عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-02-2009, 02:25 AM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

فإنني ما كنت ممن عاشّ في برجي
فأعمي عينّه عن واقعِ الشيءِ:
العلوٌولست أمِلك فكرة
في العقِل جامدة
ولكني رأيت علاقةّ الإنسانِ بالأشياءِ:
فاسدة
فقلت: أقيمي من أنقاضِها:
جسرا
وتأْبّي أنتّ إلا أن تّري للشيءِ:
فائدة
تعود عليْكّ باستخدامها الفوريٌِ..
من قبل الفّوّاتِ
كأنما الأشياء كالأدّواتِ!
كم كلٌّفْتّني يا صاحبي:
عسْرا!

*****
كأني لم أقلْ لكّ:
في البدايةِ كانت الأشياء واحدة
إلي أن ميٌّزّ الإنسان مستوياتِها
قسْرا
وأغراه الغلوٌفسّنٌّ قانونّ التٌّراتبِ..
ثم قال لنفسِهِ:
هذا هو الشيء العدوٌ!
فكنْ علي حذري
لِئلاٌّ يقتلّ الشيء السكينةّ فيكّ..
إن قربٌّتّ نفسّكّ منه..
يكفيكّ الرنوٌ!

*****
وواصلّ الإنسان خطتّهفقال لنفسِهِ:
هذا هو الشيء الصديق..
إذا سعيْتّ إليهِ
أسلمكّ الطريقإلي مكانِ وجودِهِ
مثلا هناكّ : الشصٌ..
حبْل القنْصِ آنيّة الزهور
الإبرة الفأس القّدومّ
الهودج الدراجة السيارةالكِير السرير البيْرّقالحجّر الكتاب البندقيةخوذة الرأسِ الحقيبةخاتّم العرسِ اليّراعالخيمة الطبل الشراع..
وغيرها
من بعضِ أنواعِ المتاعِ..
وكلهٌا : ما كان يمكِنأن يعيشّ بدونِها: الصيادوالخياط والفلاح والجنديٌوالوراق والنجار والفنانوالنٌوتيٌوالحدٌّاد والبدّويٌوالشخص المثقفوالفتي العاديٌوالمتسلٌِط المرجوٌ..
كلٌ من أولئكّ:
ليس يخلو من تعلٌقهِ
بشيءي ما من الأشياءِ..
هيهاتّ الخلوٌ!

*****
ويا صديقي
حاولّ الإنسان إكمالّ التراتبِ..
ثم قال لنفسِهِ:
هذا هو الشيء الإله..
سّما..
وحقٌّ له السموٌ
*****
وهكذا أضحي الذكاء الآدميٌوقد تملٌّكّه الزهوٌوإنه مازال يحْبّو!
إذ هنالِكّ: لا عدوٌّ..
ولا صديقّ..
ولا إلهّ..
وإنما: شيء فحسب
*****
تعال نّجهد..
كي نراه علي حقيقتِهِ معا
من قبلِ مغرِبِ شمسِ هذا اليومِ..
يحدونا التلطٌف والحنوٌ!
تعالّ.. هيا
لا تضِع وقتي سدي
فإلي الرٌّواحِ
يكاد يسلِمني الغدوٌتعالّ..
هيا يا صديقْ

*****
* أنا لست مثلّكّ:
من هواةِ الشيءِ
أو عشاقِهِ
لِأهيمّ في الملكوتِ..
لا..
لا أبتغي شيئا علي إطلاقِهِ
أنا لست ممنْ يؤمنونّ
بذلك اللاهوتِ
لكني * إذا ما كنتّ تجهل ما أريد* أريد شيئا:
ناجِعا كالسٌهمٌِ
شيئا مارقا كالسهمِ
آنِيٌا كفعلِ الخلْقِ في:
كنْ.. كانّ
مرئيٌا كأعمدةِ الدٌخانِ!

*****
أريد شيئا:
هادِرا كاليمٌِ
يجرف في الخضّمٌِ
الناسّ والأشياءّ..
في هذا المكانِ المكفهرٌِ الجهْمِ..
شيئا كالجبالِ
بمحتواها الضخمِ..
يهوِي فجأة
ليدكٌّ ما يهوِي عليهِ..
من المعابدِ..
والعبادِ..
يزلزلّ الأرضّ التي رزّحتْ
فما برِحّتْ
تضيق بهذهِ الأشياءِ
في تلك البلادِ..
وهؤلاءِ القومْ!

*****
طال اشتياقي
يا رفيقي
لانبثاقّةِ ذلك الشيءِ:
الجليلِ الفخمِ..
حتي قد يئست..
وليس من شيءي!

*****
لكم فتٌّشت في الورّقِ القديمِ
وليس من شيءي!
سألت الفيلسوفّ:
فقال: كلاٌّ
ليس من شيءي!
ولم يّبح المنّجٌِم لي بشيءي!
لا.. ولا الشعراء *
من فئةِ الفحولِ المغلِفينّ
أتّوْا بشيءي!

*****
لا تّلمني يا رفيق..
فليس من شيءي
عظيمي
هائلي..
يبدو هنا!

*****
* الشيء ليس بحجمِهِ
أو جِرمِهِ
لا تعرف الأشياء..
معيار الضآلةِ والضخامةِ
يا صديقي!
قيمة الشيءِ التجلٌِي..
والحضوروليس بالقِنطارِ والقِطمِيرِ!

*****
إن الشيءّ لغزيستمرٌ ضباب شفرته
إلي يوم القيامةِ
حين يضحك * ملءّ شِدقيْهِ
* الغبيٌمن اجتهادِ اللوْذعيٌِ!
الشيء رمزقد نسِينا * كلٌنا
* مر موزّه الأصليٌّ..
وهو علامة
ضنٌّتْ بمغزاها الخطيرِ..
فلا سبيلّ إلي التكهٌن بالذي:
بعدّ العلامةِ
من مغاليق الأمورِ!

*****
الشيء : شيءوهو لا شيء!
يذكٌِر بالنعامةِ:
جنسهاطيرولكن لا تطير..
الشيء: لا شرٌولا خير!
و لكن سطح مرآةي
تساوّي القبح فيها بالقّسامةِ:
ذو البشاشةِ عندها
كالقّمْطرِيرِ!

*****
ونحن نأتيها
نراقص ظلٌّنا فيها
ونحفظ جنْبّها الأشياءّ..
من أدواتِ تجميلِ الدٌّمامةِ
أو قواريرِ العطورِ..

*****
الشيء
سِفر جامع
هو * في القمِطْرِ
* كتاب تاريخي
وليس يّعيهِ من طلابِهِ
من ليس يقرأ فيهِ:
ما بين السٌطورْ!

*****
* يا سيدي:
تلك الحقيقة.. أيْنّها؟!

*****
إني قرأت..
قرأت ثم قرأت سِفْرّ الشيءِ
فاسْتظهرْتهلكنٌّ شيئا لم يبِنْ لي
في السطورِ.. وبينّها!
لو بان لي شيءلما أنكرته!

*****
لا شيءّ يفهم في الكتابِ..
وها هنا:
لا شيءّ يحدث يا رفيقي
ليس من شيءي هنا!
لا شيء يلفِت ناظري
لا شيء يقرع مِسْمعِي
فانظر معي
لتري شموعّ الشيءِ:
خافتةّ السٌّنا
وتكاد تلفِظ آخِرّ الأنفاسِ..
في ليلي
تخيٌِم غاشيات من حنادِسِهِ
علي ناسي *
همو بالضبطِ كالأشياءِ
خاليةي من الإحساسِ!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس