[أحمد جعبور]

نـصـمـت أحـيـانـا

نصمت أحيانا... ليس لضعف فينا ..حتى لو فسره الآخرون بذلك

نصمت.. لأننا نعلم أن الجرح أكبر من الكلام الذي يقال ..


نصمت أحيانا... لأن كل شيء انتهى ولن يعود..

فما فائدة الحديث لقلوب صماء لا ترى سوى نفسها فقط ..


ومتى نصمت ..

نثرثر في حياتنا دائما وتـنطلق ألسنتنا بكلام لا ينتهي

لكننا نصمت أحيانا

يطول حينها الصمت ويمتد وقد يكون للحظات

ويكون صمتنا ذو لون زاه ومشرق أحيانا وفي غيرها مسود كئيب


نصمت عندما يخوننا التعبير وتذهلنا الواقعة والحدث

فلا تكون هناك كلمات تصف أو تعبر


ونصمت يوم أن يتحدث من يكبرنا سنا وخبرة فنتعلم ونرتقي ونتطور

ونصمت عندما نفكر

ثم نصمت عندما نتخيل أو نسبـح في بحر الذكريات

ثم نصمت بعدها بين يدي من نحب لأن لغة الكلام يحل مكانها حديث العيون والأفئدة

نصمت عندما يرحل عنا من نعشق ويتركنا بلا مأوى أو أذن تنصت لمناجاتنا

ونصمت عندما تدعوا لنا أمهاتنا بالخير والرزق ونعيش مع الدعوات أغلى اللحظات

وقد نصمت لأننا أ ُجبرنا على الصمت وصار الكلام علينا محرما وحق مسلوب من حقوقنا

وأحيانا نصمت عندما يأسرنا منظر بديع من صنع الخالق

في غزال يجري أو مها تتراقص بين الحقول أو شمس دنت للغروب

أو شلال تتساقط مياهه من البعيد أو ليل سطعت فيه النجوم