عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-12-2007, 10:33 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي ان النفس لاماره بالسوء...هذا من لطف ربنا ..






احبتى فى الله
بحبكم لازم لازم لازم تحبوني



(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "53")

هذا القول من تمام كلام امرأة العزيز؛ وكأنها توضح سبب حضورها لهذا المجلس؛ فهي لم تحضر لتبرئ نفسها:

{إن النفس لأمارة بالسوء .. "53"}
(سورة يوسف)


ومجيء قول الحق سبحانه المؤكد أن النفس على إطلاقها أمارة بالسوء؛ يجعلنا نقول: إن يوسف أيضاً نفس بشرية. وقد قال بعض العلماء: إن هذا القول من كلام يوسف، كرد عليها حين قالت:

{أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين "51" ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين "52"}
(سورة يوسف)


وكان من المناسب أن يرد يوسف عليه السلام بالقول:

{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم بي .. "53"}
(سورة يوسف)

ويمكن أن ينسب هذا القول إلى يوسف كلون من الحرص على ألا يلمسه غرور الإيمان...

فهو كرسول من الله يعلم أن الله سبحانه هو الذي صرف كيدهن عنه....
وهذا لون من رحمة الله به؛ فهو كبشر مجرد عن العصمة والمنهج من الممكن أن تحدث له الغواية؛ لكن الحق سبحانه عصمه من الزلل.

ومن لطف الله أن قال عن النفس: إنها أمارة بالسوء...

وفي هذا توضيح كاف لطبيعة عمل النفس؛ فهي ليست آمرة بالسوء، بمعنى أنها تأمر الإنسان لتقع منه المعصية مرة واحدة وينتهي الأمر. ....

لا، بل انتبه أيها الإنسان إلى حقيقة عمل النفس، فهي دائماً أمارة بالسوء....

وأنت تعلم أن التكليفات الإلهية كلها إما أوامر أو نواه،
وقد تستقبل الأوامر كتكليف يشق على نفسك...
وأنت تعلم أن النواهي تمنعك من أفعال قد تكون مرغوبة لك، لأنها في ظاهرها ممتعة، وتلبي نداء غرائز الإنسان. ..

ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"وذلك فى صحيح مسلم باب الجنه (2822)

أي: أن المعاصي قد تغريك، ولكن العاقل هو من يملك زمام نفسه، ويقدر العواقب البعيدة، ولا ينظر إلى اللذة العارضة الوقتية؛ إلا إذا نظر معها إلى الغاية التي توصله إليها تلك اللذة؛ لأن شيئاً قد تستلذ به لحظة قد تشقى به زمناً طويلاً.

ولذلك قلنا: إن الذي يسرف على نفسه غافل عن ثواب الطاعة وعن عذاب العقوبة...
ولو استحضر الثواب على الطاعة، والعذاب على المعصية؛ لامتنع عن الإسراف عن نفسه.

ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:فى صحيح البخارى

2343 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، حين ينتهبها وهو مؤمن).

إذن: فلحظة ارتكاب المعصية نجد الإنسان وهو يستر إيمانه؛ ولا يضع في باله أنه قد يموت قبل أن يتوب عن معصيته، أو قبل أن يكفر عنها. ويخطئ الإنسان في حساب عمره؛ لأن أحداً لا يعلم ميعاد أجله؛ أو الوقت الذي يفصل بينه وبين حساب المولى ـ عز وجل ـ له على المعاصي.

وكل منا مطالب بأن يضع في حسبانه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

"الموت القيامة، فمن مات فقد قامت قيامته"


ولنا أسوة طيبة في عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وهو الخليفة الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فسئل عن ذلك؛ وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد"

لذلك فلا يستبعد أحد ميعاد لقائه بالموت.
وتستمر الآية:

{إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "53"}
(سورة يوسف)

ونعلم أن هناك ما يشفي من الداء، وهناك ما يحصن الإنسان، ويعطيه مناعة أن يصيبه الداء، والحق سبحانه غفور، بمعنى أنه يغفر الذنوب، ويمحوها، والحق سبحانه رحيم، بمعنى أنه يمنح الإنسان مناعة، فلا يصيبه الداء، فلا يقع في زلة أخرى. والحق سبحانه هو القائل:

{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. "82"}
(سورة الإسراء)


فساعة تسمع القرآن فهو يشفيك من الداء الذي تعاني منه نفسياً ويقوي قدرتك على مقاومة الداء؛ ويفجر طاقات الشفاء الكامنة في أعماقك.
وهو رحمة لك حين تتخذه منهجاً، وتطبقه في حياتك..ز

فيمنحك مناعة تحميك من المرض، فهو طب علاجي وطب وقائي في آنٍ واحد.



انتظرونى وفضفضه اخرى.... ولو مت فى الفردوس الاعلى ان شاء الله




__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس