عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-03-2012, 12:09 AM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي حيُّوا الشَّعب السوري محطِّم الفراعنـة

لو كان الأمر بيدي لأمرت بإضافة هتاف : ( يحيا الشعب السوري ، وتحيا ثورته العظيمة ) إلى هتافـات المدارس في طابور الصباح ، في كلّ بلادنا من الخليج إلى المحيـط .

لم يعـُد أحـد يتحدَّث عن انتصار الشعب السوري لأنـَّه أصبح حتميّة تاريخيّة ، بل عن سوريا الجديدة ، وما ستفرضه من معادلات على المنطقة ، ستحدث تغييّرا جذريا فيها ، ستكون له تداعيات زلزالية غير مسبوقة .

ولاريب أنّ جميع العقول في المؤسسات الرسمية ، وغير الرسمية ، من هضبة الجولان إلى آخر الدنيا غربا ، ومن الفرات إلى آخرها شرقا ، مشغولة الآن بتصور المشهد القادم ، كيف سيكون ، وكيف يمكن إستثماره ، وإلى أين ستتجه رياح الربيع العربي بعد سوريا ، وأين ستضع أوزارها ، ويستقر بها النـوى ؟!

أما مجهر التحالف الصهيوغربي فموضوع على نقطة القلق الكبرى على الخارطة السورية ، وأعني بها :

كلّ هذا الزخم المخيف للعقيدة الجهادية المستمدّة من الإسلام الآخذة في الإلتحام بروح ، وبدم ، ولحم ، هذا الشعب الأسطوري ، إلى أين سينتهي بها المطاف ؟!!

ودعوا الكلام بيننا !! لست لهم بلائـم !

فالمشهد عندي أيضا يثير الرهبة ! وإذ أتخيـّل أنّ الله تعالى أبى إلاّ أن يجعل الربيع العربي يتسلَّح كلَّ هذا التسلح ! عندما يصل إلى حدود الكيان الصهيوني ،

يتملّكني شعـور مهيـب !

إنـَّه يتسلـَّح بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، يتسلَّح بالأربعـةِ العظام :

العقيدة ، والعزيمة ، والصمود ، وبسلاح الحديد ، والنار .

أما التحالف الصهيوغربي فالإذن منه تسـمع : إنَّ قعقعة الحديد الجهادي ، عادت مدويّة لتُسمع حول قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وصلاح الدين الأيوبي !

والعين منه ترى : إنَّ دمشـق التي هي جوهرة تاج شموخ الحضارة الإسلامية يتفجـّر فيها بركان العـزّة من جديد !

ثـم إنه ليحدّث نفسه ، والهلـع يجلجل بين ضلوعه : كيـف سنصنع ، وهذا كلُّه على حدود الكيان الصهيوني ؟!

وهو يقف عاجـزا عن اختراق فتوظيف ثورة شعبية تخوض معاركهـا في بِرَك الدماء ، وأنـّى له ذلك ؟!! _ إن استطاع أن يخترق المعارضة الخارجية _ ثـمَّ ستكون لهذه الثورة الكلمة العليا في سوريا الجديدة !

فإن قيل فلماذا لم يجُهضـوا هذه الثورة الخطيرة إذاً ، ولعمْري لو استطاعوا لأجهضوا أوّل شرارة في تونس ، غير أنَّ نهضة الشعوب ، كقِوى الطبيعة ، سنن الله في خلقه ، لايمكن إيقافهـا .

وحقـَّا ، شاءُوا أم أبـوْا ، إنهم جميـعا ينتظرون ما ستتكشف عنه المعادلة الجديدة في سوريا ، لتوضع مقاييس معادلة وجود الكيان الصهيوني في المنطقة على وفقها .

وحقا شاءُوا أم أبـوْا ، ستكون مقاييسها مختلفة تماما عما مضى ، وفي صالح أمّـتنا بإذن الله تعالى .

وأما المكـر (القرمجوسي) _ القرمطي المجوسي _ الذي لايكره في الدنيا شيئاً كما يكره صحابة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وأقرب الناس إليه ، فترتعد فرائصُهُ خوفا من ثورة شعب تتشرّف تربته بأنها تحتضن مئات الصحابة الكرام ، ويتألـَّقُ تاريخـه بمجـد الإسلام !

نعم .. إنه ينتفض رعبـا من ثورة الشعب الذي يستحقّ لقب : محطّم الفراعنة ، إذْ هو الذي حطَّم أعتـى الفراعنة على أرضه ، قيصر ، وهولاكو ، والصليبيين ، وسيحطِّم ببشارات النبوة في نهايات التاريخ أيضا من هـو أشد منهم قوَّة ، وأعظـم جمعا .

وهو يعلم أنّ نجاح الثورة السورية يعني خنـقَ شيطان المجوس الذي باض ، وفرَّخ حول بابل سحره الأسـود البغيض ، في جنوب العراق ، حالمِـاً أن ينشر فراخَه في كلّ العالم الإسلامي ، وهو حلمُ إبليس بالجنة !

وإذا كانت الثورة السورية العظيمة قد أسقطت من الآن رموز الزيف (القرمجوسي) ، فأضحـوْا عراة بفضيحتهم ، لاسيما حزب الشيطان الأصغر حسن نصر _ الأوسط هو بشار ، والأكبـر هو الخامنئي _ فإنها بعد إنتصارها ستصبح مركز الدفاع عن الأمـّة في وجـه هذا المد القبيح المليء بنتن الحقد المجوسي ، وصديـد الضغائن القرمطية.

وسبحان الله الذي كتب أن تسيـر الدنيا على سُنِنِه التي لاتتبدَّل : على قدر التضحيات العظيمة ، تأتي النجاحـات العظيـمة .

إنَّ الشعب الذي صمد هذا الصمود الأسطوري عامـاً كاملاً ، رغم شدّة طغيان العدوّ الحـانق ، ورغـم الحصار الخانق ، والخذلان الطابق ، لن يردَّه دون مطلب الحريّة شيءٌ ،

ولسوف تتحوّل دماء شهدائه إلى الفأس التي سيحطّم قيود الطغيان ، واليـد التي ستحمـل شعلة الحرية وقّادة ، ولواءَها خفاقا عاليـا.

هذا .. وإني لأرى فـي ثورة الشـام ثلاثَ دلالات رمـزيـّة ،

وإنَّ روعتها لتهـزّ النفس هـزَّا :

1ـ رمزية إنطلاقـة الثورة من أطفال هذا الشعب العظيـم ، وكثرة الشهداء الأطفال _ وقد زادوا على الألف شهيد _ ممـا يرمـز إلى إشراقة المستقبل الواعـد لهذه الثورة ، فستحمل مبادئها الأجيـال بإذن الله .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس