيدة: اجتمع بكر وتغلب للمفاخرة عند عمرو بن هند وفي ليلة المفاخرة هيأ الشاعر قصيدته، وجمع بعض شباب قبيان وأرادهم أن ينشدوها لكن لم يوفق أحد في إلقائها كما يريد شاعرنا، وكان به برص، وكان يكره ذلك لأن هند أم عمرو بن هند ستسمع القصيدة وسوف ينضحون أثره بالماء حتى لا يعديهم ولكنه لم يكن له بد من إلقائها.
وفي يوم المفاخرة جلست هند وراء ستورها تسمع وكانت ترفع سترا بعد ستر لإعجابها بالقصيدة وقربته على مجلس عمرو ابنها.
وحكم عمرو بن هند للحارث وبني بكر مما جعل آل تغلب يغضبون وينصرفون. وأمر عمرو بن هند ألا ينضح أثره بالماء.
ولا نعرف عن الحارث بن حلزة سوى هذه الحادثة ولولا قصيدته هذه لظل مجهولا وانطوى اسمه شأن أي إنسان ولد في الجاهلية ومات دون أن يخلف أثرا، وكثير من نقاد الأدب لم يعترف بقصيدته هذه إحدى المعلقات منهم أبو عمرو الشيباني والخطابي صاحب جمهرة أشعار العرب إذ لم يضعها في المعلقات وكذلك حذفها الزوزني من معلقاته ولم يوردها.
رأي النقاد فيه: 1- قال أبو عمرو الشيباني لو قال الحارث هذه القصيدة في سنة لم يلم، ولكنه لم يعتبرها من المعلقات فلم يشرحها.
2- قال ابن سلام في كتابه طبقات الشعر: أجود الشعراء قصيدة واحدة جيدة ثلاثة مفر: عمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة وطرفة بن العبد.
3- قال صاحب كتاب شعراء النصرانية، إنه من شعراء الطبقة الأولى.
ولعله اعتبره من أوائل الشعراء زمانيا.
4- قالوا إنه ارتجل هذه القصيدة ارتجالا وشك في ذلك طه حسين وأنا معه في أنه لم يرتجلها أمام عمرو بن هند، وإنما بيتا ألفا قبل ذلك ثم ألقاها.
5- في القصيدة إقواء فالقافية كلها مرفوعة ما عدا:
فملكنا بذاك الناس حـتـى ملك المنذرين ماء السماء
والأقواء معروف عند الشعراء الجاهليين وممن سقطوا فيه النابغة الذبياني.
6- لو أردنا الموازنة بين قصيدة الحارث وقصيدة عمرو بن كلثوم لرأينا أن قصيدة الحارث فيها الحكمة والاتزان والعقل أما قصيدة عمرو فهي قصيدة العاطفة والارتجال.
هذه أهم الآراء التي يمكن أن نقولها عن الحارث.
المعلقة
آذنتـنـا بـبـينـهـا أسـمـاء رب ثاو يمل مـنـه الـثـواء
آذنتنا بـعـهـدهـا ثـم ولـت ليت شعري متى يكون اللقـاء
بعد عهد لنـا بـبـرقة شـمـا ء فأذني ديارها الخـلـصـاء
فالمحياة فالصـفـاح فـأعـنـا ق فتاق فعـاذب بـالـوفـاء
فرياض القطا فـأودية الـشـر بب فالشعبـتـان فـالأبـلاء
لا أرى من عهدت فيها فأبكـي اليوم دلها وما يحير البـكـاء
وبعينيك أوقـدت هـنـد الـنـا ر أخيرا تلوي بها الـعـلـياء
فتنورت نـارهـا مـن بـعـيد بخزازى هيهات منك الصـلاة
أوقدتها بين العقيق فـشـخـص ين بعود كما يلوح الـضـياء
غير أني قد أستعين على الـهـم إذا خف بالثـوي الـنـجـاء
بزفـوف كـأنـهـا هـقــلة أم رئال دوية سـقـفـــاء
آنست نبأة وأفزعـهـا الـقـن اص عصرا وقد دنا الإمسـاء
فترى خلفها من الرجـع والـو قع منـينـا كـأنـه إهـبـاء
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس