عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-03-2009, 10:20 AM   #20
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

20-ولكنَّ القصيدة لا تُسْتباحْ





ابتداء :

فى دمى يرقص الحِنْجَرُ = الأُغنيةْ

فى دمى تستحم النوارسُ …

تبدأ رحلتها الداميْ

فى دمى للمدى أجنحَةْ

للرؤى أجنحَةْ

فى دمى للعصافير عُشٌ

وللنهر مَجْرىً …

وللصبح سنبلةٌ …

والرياحْ

من دمى أبحرتْ

فى دمى أوغَلَتْ

والنوارِسُ إن هاجَرَتْ

فالمدى فى انفساحْ

المدى فى انفساحْ

* * *

فى دمى السرُّ …

فالطير والزَهْرُ … والنَهْرُ والبَحْرُ …

والخيلُ والليل … والشعْلةُ الغاضِبَةْ

كلها فى دمى

تَنْسج الآنَ خيط الصباحْ

والبنفسجُة الغائبَهّ

تبحث الآنَ عن دمها المستباحْ

فى دمى مَوْطِنٌ للجِراحْ

فى دمى للسنابل شَدْوٌ …

وللأفقِ شَدْوٌ

وللنار تغريدةٌ تَسْتَعِرْ

فابدءوا مِنْ دَمى

فأنا الآن أشرعةٌ لا تَقَرْ

فابدءوا مِنْ دمى الآنَ …

- إن تبدءوا الآنَ - لا أنْحَسِرْ

(1)

يتفجَّر الإيقاعُ … ، تندلع الشرارَةْ

يتفجَّر الإيقاع ثورىَّ التدفق …

رائق التسكابِ … حَلْواً كالمرارَة

يتفجَّر الإيقاع … تبدأ رِحلةٌ …

كبرى وإبحارٌ إلى جزر العبارهَ

حيث الترحُّل مِحْنَةّ …

حيث القصيدة طعنَةّ …

فى القَلْبِ …

حيث الأغنياتُ هديرُ مَوْجتنا الجريئةِ …

والتوحُّد فى المعانى خنجَرٍ …

بدمى المحاصر بين قضبانِ الإشارَةْ

* * *

هى رِحْلَةٌ بدمى

ودمى وطَنْ

وطنٌ لكل المتعبين النائمينَ …

على مراقدَ من عَطَنْ

وطنَّ لكل الخائفينَ …

من الغدِ المصبوغ بالأحلامِ …

والأحلام وَهْمٌ فوق أهداب الزَمَنْ

وطنٌ دمى

ودمى وطنْ

وطنٌ لكل المستباحين الحيارى

فى الشوارعِ …

والسواحلِ …

والبوادى والمدنْ

وطنٌ لإخوتى الصغارِ الطالعين …

يحدّقونَ إلى المدى

فيرون فى الأفق البعيد حمامةً …

مطعونَةَ الأحشاء تنهشها المحنْ

وطنٌ … لكل من استراحَ إلى ظلالِ …

شُجيرةٍ ، … أو جنْبَ دارَّ

كى ترسم الأحلام فى عَينيهِ سنبلةً

يراقصها … يهيم بها …

فيفجؤها الكَفنْ

وطنٌ لعينيْ أمىَ التعبى …

تحدقَّ فى دِمائى …

فى عيونى …

فى فؤادى المرتَهَنْ

وَطَنٌ دمى … ، ودمى وَطَنْ

وطنٌ لكل جراحكم يا إخوتى فى الجرحٍ …

والجرحُ انتظارْ

وطنٌ دمى

ودمى قصيدتكم وجرحكمُ …

عليه أنامُ … أصْحُو

لا تذوق عيونىَ الحيرى وَسَنْ

وطنٌ دمى … ودمى عصافيرٌ …

وأغنيتى انْتحارْ

ودمى مرافئ للصغارِ وللكبار

وددمى قطارْ

للمبدعينَ عن الديارْ

الراحلينَ إلى النهارْ

يبكونَ طول تغُّرب الخطواتِ …

والخطواتُ حائرةٌ : إلى أين المسارْ ؟

* * *

الآن تندلع الشرارة فى دمى

يتفجَّر الإيقاع فىَّ ، …

ويدخل الأطفال أنسجتى ،

وينفلتونَ من قيد المدار

الآنَ تندلع الشرارةُ فى دمى

ويكونَ من دمى القرارْ

(2)

تبقينَ فى دمنا جراحاً لاهبَهْ

تبقين فى دمنا طيوراً هاربَهْ

تبقين فى دمنا جسوراً للأمانِ … ،

وللرحيل ، وللشموس الغاربِهْ

تبقين فى دمنا سفائنَ متعبِهْ

تبقين فى دمنا بلاداً غائبِهْ

تبقين فى دمنا وطنْ

أنت الوطنْ

أنتِ الزمان يعيدنا ، …

ويشكل الأحلامَ فى وجداننا

فنعودُ نكتب من جديديٍ … ،

أغنياتٍ من شجنْ

أنت القصيدة … يا قصيدةُ …

حين نبدؤها تشكلنا …

نشكلها رياحاً من غَضَبْ

ونعودُ ننسجها … ، فتنسجنا … ،

وتهربُ من دِمانا … نستهل القولَ …

تفجؤنا الحُجُبْ

* * *

الآن أعرفُ يا قصيدةُ … أن أشعار

العربْ

وهمٌ ، وتلفيقٌ … هى الأشعار فى هذا …

الزمان المكتئبْ

أين الملاحم والبطولات التى …

قُرئتْ علينا فى الكتبْ ؟

أين السيوف البيضُ … ؟

والبركانُ فى دمنا يثور ويلتهبْ ؟

أين الزمان البكرُ … ؟

والخيل المسوَّمةُ الشُهبْ ؟

الآن أسأل …

يسأل الأطفالُ …

تسألنى المآذن والشوارع والحقَبْ

أين العرب ؟

الآن يدخلنى الدوارُ …

الآن يدخلك البوارُ …

الآن يدخلك التتارُ …

الآن لا عربٌ …

سوى هذى الجماجم فى المتاحف والكتبْ

أين العروبةُ فيك أيتها القصيدةُ … ؟

أنت محنتنا …

وذى ألفاظك العربيةُ انْتُهِبَتْ … ،

وذى فرسانك الأبطال محتَجبونَ …

منتحبونَ … ،

يمتشقونَ …

أسيافَ الخَشَبْ

* * *

غَضَبٌ غَضبْ

غَضَبٌ سيقتلع الرؤوس الخائنهْ

غَضَبٌ سيقتلع القصيدة من دمى

وسيشعل النيرانَ فى كل الكتبْ .



(3)

الآن أيتها القصيدةُ …

تعرفين الآنَ من كذبوا عليكِ …

ومن تخفوا خلف أقنعةِ العربْ

الآن لا أنت التى كانت نحاورها … ،

ولا أنت التى كانت تحاورنا …،

نستسقى بها الأيامَ … ،

نستسقى بها الأحلامَ … ،

نحلب من خلاياها الزمان الملتهبْ

الآن مازالوا هم الأمراءُ والفرسانُ …

والشعراءُ …

يجتمعون ما بين الطلول … ،

يُسائِلونَ عن السَبَبْ

أنت السَبَبْ

فالآن ينتحل اللصوصُ ملابس الفرسانِ …

يقتسمون أنواط الشجاعة والبلاغةِ …

والرُتَبْ

ويدافعون عن القصيدةِ …

والقصيدةُ من تكون له الإمارةُ …

والغَلَبْ

الآن أيتها القصيدةُ … يا زماناً مُغْتَصَبْ

الآن هذا وجهك الممزوجُ …

بالفرسان والعشاق - كالمواطنِ استُلِبْ

والكاذبونَ عليك كم كذبوا علىَّ …

وقسَّموا وجهى، وأغروا بى الذئابَ …

وأنشبوا فىَّ الحراب …

ووزعوا جَسَد القصيدةِ فوق أطباق الذَهَبْ

والآن أقسم أنْ دمى … ،

ودمُ القصيدة قد أريقَ على النُصُبْ

الآن أقسم أنَّ ما قالوهُ كِذْبٌ …

والحقيقة غائبَهْ

الآن أقسمُ أننا قومٌ نحبُّ الشِعْرَ …

لكنَّ القصيدة مُتْعَبَهْ

* * *

قَسَمٌ بأن دمى تفرق فى الشوارع …

والسواحل والبحارْ

وبأننى ما عدتُ أحتمل الدخولَ إلى المدارْ

أواهُ يا مَوْجاً يسافِر لا يقرُّ له قرارْ

أواهُ يا تيه السفائنِ فى البحارْ

أواهُ يا قيد الخطى بين الجمودِ والانكسارْ

ما عدتُ أحتمل التخفى خلفَ أقنعةِ

المجازِ …

أو الكلام المستعارْ

ما عُدْتُ أحتمل انتظارى …

والمدى متشوقٌ … ، خَلْف الجدارْ

لابدَّ من مرسى لأشرعتى …

فأشرعتى تسافِر والبحارُ هى البحارْ

ودمى انتظارٌ …

والشواطئ فى دمى لاتستريح إلى القرارْ

(4)

صحفٌ صحفْ

صحفٌ تلقتنى البيانات الختاميَّهْ

وتعلم الأطفال كيف يكونُ …

تلفيق الفروسيَّهْ

سُحُبٌ سُحُبْ

سحبٌ من الألفاظ تمطرنى ، …

تبعثرنى على كل الجهاتِ….

وتدَّعى نسبى إليها …

أيها الفرسانُ …

إن الخيل فى دمنا تغرَّدُ …

والنصال تغوصُ تنتزع الزمانَ اليَعْرُبىْ …

المحْتجِبْ

زُمَراً زُمرَْ

يتوافدونَ عليك …

يستلبونَ منك النارَ …

يستلبونَ منك الغارَ …

يأتلقونَ تيجاناً على دمى المبعثر

فى الجهاتِ …

وليسَ من أرضٍ تعيدُ إلىَّ أشلائى …

فَمن منا السَبَبْ ؟

* * *

أنا يا قصيدةُ لن أسائل من جديدٍ … :

أين أيامُ العرب ؟!

أنا لن أسائل عن دمى المسفوكِ …

ما بين المدافع والخُطبْ

فدمى يسافِر لا يريد الآنَ …

أن يبقى غريباً فى الحقَبْ

يا أنت … يا هذا المدى الممتَدّ …

ما بين المحيطِ إلى الخليج …

سئمتُ من كلمى …

ومن نَغََمى …

فها كل الخرائط غارقاتٌ فى الكَذِبْ

(5)

الآن تدخلنى العبارة صافِيهْ

الآن تدخلنى القصيدة قاسية

الآن تلتهبينَ … أيتها القصيدةُ …

والمشاعِر تلتهبْ

الآن تغتصبينَ أيتها القصيدةُ …

والمدائن تُغْتَصَبْ

أنت الوطنْ

ودمى الوطنْ

أنت الزمانُ المرتهنْ

ودمى زمانٌ للنبوءَة والبطولةِ والغَضَبْ

أنت البدايةُ … والنهايةُ …

والبدايةُ فى دمى سيفْ …

ولكن النهايةَ تقتربْ

والموت ميقاتٌ لكل الكاذبين علىالقصيدة إن القصيدةُ لا تُستباح …

فالقصيدةُ لن تهادِنَ من كذبْ

رؤيــا :

أيها المستبيحونَ هاكم دمى

فاستبيحوا دمى …

واستبيحوا الذى يسكن االآن في أَعْظُمَى

سوف تبقى القصيدةُ …

تبقى القصيدةُ …
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس