عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2006, 12:26 PM   #51
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

سلي الجمر. هل غالى وجن وعذّبا

كفرت به حتى يشوق ويعذبا

ولا تحرميني جذوة بعد جذوة

فما اخضر هذا القلب حتى تلهبا

وما نال معنى القلب الا لانه

تمرغ في سكب اللظى وتقلبا

هبيني حزنا لم يمر بمهجة

فما كنت ارضى منك حزنا مجربا

وصوغيه لي وحدي فريداً، واشفقي

على سره المكنون ان يتسربا

مصوغاً كأعلى الدر عز يتيمه

فأودع في اخفى الكنوز وغيبا

وصوغيه مشبوب اللظى، وتخيري

لآلامه ما كان اقسى واغربا

وصوغيه كالفنان يبدع تحفة

ويرمقها نشوان، هيمان، معجبا

فما الحزن الا كالجمال: احبه

واترفه ما كان انأى وأصعبا

٭٭٭

خيالك يا سمراء مر بغربتي

فحيا، ورحبنا بغال، ورحبا

جلاك لعيني مقلتين وناهدا

وثغرا كمطلول الرياحين اشنبا

فصانك حبي في الخيال كرامة

وهمّ بما يهواه لكن تهيبا

وبعض الهوى كالنور ان فاض يأتلق

وبعض الهوى كالغيث ان فاض خربا

ارى طيفك المعسول في كل ما ارى

وحدت ولكن لم اجد منه مهربا

سقاني الهوى كأسين: يأسا ونعمة

فيا لك من طيف اراح وأتعبا

وخالط أجفاني على السهد والكرى

فكان الى عيني من الجفن اقربا

شكونا له السمراء حتى رثى لنا

وجرأنا حتى عتبنا فأعتبا

وناولني من ارز لبنان نفحة

فعطر احزاني وندى وخضبا

وثنى بريا الغوطتين يذيعها

فهدهد احلامي وأغلى وطيبا

وهل دللت لي الغوطتان لبانة

احب من النعمى واغلى واعذبا؟

وسيما من الاطفال لولاه لم اخف

- على الشيب - ان انأى وان اتغربا

تود النجوم الزهر لو انها دمى

ليختار منها المترفات، ويلعبا

وعندي كنوز من حنان ورحمة

نعيمي ان يغرى بهن وينهبا

يجور وبعض الجور حلو محبب

ولم ار قبل الطفل ظلما محببا

ويغضب احياناً ويرضى. وحسبنا

من الصفوان يرضى علينا ويغضبا

وان ناله سقم تمنيت انني

فداء له كنت السقيم المعذبا

ويوجز فيما يشتهي، وكأنه

بإيجازه دلا اعاد وأسهبا

يزف لنا الاعياد: عيداً اذا مشى،

وعيدا اذا ناغى، وعيدا اذا حبا

كزغب القطا لو انه راح صاديا

سكبت له عيني وقلبي ليشربا

وأوثر ان يروى ويشبع ناعماً

وأظمأ في النعمى عليه وأسغبا

وألثم في داج من الخطب ثغره

فأقطف منه كوكبا ثم كوكبا

ينام على اشواق قلبي بمهده

حريراً من الوشي اليماني مذهبا

واسدل اجفاني غطاء يظله

ويا ليتها كانت احن واحدبا

وحملني ان اقبل الضيم راضياً

وارغب تحناناً عليه وأرهبا

فاعطيت اهواء الخطوب اعنتي

كما اقتدت فحلا معرق الزهو مصعبا

تأبى طويلا ان يقاد وراضه

زمان، فراخى من جماح وأصحبا

تدلهت بالايثار كهلا ويافعا

فدللته جَدّاً، وارضيته أبا

وتخفق في قلبي قلوب عديدة

لقد كان شعبا واحداً، فتشعبا

٭٭٭

ويا رب. من أجل الطفولة وحدها

افض بركات السلم شرقا ومغربا

وصن ضحكة الاطفال يارب انها

اذا غردت في موحش الرمل اعشبا

ويا رب. حبب كل طفل فلا يرى

وان لج في الاعنات وجها مقطبا

وهيئ له في كل قلب صبابة

وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا

ويا رب ان القلب ملكك ان تشأ

رددت محيل القلب ريان مخصبا

٭٭٭

ويا رب. في ضيق الزمان وعسره

ارى الصبر آفاقا اعز وارحبا

صليب على عنف الخطوب وهولها

ولولا زغاليل القطا كنت اصلبا

ويا رب. هذي مهجتي وجراحها

سيبقين - الا عنك - سرا محجبا

وجدت بأهلي الف ناب ومخلب

وللدهر والاعداء ناباً ومخلبا

ويا رب ان هانت دموع، فأدمعي

حرائر. شاءت ان تصان وتحجبا

فما عرفت الا قبور احبتي

والا لدتي في دجى الموت غيبا

وما لمت في سكب الدموع فلم تكن

خلقت دموع العين الا لتسكبا

ولكن لي في صون دمعي مذهبا

فمن شاء عاناه. ومن شاء نكبا

ويارب احزاني وضاء كأنني

سكبت عليهن الاصيل المذهبا

ترصد نجم الصبح منهن نظرة

واشرف من عليائه، وترقبا

فارخيت الاف الستور كانني

امد على حال من النور غيهبا

فغور نجم الصبح يأساً وما رأى

- على طهره - حتى بنانا مخضبا

وقد تبهر الاحزان، وهي سوافر

ولكن احلاهن حزن تنقبا

٭٭٭

ويا رب: درب في الحياة سلكته

وما حدت عنه لو عرفت المغيبا

ولي وطن اكبرته عن ملامة

واغليه ان يدعى - على الذنب - مذنبا

واغليه حتى قد فتحت جوانحي

ادلل فيهن الرجاء المخيبا

فمن حقه ان احمل الجرح راضيا

ومن حقه ان لا الوم واعتبا

تنكر لي عند المشيب ولا قلى

فمن بعض نعماه الكهولة والصبا

وما ضقت ذرعا بالمشيب فانني

رأيت الضحى كالسيف عريان اشيبا

يمزق قلبي البعد عمن احبهم

ولكن رأيت الذل اخشن مركبا

واستعطف التاريخ ضنا بامتي

ليمحو ما اجزى به لا ليكتبا

٭٭٭

ويا رب: عزٌ من امية لا انطوى

ويا رب: نور وهج الشرق لا خبا

واعشق برق الشام ان كان ممطرا

هتونا بسقياه وان كان خلبا

واهوى الاديم السمح، ريان مخصبا

سنابله نشوى، واهواه مجدبا

مآرب لي في الربوتين ودمر

فمن شم عطرا شم لي فيه مأربا

سقى الله عند اللاذقية (1) شاطئا

مراحا لاحلامي ومغنى وملعبا

وارضى ذرى الطود الأشم فطالما

تحدى وسامى كل نجم واتعبا

وجاد ثرى الشهباء عطرا كانه

على القبر من روحي اريق وذوبا

وحيا فلم يخطئ حماة غمامه

وزف لحمص العيش فينان طيبا

ونضر في حوران سهلا وشاهقا

وباكر بالنعمى غنيا ومتربا

وجلجل في ارض الجزيرة صيب

يسابق في النعمى وفي الحسن صيبا

سحائب من شرق وغرب يلمها

من الريح راع اهوج العنف مغضبا

له البرق سوط لا تند غمامة

لتشرد الا حز فيها والهبا

يؤلفها حينا.. وتطفر جفلا

وحاول لم يقنط الى ان تغلبا

اتحن على طول السماء وعرضها

يزاحم منها المنكب الضخم منكبا

فلم ادر هل أمّ السماء قطيعه

من الغيم أو أمّ الخباء الطنبا

تبرج للصحراء قبل انسكابه

فلو كان للصحراء ريق تحلبا

وتعذر طل الفجر، لم يرو صاديا

ولكنه بلّ الرمال ورطبا

ويسكرها ان تشهد الغيم مقبلا

وان تتملاه، وان تترقبا

كأن طباع الغيد فيه، فان دنا

قليلا نأى حتى لقد عز مطلبا

ويطمعها حتى اذا جن شوقها

اليه انثنى عن دربها، وتجنبا

تعد ليالي هجره، وسجية

بكل مشوق ان يعد ويحسبا

ويبده بالسقيا على غير موعد

فما هي الا لمحة، وتصببا

الى ان جلاها كالكعاب تزينت

لتحسد من اترابها او لتخطبا

كذلك لطف الله في كل محنة

وان حشد الدهر القنوط وألبا

٭٭٭

ومرت على سمر الخيام غمامة

تجر على صاد من الرمل هيدبا

نطاف عذاب رشها الغيم لؤلؤاً

وتبرا فما اغنى وازهى واعجبا

حبت كل ذي روح كريم عطاءها

فلم تنس آراما ولم تنس اذؤبا

وجنت مهاة الرمل حتى لغازلت

وجن حمام الايك حتى لشببا

وطاف الغمام السمح في البيد ناسكا

الى الله في سقيا الظماء تقربا

عواطل مر المزن فيهن صائغا

ففضض في تلك السهول وذهبا

ورد الرمال السمر خضراً وحاكها

سماء واغناها ووشى وكوكبا

ورد ضروع الشاء بالدر حفلا

لترضع حملانا جياعاً وتحلبا

وحرك في البيد الحياة وسرها

فما هامد في البيد الا توثبا

ولاعب في حال من الرمل ربربا

وضاحك في غال من الوشي ربربا

وجمع الوان الضياء ورشها

فاحمر ورديا واشقر اصهبا

واخضر بين الايك والبحر حائرا

وابيض بالوهج السماوي مشربا

ولونا من السمراء، صيغت فتونه

بياضا. نعم. لكن بياضا تعربا

اتدري الربى ان السماوات سافرت

لتشهد دنيانا فاغفت على الربى؟

ألمّ بكفي النجوم وانتقي

مزررها في باقتي والمعصبا

دياري واهلي بارك الله فيهما

ورد الرياح الهوج احنى من الصبا

واقسم اني ما سألت بحبها

جزاء ولا أغليت جاها ومنصبا

ولا كان قلبي منزل الحقد والاذى

فاني رأيت الحقد خزيان متعبا

٭٭٭

تغرب عن مخضوضل الدوح بلبل

فشرق في الدنيا وحيدا وغربا

وغمس في العطر الالهي جانحاً

وزف من النور الالهي موكبا

تحمل جرحاً داميا في فؤاده

وغنى على نأي فأشجى واطربا








بدوي الجبل ..

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 05-12-2006 الساعة 12:32 PM.
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس