عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-02-2024, 08:02 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

فأما الحديث المنسوب إلى المرتضى، ذي السبطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأسنده عنه محمد بن مهاجر عن رسول الله (ص) وصنع فيه أسماء رجال لا يعرفون.
قال أبو حاتم محمد بن حبان: كان محمد بن المهاجر يضع الحديث على رسول الله (ص)
قال المصنف: ثم قرأته على الشيخ المحدث اللغوي المحوز لقصب السبق في كل خير أبي بكر محمد بن خير، وصححت ألفاظه، وحدثني به عن الفقيه أبي محمد بن عتاب إجازة له، سنة ثماني عشرة وخمس مائة، أنا
الحافظ أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود الصوفي يعرف بابن الضابط، قدم علينا الأندلس وكتب لي بخطه: نا إسماعيل بن عبد الرحمن الحافظ إملاء بدمشق، أنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، نا وهب، نا سعيد بن عبد الكريم الواسطي، عن أبي النعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي حمزة أنس بن مالك، قال: "
بعثني النبي (ص)إلى منزل عائشة في حاجة، فقلت لها: أسرعي فإني تركت رسول الله (ص)يحدثهم عن ليلة النصف من شعبان، فقالت: يا أنيس اجلس حتى أحدثك بحديث ليلة النصف من شعبان، إن تلك الليلة كانت ليلتي من رسول الله (ص)فجاء النبي (ص)فدخل معي في لحافي، فانتبهت من الليل فلم أجده، فقمت فطفت في حجر نسائه فلم أجده، فقلت لعله ذهب إلى جاريته مارية القبطية، فخرجت فمررت في المسجد، فوقعت رجلي عليه وهو ساجد يقول سجد لك خيالي وسوادي، وآمن بك فؤادي، وهذه يدي التي جنيت بها على نفسي، فيا عظيم هل يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم، فاغفر لي الذنب العظيم، قالت: ثم رفع رأسه وهو يقول: هب لي قلبا تقيا نقيا، من الشرك بريا، لا كافرا ولا شقيا، ثم عاد فسجد وهو يقول: أقول لك كما قال أخي داود: أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق لسيدي أن تعفر الوجوه لوجهه، ثم رفع رأسه، فقلت: بأبي وأمي، أنت في واد وأنا في واد، قالت: فسمع حس قدمي، فدخل الحجرة وقال: يا حميراء، أما تعلمين أن هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، لله في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب، قالت: قلت: وما بال غنم كلب؟ فقال: لم يكن في العرب قوم أكثر غنما منهم، لا أقول: فيهم ستة نفر: مدمن خمر، وعاق لوالديه، ولا مصر على زنا، ولا مصارم، ولا مصور، ولا قتات ".
هذا حديث موضوع مصنوع؛ إبراهيم بن إسحاق من ولد حنظلة بن أبي عامر الراهب...وأما إبراهيم هذا قال فيه الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان: «كان يقلب الأخبار، ويسرق الحديث» ، وشيخه وهب قال: «هو أكذب الناس» ، وسعيد بن عبد الكريم متروك، قاله الأزدي الحافظ أبو الفتح."
إذا الحديث السابق حديث كاذب موضوع يخالف القرآن فى أن الله يغفر للجميع ما عدا من مات على الكفار وهو من مات مصرا على الذنوب كلها أو على واحد منها كما قال تعالى :
"وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما"
وذكر روايات أخرى للحديث مبينا أنها غير صحيحة فقال :
"وقد خرج الترمذي في جامعه حديث ليلة النصف من شعبان من طريق من طريق الحجاج بن أرطاة فقال في باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان: ثنا أحمد بن منيع، ثنا يزيد بن هارون، أنا الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: " فقدت رسول الله (ص)فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: يا رسول الله، ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ".
قال الترمذي: «سمعت محمدا يضعف هذا الحديث» .
وقال: «يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة» .
قال محمد: والحجاج لم يسمع من يحيى بن أبي كثير ".
قلت: فالحديث مقطوع، ولا لأحد من أصحابه إجازة فيروي عنه بها، مع أن الحجاج ليس بحجة.
قال الفقيه أبو يحيى الساجي في كتاب الجرح: حجاج ليس بحجة في الأحكام والفروج."
إذا الحديث باطل وهو يخالف القرآن فى أن يشبه الله بخلقه فى وجودهم فى مكان وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"

وتحدث عن أقوال وصفها بالغرابة والخطأ عن نزول القرآن فى ليلة النصف من شعبان فقال :
"...ومن أغرب ما رواه بعض المفسرين، في قول أصدق القائلين: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} أنها ليلة النصف من شعبان، وما أبعد من قال هذا من الإيمان، فإنه مكذب للقرآن، فإن القرآن لم ينزل في شعبان، وقال الله العظيم: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} وقال جل من قائل: {إنا أنزلناه في ليلة القدر {1} وما أدراك ما ليلة القدر {2} ليلة القدر خير من ألف شهر {3} تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر {4} } وهي الليلة المباركة التي تنزل فيها الملائكة، قال ابن عباس: «أنزل القرآن كله جملة واحدة، في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا» .
وقال مجاهد: وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة.
والقدر: مصدر من قولهم: قدر الله خيرا فهو يقدر قدرا.
وسورة الدخان مكية.
وقال سعيد بن جبير: يؤذن للحاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم.
وقال رجل للحسن: أرأيت ليلة القدر أفي كل رمضان؟ قال: نعم والذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان، وإنها ليلة يفرق فيها كل أمر حكيم، فيها يقضي الله كل أجل، وكل عمل، ورزق، وخلق إلى مثلها ".
ذكر هذا الإمام أبو الحسن الحوفي."
وذكر الكلبى أنه لا يصح أى حديث فى ليلة النصف من شعبان فنقل عن علماء الحديث التالى :
"قال أهل التعديل والتجريح: «وليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح» .
فتحفظوا عباد الله من مفتر يروي لكم حديثا يسوقه في معرض الخير، واستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا من الرسول (ص) فإذا صح أنه كذب، خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدمة الشيطان لاستعماله حديثا على رسول الله (ص)لم ينزل الله به من سلطان."
وذكر الكلبى بدعة صلاة النصف من شعبان فى التاريخ حيث نقل من بطون الكتب التالى :
"وذكر الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي في كتاب ذكر الحوادث والبدع التي ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة ولا إجماع ولا غيره، وقد حدثنا جماعة من أشياخنا عنه.
قال: وأخبرني أبو محمد المقدسي قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان، فأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يعرف بابن أبي الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف إليه ثالث ورابع، فما ختم إلا وهم جماعة كبيرة، ثم جاء في العام القابل فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استقرت كأنها سنة إلى يومنا هذا.
قلت له: فأنا رأيتك تصليها في جماعة! قال: نعم وأستغفر الله منها ".
ومما أحدثه المبتدعون، وخرجوا به عما وسمه المتشرعون وجروا فيه على سنن المجوس، واتخذوا دينهم لهوا ولعبا واللهو واللعب من شيم ذي الحظ المنحوس،الليلة التي هي ليلة الوقود التي تسمى عند العامة بليلة الوقيد، وهي ليلة النصف من شعبان التي موقدها من الثواب شر فقيد، ولم يصح فيه شيء عن النبي (ص) ولا نطق بالصلاة فيها والإيقاد ذو صدق من الرواة ولا تكلم، وما أحدثها إلا متلاعب بالشريعة المحمدية، راغب في دين المجوسية، لأن النار معبودهم، وقد كذبوا واضمحلت سعودهم.
وأول ما حدث ذلك في زمن البرامكة، وكانت لهم دولة بالوزارة المرفوعة السامكة، وجدهم برمك هو الذي نسبوا إليه، ودينهم المجوسية فيما يعولون عليه، فأدخلوا في دين الإسلام، ما يموهون به على الطغام، وهو جعلهم الإيقاد في شعبان، كأنه من سنن الإيمان، ومقصودهم عبادة النيران، وإقامة دينهم وهو أخس الأديان، حتى إذا صلى المسلمون فركعوا وسجدوا، كان ذلك للنار التي أوقدوا ومضت على ذلك السنون والأعصار، وتبعت بغداد فيه سائر الأمصار، إلى أن أخفت الله صوتهم، وقدر هلكتهم وموتهم، فكانت نكبتهم في زمن هارون الرشيد، فقتل جعفرا وصلبه غير بعيد، قطعه نصفين، وصلبهما في الجانبين، وذلك سنة سبع وثمانين ومائة للهجرة المحمدية، فانقطع شرهم عن الملة الإسلامية، وهذا مع ما يجتمع تلك الليلة من النساء والرجال، واختلاط الحال بين الفريقين في ضيق المحال"
وبين الكلبى واجب الحاكم نحو تلك البدعة فقال :
" فالواجب على السلطان منعهم، وعلى العالم ردعهم، ومن نازع في ذلك فهو عن الحق خنذ ناكب، مزاحم للحقائق الشرعية "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس