عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-08-2009, 03:23 PM   #388
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أول عيد... بعد رحيله
خاتون
تحية جميلة في يوم أرجو أن يكون أجمل

هل تسمح لي أن أسميك عزيزي و أهمس لك بما يعتمل في نفسي،
أم أسميك حبيبي و أفجر كل ما يتمخض داخلي،
أم أسميك حلمي و أطير بك إلى بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي.
كان البدء بالاستفهام هل يحمل في ثناياه معاني غير تقليدية تتمثل في الود الذي تتمتع
به الأنثى حينما تبادر هي المحبوب بتعبيرها عما في داخلها وكلمة عزيزي مع التركيب السابق
لها هل تسمح لي ....من شأنها أن تجعل القارئ في حالة دهشة إذ أن هذه الألفاظ تستعمل بشكل
تلقائي ولكن المبدعة حولتها لعبارة غير تقليدية وذلك من خلال صهرها في معجم لغتها الخاص بها
وأحدثت عنصر مفارقة يتمثل في أن المحبوب هو الذي يسمح لها باختيار الاسم الذي تحبه وهذا يعبر

عن حالة من التدليل للآخر وفيه إبراز لوفاء الأنثى لمن تحب بشكل غير طبيعي .وزاد من جمال النص أن حبيبي كلمة أصبحت لها مستويات انفعالية ، فهي مرة همسة ومرة بوح متفجر وهذا يعبر
عن رؤيتك للمحبوب ليس رؤيتك البصرية وإنما فلسفة المحبوب لديك .
وإلى ذلك كانت المفاجأة في تسمية حلمي إذ ننتقل من مستوى الحب الآدمي إلى حب آخر أكثر رومانسية حينما
يكون المحبوب حلمي وإن كان هذا التعبير متداولاً إلا أنه في هذا السياق ووفقًا لتراتب مجموعة من المقدمات
اكتسب قيمة أكبروالأجمل من ذلك أن المحِبّة هي التي تطير به وليس العكس مما يؤكد معنى الحب والإخلاص .
وكان الاستخدام الموسيقي لهذه الكلمات معبرًا عن قدرة لغوية عالية تجمع بين الواقع والخيال :

بلاد أسستها بضلوعي وبنيتها بشعوري
وأقسمت ألا يدخلنها إلا رجل أسميته حبيبي

أشعر انك تطرد شبحي في كل يوم مائة مرة،
وأشعر أحيانا أخرى أنك قد عطرت بيتك ببخور يحول دون شر أطيافي....
ووشحت جدرانك بتمائم تقيك حميم أنفاسي
بعد هذا التمهيد الجميل نجد أن النص تغيرت لغته الوجدانية وكانت اللغة المجازية موفقة في التعبير
عن الشعور من خلال مراعاة النظيرفي الألفاظ بخور يحول دون شر أطيافي ،تطرد أشباحي،تمائم تقيك
حميم أنفاسي ...كل هذه التعبيرات كانت معبرة بشكل كبير حالة التفنن من قِبل الآخر في طرد المحِبة
وهذا يزيد النص إنسانية وحزنًا .والاستخدام للجوانب المحسوسة غير الملموسة يعبر عن أن الحب
كله حب وجداني خالص ويعبر عن عمق المأساة لهذا المحبوب الذي يطرد كل آثار المحبوبة وهذا
يعبر عن كيفية إزاحته إياها .



لا أخفيك أنك منذ سكنت تحت جلدي وأنا أصارع أفكاري وأحلامي و هواجسي...
و أذكر أنك كنت قد بسطت أحلامي و نشرت أفكاري،
واستطعت في لمحة أن تمتص هواجسي و أحزاني،
كان تعبير السكنى تحت الجلد عبقريًا فهو أي المحبوب ساكن في الوريد وهذا استخدام غير مباشر لهذه الصورة،
كان وجود الحروف المنتهية بالياء المكسور ما قبلها معبرًا عن الانكسار والضعف خاصة في ارتباطه بحالة
الحزن والعتاب وكان تعبير بسطت أحلامي ونشرت أفكاري موحيًا بالتحليق والعيش خارج نطاق الحياة المادية وهذا

كله يجعل للنص قوته من خلال الاتكاء على عنصري الصورة والإيقاع


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس