عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-11-2006, 10:57 PM   #83
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

مرثية للإنسان






أيّ غبن أن يذبل الكائن الحيّ = ويذوي شبابه الفينان
ثم يمضي به محّبوه جثما= نا جفته الآمال والألحان
وينيمونه على الشوك والصخ= ر وتحت التراب والأحجار
ويعودون تاركين بقايا= ه لدنيا خفيّة الأسرار
هو والوحدة المريرة والظل= مة في قبره المخيف الرهيب
تحت حكم الديدان والشوك والرم = ل وأيدي الفناء والتعذيب
وهو من كان أمس يضحك جذلا= ن ويشدو مع النسيم البليل
يجمع الزهر كلّ يوم ويلهو = عند شط الغدير بين النخيل
ذلك الميت الذي حملوه= جثّة لا تحسّ نحو القبور
كان قلبا بالأمس تملأه الرغ= بة والشوق بين عطر الزهور
كان قلبا له طموح فماذا= ترك الموت من طموح الحياة ?
يا لحزن المسكين لم تبق أحلا= م سوى ظلمة البلى والممات
آه يا حامليه نحو سكون ال= قبر لا تسرعوا وسيروا الهوينا
اتركوه يودّع العالم الفا = تن قبل الرحيل ظلما وغبنا
واكشفوا جسمه الغبين لضوء الش= مس والعطر فهي آخر مرّه
لن يرى بعد ذلك الضوء لن ين= شق في سجن قبره عطر زهره
لا تنوحوا عليه وليكن الشد= و ختاما لما وعت أذناه
حسبه أنه يودّع دنيا = ه إلى قبره وتفنى مناء
فاتركوا نعشه على الأرض حينا= قبل أن تقبروه تحت اللحود
ربما كان خائفا من دجى القب= ر حريصا على جمال الوجود
ربما كان راغبا في وداع ال = أرض من قبل أن يسود الظلام
قبل أن تتركوه في وحشة المو= ت وتخبو العطور والأنغام
اتركوه يراكم أنتم يا من= دفعتم به إلى الظلماء
وهو من كان أمس ملء اماني= كم فصار الغداة ملء الفناء
هكذا الآدميّ يسلمه أح= بابه للتراب والديدان
ربّ لا كانت الحياة ولا كن= ا هبطنا هذا الوجود الفاني

علمتنا ثمارها فكرة الشرّ= فكان الحزن العميق العاصر
وفهمنا معنى الفناؤ وأدرك= نا صراع البقاء تحت الدياجر
وهبطنا هذا الوجود لنشقى =م نذ فجر الحياة حتى المغيب
كلّنا نستغيث من شجن العي = ش فيا لليل الحزين الرهيب
يا لظلم الأحزان ما سلم =الأط فال من أسرها ولا الشّبان
كم وليد يبكي وما تعلم ا=لأمّ لماذا يبكي وما الأحزان
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس