عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-03-2009, 11:55 PM   #16
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

17- دِماء العصافير

(1)

دِماء العصافير تعزفُ كيف تسيلُ ..

على راحة القدسِ عِنْد المساءْ

وتعزف : كيف تخط بكل الحروف الأبيَةِ ..

لحنَ الدِماءْ

وتعرف أن المساءَ المداهِمَ …

بالخوفِ والحزنِ واليأسِ …

مُتَّسَعٌ للرجاءْ

دِماءُ العصافيرِ لحنُ شجىٌ …

وزَهْرََةُ فلًّ ، ورمز عَطاءْ

دِماء العصافير دَرْبٌ إلى الكبرياءْ

فَمَنْ يحمل العبء عَنْ منكبىَّ … ؟

ومن يحمل الهمَّ من قلبى االمتفطرَّ …؟

مَنْ ذا يعيد إلى الروح عِطْر الإباءْ ؟

ومن يكتب الآنَ عن زَهْر ” يافا ” … ؟

وعن عطر ” حَيْفا ” … ؟

ومن يستعيد من الصفحاتِ التى …

تنتمى للضياءِ … الكرامةَ … ؟

( تلك التى بابُها مُقْفَلٌ فى عصورِ البغاءْ )

ومن يشترى للصغيرةِ خبزاً ودفْتَرْ ؟

ومن يصطفى للمروءاتِ هذا الحسامَ …

الصقيل المغَبَّرْ ؟

ومن يََفْتَحُ الجُرْحَ … ؟

كى تستريح العصافيرُ…

فوق الغصون التى كادت الآنَ …

أن تَتَبَعْثَرْ ؟

(2)

دِماء العصافير …

تعرف كيف يكون اللقاءْ

وكيف يكون التشوق للفَجْرِ …

ملحمةَّ للضياءْ ؟

وكيف توشَّى بحمرتها الشفقِيَّة …

وَجْهَ السماءْ ؟

وترسم فى الأفقِ لوحة عشقٍ …

وأنشودَة تتغنَّى بها صفحاتُ الفضاءْ ؟

دِماء العصافير مَجْدٌ وسنبلةً وإرتواءْ

وليلٌ يجسد صَبر الألى بايعوا الأنبياءْ

دِماء العصافير لونَّ يخضَّبُ بالموتِ …

أغرودةَ الكبرياءْ

ومن سَيْله يكتب الشهداءْ

دِماء العصافير لا تعرف الإنحناءْ

ولا تعرف الخوفَ حين يداهمها الجبناءْ

فَمَنْ للعصافير حين تسافِِر فى دَمِها ؟

أو تهاجرِ معلنةً فى جحيم الشتاءْ ؟

أن زَهْرةَ فلٍ …

ستنبث فى خطراتِ الربيعِ …

وفى خفقاتِ الدعاءْ

فمَنْ للعصافير يا سُفُنَ العشقِ …

حين يغادرها البَحْر والموجُ …

تضربُ فى عطش الرملِ دونَ ارتواءْ ؟

ومن للعصافير …

حين يغادرها الَخريفُ المستخفّ …

بأوراقهِ …

بالجذور العميقةِ …

فى تربةٍ لم تجدْ بعض قطر من الماءِ …

فاعتادت الذلَّ فى ساحة الأشقياءْ ؟

ومن للعصافير … فى عَصْفِ هذى الرياح ؟

وفى وَسْط هذا العراءْ

(3)

يقولونَ : كَيْفَ عرفناكِ …

يا أمنا القدسَ …

كيف عَرفنا عيونك وسط الظلامْ ؟

وكيف اتّحدنا بقلبكِ …

كيف ائتلَقْنا بميدانِ حُبْكِ …

كيف انطلقنا إلى ساحة العرسِ …

دون انهزامْ

وما عرفوا …

أنَّ وَجْهَكِ فى دَفْتَرِ الدرسِ مُرْتَسِمٌ …

حين كنا صِغاراً يحطُ عليهِ الحمامْ

وأنكِ أشعلتِ فينا انتباهَ الحسامْ

وما عرفوا …

أنَّ هذا النبىَّ الأمينَ الذى …

سارَ ليلاً إليك

وفي ساحة للصلاةِ أقامْ

يُعلمنا أن يوماً سيأتى

نكونُ لك الوَعْد بالنصْرِ …

والخاطرَ المستهامْ

يقولونَ : كيف عرفناك ؟ …

هلْ تجهل العصافير معنى الشَجَرْ … ؟

وهلْ تَجْهلُ العصافير معنى الفضاءِ

الوسيعِ …

ومعنى السَفَر ؟

يقولون كيف عرفناكِ …؟

ها أنتِ فى دَفْتر الدرسِ مُنذ الصِغَرْ

وها أنتِ أنشودَةٌ فى المواسمِ …

منقوشَةٌ فى الحَجَرْ

يقولونَ : كيف عرفناكِ …

هلْ يَسْجُن الغَيْمُ قطر المطرْ ؟

وهل يُقْفَلُ البابُ فى وَجْهِ …

مَنْ دقَّ عند السَحَرْ ؟

(4)

للمآذِنِ أصداؤها

والعصافيرُ تعرف أصداءَ هذى المآذنِ …

تعرف كيف يكونُ الخشوعُ انتصاراً … ؟

وباباً إلى القدسِ … حيث الزمان انتظرْ ؟

للمآذِنِ أصداؤها …

و ” بلالٌ ” يؤذّنُ عِنْد السَحَرْ

وخطى القادِمينَ إلى الفَجْر …

لا تنحَسِرْ

ورؤى القادمينَ إلى الفَجْر …

لا تنتمى … للقريبِ من الدَهْر …

إنها تنتمى لجميع العُصُرْ

سيفها سَيْف ” خالِدْ ”

ورؤاها تجالِدُ مُنْذُ الفتوح الخَوالِدْ

وخطاها تسابق نحو ” البشارة ” …

فى كلماتِ ” الكتاب الكريمِ ” …

وفى كلماتِ ” النبىٌ الأمينِ “…

وفى صفحاتِ الأماجِدْ

ورؤاها حسامٌ وجُنْدٌ وقائِدْ

وانفلاتٌ من اليأسِ …

فى أغنياتِ الزمانِ المضيَّعِ فوق الموائِدْ

وطريق انتصاراتها … فرس جامح…

إذْ يجاهِدْ

للمآذِن أصداؤها …

والعبير الذى يطلع الآنَ …

من جِسْم هذا الشهيد الذى …

لَّفهُ هولُ هذى المشاهِدْ

عالمٌ من ظلالٍ … ، وفىءٌ مكابِدْ

للمآذنِ … أصداؤها .

ودماءُ العصافير عطشى لجيلٍ معانِدْ

ودماءُ العصافير …

ترفض من يشنقون ابتهال الأُلى …

ينتمونَ لهذا الحسامِ المجاهِدْ .

(5)

لا سيفَ إلا سيفك العَطِرْ

ورؤاكَ تاريخٌ له صُوَرُ

وعلى يديكَ تقومُ أزمنةُ

وتموتُ أخرى كلها أَشرُ

وبوجهك العزمُ الذى كتبَتْ

أصداءَه الآياتُ والسُوَرُ

وعلى سواعدك امَّحى ” كسرى ”

و ” القيصر ” المزعومُ يحتضِرُ

وبقلبِ روما للظى أرقٌ

وقوافلٌ للنصرتزدهر

وإلى مدائننا التى انتظرتْ

يوماً يصيح بساحِها الغُررُ

سيزف خطوك فاتحٌ بطلٌ

ويعيد هديكَ سائحٌ بَصِرُ

لا سيفَ إلا سيفك انطلقتْ

من بَرْقِهِ الأضواءُ والشَرَرُ

فالبوسنة البكماءُ باكيةٌ …

والقدسُ منذ سنين يَنْتظرُ

والطفلة انتظرتْ ولا أملٌ

فأصابها الإعياءُ والضَجَرُ

ورؤاك أصداءٌ مؤرَّقَةٌ …

وصحائفٌ بالشِعْر تبتدرُ

أطلقْ جوادك فالمدى أسَفٌ

والصبح من شَفَتَيْكَ يحتَضِرُ .

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس