عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2019, 08:55 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وأخرج الديلمي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مشى إلى سلطان جائر طوعاً، من ذات نفسه، تملقاً إليه بلقائه، والسلام عليه، خاض نار جهنم بقدر خطاه، إلى أن يرجع من عنده إلى منزله، فإن مال إلى هواه، أو شد على عضده لم يحلل به من الله لعنة إلا كان عليه مثلها، ولم يعذب في النار بنوع من العذاب، إلا عذب بمثله"
فى الروايات السابقة يعذب من أتى السلطان بكل لون أى شكل عذب به السلطان فى النار وهو ما يناقض تعذيبه بلونين من العذاب فى قولهم:
-"وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن، وتفقه في الدين ثم أتى صاحب سلطان طمعاً لما في يديه، طبع الله على قلبه، وعذب كل يوم بلونين من العذاب، لم يعذب به قبل ذلك"
-"وأخرج أبو الشيخ في "الثواب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ الرجل القرآن وتفقه في الدين، ثم أتى باب السلطان، تَمَلُّقاً إليه، وطمعا لما في يده، خاض بقدر خطاه في نار جهنم"
"وأخرج الحاكم في تاريخه عن معاذ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتفقه في الدين ثم أتى صاحب سلطان طمعاً لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنم"
الخطأ المشترك هو أن العالم الآتى السلطان يخوض بقدر خطاه إلى السلطان في نار جهنم فالخوض فى جهنم يكون بالعمل السيىء مع السلطان أو غيره أو مع النفس وليس بعدد الخطوات ولذا قال تعالى طولا يحيق العمل السيىء إلا بأهله"
-"وأخرج الديلمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان علماء يرغبون الناس في الآخرة ولا يرغبون، ويزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون، وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون"
الخطأ أن إتيان العلماء السلاطين يكون فى أخر الزمان وهو يكون فى كل عصر
-"وأخرج الديلمي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، والأمراء إذا خالطوا العلماء رغبوا في الآخرة"
"وأخرج أبو عمرو الداني في كتاب "الفتن عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وكنفه، ما لم يماري قراؤها أمراءها"
الخطأ المشترك بين الروايات التفرقة بين العلماء والأمراء فالأمير فى الإسلام لا يكون إلا عالما كما قال الله فى طالوت "وزاده بسطة فى العلم والجسم"
-"وأخرج الحاكم، وصححه، عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقلوا الدخول على الأغنياء، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله"
الخطأ أن قلة الدخول على الأغنياء مانعة لازدراء نعم الله وهو ما يخالف أن المانع من الازدراء هو إرادة أى مشيئة الإنسان كما قالل تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
-"وأخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أعرف الحزن في وجهه، فأخذ بلحيته، فقال: "إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعون أتاني جبريل آنفاً، فقال لي: إن أمتك مفتتنه بعدك بقليل من الدهر، غير كثير، قلت: ومن أين ذلك!؟ قال: من قبل قرائهم وأمرائهم، يمنع الأمراء الناس حقوقهم، فلا يعطونها، وتتبع القراء أهواء الأمراء قلت: يا جبريل! فبم يسلم من يسلم منهم؟ قال: بالكف والصبر، إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه"
هنا الأمة مفتونة بعد قليل من وفاة النبى(ص) وهو ما يناقض كونها مفتونة بعد وفاته مباشرة فى الرواية التالية:
"وأخرج الحاكم، عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل، لا يعطون أحداً شيئاً، إلا أخذوا من دينه مثله"
والخطا المشترك هو فتنة الأمة بعده ينما الأمة مفتونة هى وهم فى عهده ومن بعده كما قال تعالى "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
-"وأخرج الديلمي، عن أبي الأعور السلمي رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم، وأبواب السلطان"
وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والديلمي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا أبواب السلطان وحواشيها، فإن أقرب الناس منها أبعدهم من الله، ومن آثر سلطان على الله، جعل الفتنة في قلبه ظاهرة وباطنة، وأذهب عنه الورع وتركه حيران" وأخرج البيهقي، عن رجل من بني سليم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم وأبواب السلطان"
وأخرج البيهقي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "اتقوا أبواب السلطان"
الخطأ المشترك بين الروايات هو تحريم دخول أبواب السلطان وكما قلنا فدخول بيت السلطان واجب لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومنهى عنه إذا كان الداخل يعرف أنه سيضل ويتبع السلطان الظالم
كما أن السلاطين منهم قلة نادرة عادلة وهؤلاء يجب الدخول عليهم كى يستمروا فى عدلهم بالنصح والمؤازرة
-"وأخرج هناد بن السري في "الزهد، عن عبيد بن عمير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما ازداد رجل من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً"
"وأخرج الديلمي، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تقرب من ذي سلطان ذراعاً، تباعد الله منه باعاً"
وأخرج الديلمي، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومجالسة السلطان، فإنه ذهاب الدين، وإياكم ومعونته فإنكم لا تحمدون أمره"
"وأخرج ابن أبي شيبة، والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون أمراء تعرفون، وتنكرون فمن ناوأهم نجا، ومن اعتزلهم سلم، أو كاد، ومن خالطهم هلك"
"وفي "الفردوس من حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً: "أفضل التابعين من أمتي من لا يقرب أبواب السلاطين"
"وأخرج البيهقي، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "إن على أبواب السلطان فتناً كمبارك الإبل، لا تصيبون من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من دينكم مثله"
"وأخرج الدارمي في مسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من أراد أن يكرم دينه، فلا يدخل على السلطان، ولا يخلون بالنسوان ولا يخاصمن أصحاب الأهواء"
"وأخرج البخاري في تاريخه وابن سعد في "الطبقات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "يدخل الرجل على السلطان ومعه دينه، فيخرج وما معه شيء"
"وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: "ألا! لا يمشين رجل منكم شبراً إلى ذي سلطان"
-"وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: "ألا! لا يمشين رجل منكم شبراً إلى ذي سلطان"
"وأخرج ابن أبي شيبة، وأبو نعيم في "الحلية، عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: "إياكم ومواقف الفتن! قيل وما مواقف الفتن؟ قال أبواب الأمير؛ يدخل الرجل على الأمير، فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه"
وأخرج ابن عساكر، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبعد الخلق من الله، رجل يجالس الأمراء، فما قالوا من جور صدقهم عليه"
-"وأخرج ابن أبي شيبة، والبيهقي، عن سلمة بن قيس، قال: لقيت أبا ذر، فقال: "يا سلمة بن قيس! ثلاث فاحفظها: لا تجمع بين الضرائر فإنك لن تعدل ولو حرصت، ولا تعمل على الصدقة، فإن صاحب الصدقة زائد وناقص، ولا تغش ذات سلطان فإنك لا تصيب من دنياهم شيئاً، إلا أصابوا من دينك أفضل منه"
الخطأ المشترك بين الروايات السابقة هو عدم التفرقة بين السلاطين فهناك نوعين سلاطين عدول وهم قلة وسلاطين كفرة ظلمة والسلاطين العدول يجب إتيان أبوابهم ومناصرتهم ونصحهم
-"وأخرج ابن سعد في "الطبقات عن سلمة بن نبيط قال: "قلت لأبي - وكان قد شهد النبي صلى الله عليه وسلم ورآه وسمع منه - يا أبت لو أتيت هذا السلطان فأصبت منهم وأصاب قومك في جناحك؟ قال: أي بني إني أخاف أن أجلس منهم مجلساً يدخلني النار"
-"وأخرج الدارمي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من طلب العلم لأربع دخل النار: ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه، أو يأخذ به من الأمراء"
المستفاد حرمة طلب العلم لمباهاة لعلماء ومماراة السفهاء وجذب لناس وأخذ المتاع من السلاطين
-"وأخرج ابن ماجه، والبيهقي، عن ابن مسعود، قال: لو أن أهل العلم صانعوا العلم، ووضعوه عند أهله، لسادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم. سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "من جعل الهم هماً واحداً هم آخرته، كفاه الله ما همه من أمر دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك"
المستفاد أن الله يكفى أمور الدنيا من جعل همه الآخرة ومن تفرقت به الهموم وهى مطالبه يهلك
وعقد السيوطى فصلا نقل فيه الكثير من أقوال السلف المطبقة على عدم إتيان السلاطين خير أو لشر وفيه قال :
"فصل:
ذهب جمهور العلماء من السلف، وصلحاء الخلف إلى أن هذه الأحاديث والآثار جارية على إطلاقها سواء دعوه إلى المجيء إليهم أم لا، وسواء دعوه لمصلحة دينية أم لغيرها. قال سفيان الثوري: "إن دعوك لتقرأ عليهم: قل هو الله أحد، فلا تأتهم رواه البيهقي، كما تقدم وروى أبو نعيم في الحلية عن ميمون بن مهران: أن عبد الله بن عبد الملك بن مروان قدم المدينة، فبعث حاجبه إلى سعيد بن المسيب فقال له: أجب أمير المؤمنين! قال: وما حاجته؟ قال: لتتحدث معه. فقال: لست من حداثه. فرجع الحاجب إليه فأخبره، قال: دعه
.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس