عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2008, 12:08 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأخ الفاضل الشافعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم على نقل هذا البحث القيم، وبارك الله بالشيخ د : عبد العزيز بن فوزان بن صالح الفوزان

لقد أحاط الدكتور الباحث ببحثه من مختلف الجوانب، ودعم آراءه بما يسندها من آيات من القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلوات الله عليه، ولا نستطيع إلا أن نقبل بها جميعا لصحتها وقوتها. حيث تندرج تحت ثوابت انتمائنا وإيماننا بكلام الله وسنة رسوله الكريم.

إن مفهوم الأمن في الغالب يخرج عن التوقف عند القتل والإخلال باستقرار المجتمع، ويتعداه الى أشكال كثيرة منها: الأمن الصناعي والأمن البيئي والأمن الاقتصادي الخ، وهي بالتالي تصب في موضوع الأمن، وإن النقص في أي جانب من تلك الجوانب سيؤدي الى إيجاد بيئة مناسبة للاجتهاد في تعريف الأمن وأحقية من تفوض في إحلاله (ورد ذلك في المطلب الثاني : تحريم اعتداء الإنسان على غيره صفحة 13 وما بعدها).

إن الاعتداء أو الشروع بالاعتداء يسبقه استشعار بالخطر ثم التفكير بشكل الرد أو اتقاء ذلك الخطر ثم صياغة شكل الرد كفكرة ثم إزماع وتنفيذ.

فلو أحاطت قبضتا رجل على عنق رجل آخر، فهي إبلاغ له بأن خصمه في طريقه الى قتله. فدفاعه عن نفسه وإلحاقه الأذى بذلك الخصم سيكون مشروعا في كل شرع.

إن تفسير الآخرين لإشارات الخنق، تأخذ أشكالا مختلفة، فانتشار الفساد وحماية الدولة له تخرج القائمين على الحكم من أنهم ولاة صالحون، وتجعل من يلتقط تلك الإشارات بأنه في حضرة سلطان جائر.

فكل المتقاتلين يعتقدون أنهم على حق، ألم يتقاتل المسلمون بعد مقتل عثمان بن عفان رضوان الله عليه، وكل فريق يعتقد أنه على حق؟ أو لم يكن من بينهم من بشره رسول الله صلوات الله عليه بالجنة؟ ونحن هنا لا يسعنا إلا أن نقول: الله يفصل بينهم يوم القيامة، فكلهم من السلف الصالح.

لكن في ظروفنا الراهنة، أيجوز لمؤمن أن يناقش ملحدا لا يعترف بوجود الله ويسند له آيات من القرآن الكريم، أو من السنة النبوية؟

كما أن التسليم بشرعية الحكومات القائمة في أيامنا، لا يحسم مسألة طاعة ولي الأمر، طالما أن هناك إشكالية في الاعتراف بأحقيته بالحكم، هذا أس المشكلة، ومن هنا تخرج فئات تزعم أنها على حق في تولي أمر المسلمين، وبالتالي فإنه كلما اقتربنا من تناقل السلطة بشكل عادل بين الرعية وفق شرع الله، وكلما شاع العدل في توزيع الثروات وأغلق الباب على الفساد، كلما ضاقت السبل أمام العابثين في أمن العباد والبلاد.

تقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس