عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2023, 08:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,012
إفتراضي نقد كتاب من سنن النبي (ص)البكاء على الميت

نقد كتاب من سنن النبي (ص)البكاء على الميت
الكتاب تأليف مرتضى العسكري وقد استهله بالحديث عن عودة المختلفين لكتاب الله والسنة فقال :
"وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) (الأنفال/46).
وينبغي لنا اليوم وفي كل يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنة في ما اختلفنا فيه ونوحد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)(النساء/59)."
وكعادة المحدثين من فقهاء الشيعة الحاليين اعتمدوا منهج واحد للرد على أهل السنة وهو الاستدلال بالروايات السنية التى تخطىء رأى فقهاء السنة في مسائل الاختلاف والمراد من البحث هو بيان أن البكاء على الحسين وبقية القوم أمر مباح وقد أورد الأحاديث التى تدل على صحة رأيه وخطأ رأى فقهاء السنيين فقال :
"الروايات الواردة في بكاء النبي (ص) على المتوفى وحثه على ذلك
1 ـ بكاء الرسول (ص)في مرض سعد بن عبادة
في صحيح مسلم:عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله(ص) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: "أقد قضى؟" قالوا: لا يا رسول الله! فبكى رسول الله(ص)، فلما رأى القوم بكاء رسول الله(ص)بكوا، فقال: "ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم"."
بالقطع الحديث باطل فالعذاب والرحمة ليسا باللسان ,غنما بالعمل قولا وفعلا كما قال في سبب دخول الجنة " وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون" وقال في سبب دخول النار: "وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون"
ثم قال :
2 ـ بكاء النبي (ص)على إبنه إبراهيم
في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجة واللفظ للأول:
قال أنس: دخلنا مع رسول الله (ص) ... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن ابن عوف (رض): وأنت يا رسول الله؟! فقال: "يابن عوف، إنها رحمة"، ثم أتبعها بأخرى فقال (ص): "إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وفي سنن ابن ماجة:
عن أنس بن مالك; قال: لما قبض ابراهيم، ابن النبي(ص) قال لهم النبي (ص): "لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه" فأتاه فانكب عليه، وبكى.
وفي سنن الترمذي:
عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي (ص) بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به الى ابنه ابراهيم، فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي (ص) فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي، أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: "لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان"، وفي الحديث كلام أكثر من هذا. قال أبو عيسى هذا حديث حسن."
والأحاديث متناقضة في فعل النبى(ص) فمرة احتضنه وهو راقد" فأتاه فانكب عليه" وهو ما يناقض وضعه في حجره فى قولهم" فوضعه في حجره فبكى"
والتناقض أن النهى عن صوتين أى اثنين ومع هذا ذكر صوت واحد وهو" ورنة شيطان" ومع ا، القائل ذكر ثلاث " 1-خمش وجوه2- وشق جيوب3- ورنة شيطان" وهو ما يناقض التحديد باثنين
ثم قال:
3 ـ بكاء الرسول (ص)على سبطه
جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي واللفظ للأول:
أن ابنة النبي (ص) أرسلت اليه: أن ابنا لي قبض فأتنا، فقام ومعه سعد بن عبادة ورجال من أصحابه، فرفع الى رسول الله ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"."
والخطأ ألول في الرواية كون البكاء رحمة في القلوب مع أن البكاء من العيون ظاهرا وكيف يكون البكاء رحمة؟
والثانى رحمة الله للرحماء وهو ما يخالف أنه يرحم الرحماء والأشداء كما قال تعالى "أشداء على الكفار رحماء بينهم"
ثم قال:
4 ـ بكاء الرسول (ص)على عمه حمزة
في طبقات ابن سعد ومغازي الواقدي ومسند أحمد وغيرها واللفظ للأول:
قال: لما سمع رسول الله (ص) بعد غزوة أحد البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرفت عينا رسول الله (ص) وبكى، وقال: "لكن، حمزة لا بواكي له"، فسمع ذلك سعد بن معاذ، فرجع الى نساء بني عبد الأشهل فساقهن فدعا لهن وردهن. فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك الى اليوم على ميت، إلا بدأت بالبكاء على حمزة، ثم بكت على ميتها."
والخطأ هو التفرقة بين شهداء المهاجرين فالرجل طلب البكاء على حمزة مع أن عددا من المهاجرين استشهدوا في ذلك اليوم فكيف يفرق بين صحابته ؟
والغريب أن سماع صوت نساء الأنصار مع تفرق الدور على مسافات متباعدة والغريب لا يسمع إلا إذا كان مع الباكى في نفس الدار وإنما المسموع هو الصراخ والعويل
ثم قال ":
5 ـ بكاء الرسول على الشهداء بغزوة مؤتة
في صحيح البخاري: أن النبي نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم وقال:
"أخذ الراية زيد، فأصيب. ثم أخذ جعفر، فأصيب. ثم أخذ ابن رواحة فأصيب"، وعيناه تذرفان .. "
الحديث باطل لأنه علم بالغيب وهو مقتل القواد الثلاثة واحد خلف الآخروهو شىء نفاه الله عن رسوله فقال على لسانه" ولآ أعلم الغيب "
ثم قال:
6 ـ بكاء الرسول (ص)على جعفر بن أبي طالب
في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وتاريخ ابن الأثير وغيره ما موجزه:
لما اصيب جعفر وأصحابه دخل رسول الله (ص) بيته وطلب بني جعفر، فشمهم ودمعت عيناه، فقالت زوجته أسماء: بأبي وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: "نعم أصيبوا هذا اليوم". فقالت أسماء: فقمت أصيح وأجمع النساء، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله (ص): "على مثل جعفر فلتبك البواكي".
نفس الخطأ السابق ثم قال :
7 ـ بكاء الرسول (ص)على أمه عند قبرها
في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة واللفظ للأول:
عن أبي هريرة قال: زار النبي (ص) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله."
الغريب في الحديث هو معرفة الرسول(ص) قبر أمه وقد دفنت وهو صغير لا يمكن أن يعرف مكان دفنها في الصحراء وهو طفل عنده عدة سنوات لا تتجاوز العشر كما تقول الأحاديث
ثم قال :
بكاء الرسول (ص)على سبطه الحسين في مناسبات متعددة
1 ـ حديث أم الفضل:
في مستدرك الصحيحين وتاريخ ابن عساكر ومقتل الخوارزمي وغيرها واللفظ للأول:
عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: "وما هو؟" قالت: إنه شديد، قال: "وما هو؟" قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (ص): "رأيت خيرا، تلد فاطمة ـ إن شاء الله ـ غلاما فيكون في حجرك"، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري ـ كما قال رسول الله (ص) ـ فدخلت يوما الى رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي ما لك؟ قال: "أتاني جبرئيل (ص) فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا"، فقلت: هذا؟ قال: "نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس