الموضوع: مظفر النواب
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-01-2009, 10:54 PM   #18
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

أيا عملاق . . يا عملاق

في التخطيط . . في القفزة

في الإجهاز

في تلخيصك الفوري للموقف

يحيا الإسلامبولي مصر

تحيا مصر

في فهمك للبعد الفلسطيني للنيل

وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس

رآك الناس رؤى العين

أطعمت حمامات بلون العشق والفيروز في الأقصى

ولما أجتمع الأطفال كنت الأب والحلوى

وأعطيت يتيما دامع الخدين ظرف الطلقة الأولى

وقالوا ذهب الطفل إلى قبر أبيه

أفعم الظرف ترابا

وآتى يركض فاستغفيت أو غبت عن الوعي

على طاولة التعذيب

وانهارت على صمتك آلاف العصي

انهارت الدولة . . أمريكا

ومن أخرج كالقنفذ من تحت المقاعد

يرفس التعذيب ذائبا تحت قدميك

فالترتيل باسم الله والجوع

لقد صلب كالصخرة هذا القلب

لكني أرى قطرة عشق في قرار القلب

ثم النار . . ثم البحر . . والتاريخ

والوعي الرسالي لهذا الكون

غريب ليس يكفي الجوع

غريب ليس يكفي الوعي

وعي الجوع . . وعي الجوع

تلك الطلقة الخالقة الأولى

وكم جعت . . وجاعت مصر

واستفردها النفط

قد استفردها النفط

قد استفردها النفط السعودي

ولكن بصقت في وجه كل النفط

لكن وضعت كل الأسى والدمع في مخزنك الناري

لما تنته الأشياء

تلك الطلقة الأولى وللحدس شواهد

رجل الصحو

تمنى كل شبل أن يكون الإصبع الأصغر في كفك

لا تحزن . . لا تكتب شكوك البعض في قلبك

هذا البعض لا يقرأ إلا وعيه الناقص

للزهرة والخنجر والأيام

لا يفهم إلا وهو قاعد

أنت نفذت

فهلا نفذ التاريخ ما كان اتفاقا بين عينيك وعينيه

وعادت ماسة النيل إلى العقد الإلهي

فحسن العقد من حسن الفرائد

أنت نفذت صراعا طبقيا سيدا

بعض صراع طبقي صار للسلطة طباخا

وبعض منه حشو الجيب أو حشو الجرائد

مصر سيري بالأناشيد

وخلي خبز أشجانك والشاي

وأطفالك والأزجال

في وجه المتاريس

أمام السجن . . في الساحة

سيناء بهذا السجن

إيمانك والقرآن والوحدة

والأعداد للثورة ملقاة بهذا السجن

غنيهم

ببحر البقرالدامي

بعبد المنعم المدفون بالنسيان

بأيام التلامذة

وعم حمزة وبيت لبيت

والله أكبر

زغردي نارا وبركانا من حزن الصعيدي

لوجه الرجل اللحظة والتاريخ

.. والبذل . . لهم

للفتية السمر

..كما التصويت

.. كوني الرعد

هدي السجن يا مصر

اكتبي الأسماء آيات على وجه المساجد

منذ هذي الطلقة الفاصل

مشروع بن عزي لن يرى النور

ولن يخرج من قصر الأمير الخصي

لن يأكل إلا الرمل

إلا الشوك

والغصة والتنغيص

هذا الجرب الكلي لن تتركه سيهات

لن يتركه دم جهيمان

لا يتركه الوعد العتيبي ليرعى

وأرى قدح السكاكين من الأحساء

أني لأراها وأرى خلف رماد الصمت

ماذا في المواقد

السعوديون إسرائيل مهما كحلوا مشروعهم

ولقد يلقون بالعظمة إسكاتا لمن ينبح من تحت الموائد

.. أنني أضحك

مجموعة جرذان كراش فرقة العزف الخليجي

وقرد يضبط اللحن الخياني

.. وأبكي

.. أننا لا شئ

أصفارا

نعاني غربة الصفر . . احتلام الصفر

.. حزن الصفر . . صمت الصفر

أخرج أيها الصفر من النفي النهائي

إلى الكون النهائي

انتفض . . كن

أمحق الآلية العمياء والنفي

ونفي النفي

فالإنسان لا الجبرية العمياء قائد

وأنا أعلن قلبي نجمة شذرية بين سفين الليل

تستشعر بعض الدفء

في كوة حزن ما وراء البحر والأيام

في سجن بعيد بالمنامة

لم ينم هذا السجين الجدلي الوجه

مازالت مآقيه كخط الفجر في الليل الخليجي

ومازال بخار البحر والخلجان في تهويمه والموج

والأغنية الأولى لقبطان جرئ مبحر نحو القيامة

فز للطلقة وأشتد صداها بين جنبيه

مجيئا وذهابا

وسعت كوة زنزانته

وازدحمت فيها نجوم الليل والأشرعة البيضاء

والحب الذي أوسع من نجد

وترنيم الحمامة

وانقضى كل حدوس العمر والذكرى

وكانت رزما حالت من الدفن

وجارت عثة الأيام فيها

قرأ المكتوب بالعين التي أجهدها الدهر

وغامت نكهة القرية في أقصى أقاصيه

وطعم الليلة الأولي من الإضراب

ثم اختلطت فيه الهتافات

وصوت النخل والأيام حتى اغتصبته الابتسامة

لم يعد يؤمن من دهر بعيد بسوى النار

وهل ثم سواها

إذ يرف الوعي أو يبحث عن رقعة تبرير تغطيه

فقد صار قمامة

سحب الاصفاد فاستيقظ عمق السجن

والأحزان . . والأبواب . . والشارع

والميناء والبحر

وبحار قد استوطن فيه البحر

ولم يعط لغير الله بالضوء علامة

وتبادلنا الإشارات التي يفهمها الأطفال أيضا

لا يكون البرق إلا أن في الأفق غمامة

.. وتفاهمنا

إنما البركان لا ينضج إلا داخل الأرض

ولا يعطي لغير الوعي بالنار زمامه

ثم سلمنا على الماء

فرد الماء باللؤلؤ والموج سلامه

لم أعد أعلن قلبي إلا يسار الشمس

أستقتل في البحث عن الجوع الجنوبي

أغذية بأقصى الشعر والحقد

وأنساه ليال في أغاني التبغ والعمال

أنساه بصمت الخندق المكتظ في الأمطار

والأبطال والأهوال

أنساه بعيني عاكف في صلية خضراء

ما أضيق عينيه إذا صوب

ما أوسعهما

حتما أصاب الهدف الأول

واستولى عليه الشوق للثاني

وأنساه مع الأيام

أنساه مع الأيام والبصرة مرميا على الأسلاك

بغداد بلا شباك

.. أنساه

ولكن قط لن أنسى أنا قلبي

إذا ما نفثت أفعى

.. وتاب السم والجاسوس والمشروع

لا بل الطلقة . . ثم الحدث

الدرج الأرجواني الذي عمري سأعطيه

لمن لا يصل الشعر الحقيقي

لمن يلصق في وجه المحطات أغاني الدم

والشوق الفلسطيني

أو طفل وحيد في الحدث

سوف أعطيه لمن يرقى جدار السجن

يعطي خالدا قلبي

وشعري . . وسلاما من كثير الحب نث

.. هكذا أرسيت

أن القائد القائد تنفيذ

ولا يتجر بالدم لكي يقبض أثمان الجثث

.. ًوأخيرا

كل من يرضى بمشروع السعوديين

.. أو يدخل بابا منه

من نفس الزنا .. نفس الزنا

. لكن بحالات الطمث



مظفر النواب


رحم الله الإسلامبولي واخوانه
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس