عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-05-2006, 02:59 AM   #35
أحمد ياسين
ضيف
 
المشاركات: n/a
إفتراضي

النص الكامل لخطاب شارون في الأمم المتحدة:

(إذا نسيتك يا أورشليم..فلتنسيني يميني)



"أصدقائي وزملائي، رؤساء ومندوبو الدول الأعضاء في الامم المتحدة، جئت الى هنا من القدس، عاصمة الشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاثة الاف سنة والعاصمة الموحدة لدولة اسرائيل إلى أبد الآبدين.

في بداية كلمتي أعرب عن مشاعر التضامن العميقة للشعب في اسرائيل مع الأمة الامريكية، وتعازينا الصادقة للعائلات التي ثكلت اعزائها. اني اشد على يدي اصدقائي، الرئيس جورج بوش، والشعب الامريكي في مساعيهم الثابتة لمساعدة متضرري الاعصار وترميم الحطام. دولة اسرائيل، التي وقفت الولايات المتحدة الى جانبها في لحظات الاختبار، مستعدة لان تمد كل عون ممكن في هذه المهمة الانسانية الكبيرة.

سيداتي سادتي، أقف هنا أمامكم في بوابة الامم كرجل يهودي وكمواطن في دولة اسرائيل الديمقراطية الحرة والسيادية: مندوب عزيز لشعب عريق، ليس كثيرا في عدده، ولكن مساهمته في الثقافة الانسانية والقيم الاخلاقية، العدل والايمان تلف العالم، تعانق التاريخ. الشعب اليهودي يتميز بذاكرة طويلة، الذاكرة التي وحدت شتات اسرائيل على مدى الفي عام؛ الذاكرة التي بدايتها في أمر الرب لابينا ابراهيم: "إذهب إذهب!" وتواصلها في تلقي التوراة من على جبل سيناء وتنقل بني اسرائيل في الصحراء بقيادة سيدنا موسى في طريقهم الى أرض الميعاد، أرض اسرائيل.

ولدتُ في ارض اسرائيل إبنا لطلائع فلاحين للارض لم يسعوا الى الشقاق ولم يأتوا الى البلاد لاستغلال سكانها. ولولم تستدعي الظروف لما كنت أصبحت جنديا بل فلاحا ومزارعا. حبي الأول كان ولا يزال كد اليدين؛ الزرع والحصاد، الرعي، الخراف والبقر.

واليوم، أنا، الذي قادني مسار حياتي لان اكون مقاتلا، قائدا واستراتيجيا في كل الحروب، أمد يدي الى جيراني الفلسطينيين بدعوة للمصالحة والحل الوسط، لوضع حد للنزاع الدموي والصعود معا الى المسار المؤدي الى السلام والتفاهم بين شعبينا. أنا ارى في ذلك رسالتي ومهمتي الأساس في السنوات القادمة.

أرض اسرائيل عزيزة عليّ، عزيرة علينا، نحن اليهود، أكثر من أي شيء آخر. والتنازل عن أي جزء من ملك ابائنا يمزق أنياط القلب، قاس كشق البحر الاحمر. كل ما على الارض، كل جبل ووادٍ، كل جدول وصخرة مفعم بالتاريخ اليهودي، زاخر بالذكريات. وتواصل الاستيطان اليهودي في أرض اسرائيل لم ينقطع ابدا. وحتى اولئك الذين منا ممن سبيوا من بلادنا، رغم أنفهم، الى أطراف البسيطة، بقيت روحهم على مدى كل الاجيال مرتبطة بجذورنا بالاف من الخيوط الخفية من العطف والحب؛ تعبر عن ذلك ثلاث مرات في اليوم، بالصلاة وبانشودة الاماني.

أرض اسرائيل هي الكتاب المقدس المفتوح، كتاب الوعي، الهوية، والحق للشعب اليهودي. تحت سمائها أطلق أنبياء اسرائيل دعوتهم للعدل الاجتماعي، وحلمهم الخالد بعالم من حلف الشعوب لا يعرف أي حرب. مدنها، قراها، مشاهدها، تلالها، صحاريها وسهولها تبقي كالشاهد المخلص اسماءها العبرية العتيقة.

صفحة واحدة صفحة تمتد الارض الواحدة والوحيدة لنا، وفي لب لبابها القدس الموحدة، المدينة المقدسة على جبل موريا، محور حياة الشعب اليهودي على أجياله وعنوان أمانيه وصلواته منذ ثلاثة الاف سنة. المدينة التي نذرنا لها أغلظ الايمان بقسم الخلد الذي يدق الى الابد في قلب كل يهودي: "اذا نسيتك يا اورشليم فلتنسني يميني!"

اني اطلق على مسامعكم هذه الاقوال، إذ أنها خلاصة وعيي اليهودي وايماني بالحق الخالد الذي لا يرتقي اليه الشك لشعب اسرائيل على أرض اسرائيل. ولكني اقول هذا هنا ايضا كي اؤكد شدة الالم الذي أشعر به في أعماق قلبي بالاعتراف بواجبنا في أن نقدم تنازلات من أجل جيرة سلمية بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين.

حق الشعب اليهودي على أرض اسرائيل لا يعني تجاهل حق الاخرين في الارض. فالفلسطينيون سيبقون أبدا جيراننا. نحن نحترمهم وليس لنا أي تطلع لحكمهم. وهم ايضا يستحقون الحرية والعيش الوطني السيادي في دولة خاصة بهم.

هذا الاسبوع خرج آخر الجنود الاسرائيليين من قطاع غزة، وانتهى الحكم العسكري في المنطقة. دولة اسرائيل اثبتت أنها مستعدة لتقديم تنازلات اليمة من أجل حل النزاع بيننا وبين الفلسطينيين. والقرار في فك الارتباط كان صعبا عليّ جدا وهو ينطوي من ناحيتي على ثمن شخصي لا بأس به، ولكن الاعتراف التام بان هذا هو السبيل السليم لمستقبل اسرائيل هو الذي وجه خطاي. المجتمع الاسرائيلي يمر بأزمة شديدة جراء خطوة فك الارتباط، وهو يحتاج الان الى رأب الصدوع.

والان جاء دور الفلسطينيين في اثبات رغبتهم في السلام. انهاء السيطرة والمسؤولية الاسرائيلية في قطاع غزة يتيح الان للفلسطينيين، ان شاءوا، ان يطوروا اقتصادهم وان يبنوا مجتمعا يتطلع الى السلام، متطورا، حرا، يقوم على القانون والنظام، الشفافية والمبادىء الديمقراطية. الاختبار الأهم الذي ستقف امامه القيادة الفلسطينية سيكون الايفاء بتعهداتها لوضع حد (للارهاب) وبناه التحتية، تصفية نظام فوضى العصابات المسلحة ووقف التحريض والتعليم على الكراهية تجاه اسرائيل واليهود.

والى أن يفعلوا ذلك، ستعرف اسرائيل كيف تدافع عن نفسها من فظائع (الارهاب). ولهذا فقد أقمنا جدارا أمنيا وسنواصل بناءه حتى نستكمله، مثلما كانت كل دولة ستفعل لحماية مواطنيها.
الجدار الأمني يمنع يوميا (مخربين وقتلة) من الوصول الى مراكز المدن للمس بالمواطنين وهم في طريقهم الى العمل، بالاطفال وهم في طريقهم الى المدارس وبالعائلات التي تقضي وقت فراغها معا في مطعم. هذا الجدار حيوي لا مثيل له. هذا الجدار ينقذ الحياة. التنفيذ الناجح لخطة فك الارتباط يفتح نافذة فرص في التقدم نحو السلام حسب مسار خريطة الطريق. ودولة اسرائيل ملتزمة بخريطة الطريق وتطبيق تفاهمات شرم الشيخ. وأنا آمل في ان يكون ممكنا استئناف المسيرة السياسية من خلالهما.
أنا أنتمي لاولئك الذين يؤمنون بأنه يمكن الوصول الى حل وسط نزيه والى تعايش بجيرة طيبة بين اليهود والعرب. ولكنه يتعين عليّ أن اشدد على حقيقة واحدة: لن تكون أي مساومة على حق دولة اسرائيل في الوجود كدولة يهودية، في حدود قابلة للدفاع، بأمن كامل وبلا تهديد و(ارهاب).

ان أدعو القيادة الفلسطينية الى ابداء التصميم والحس القيادي، وأن يبعدوا من منظومة العلاقات بيننا (الارهاب)، العنف وثقافة الكراهية. أنا مقتنع بأن في وسعنا ان نقدم للشعبين افقا جديدا وواعدا أفق أمل.
سادتي،
كما قلت لكم الشعب اليهودي يتميز بذاكرة طويلة وهو يذكر احداثا وقعت قبل الاف السنين وبالتأكيد يذكر احداثا وقعت في هذا البيت في السنوات الستين الاخيرة. الشعب اليهودي يذكر التصويت الدراماتيكي في جمعية الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 عندما اعترف مندوبو الامم بحقنا بوجود قومي في وطننا التاريخي. ولكنه يذكر أيضا عشرات القرارات القاسية وغير العادلة التي اتخذت في هذا البيت على مدى السنين. وهو يعرف أيضا انه في هذا البيت يجلس، حتى اليوم، مندوبو دولة يدعو زعماؤها الى محو اسرائيل من على وجه البسيطة ولا احد يفتح فاه.

محاولات التسلح لهذه الدولة بسلاح نووي يجب أن يقض مضاجع كل محب للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط وفي العالم برمته. وخليط الاصولية المظلمة والدعم لمنظمات الارهاب، يخلق تهديدا خطيرا يجب على كل الامم الاعضاء في الامم المتحدة للوقوف في وجهه.
آمل أن تتضمن الاصلاحات الشاملة التي تخوضها منظمة الامم المتحدة في سنة الستين لقيامها تغييرا وتحسينا جذريا في علاقات المنظمة، في كل فروعها ومؤسساتها، تجاه دولة اسرائيل.
زملائي ومندوبي الامم،

السلام هو قيمة عليا في التراث اليهودي وهو الهدف المنشود لدولتنا. بعد كل رحلة التنقل والعذاب للشعب اليهودي؛ بعد الكارثة التي ابيد فيها ثلث شعبنا، بعد كفاح النهضة الطويل والمضني؛ بعد أكثر من سبعة وخمسين سنة متواصلة الحروب والارهاب، والتي لم توقف تطور دولة اسرائيل؛ بعد كل هذا - فان تطلع روحنا كان ولا يزال الوصول الى سلام مع جيراننا. شدة رغبتنا في السلام قوية بما فيه الكفاية لضمان تحقيقه، فقط اذا كان جيراننا شركاء حقيقيين في ذات الهدف المنشود. إذا ما نجحنا في العمل معا فسنتمكن من تحويل قطعة ارضنا، العزيزة على الشعبين، من أرض شقاق الى واحة سلام - من أجل اطفالنا واحفادنا.

بعد ايام معدودة ستبدأ سنة جديدة حسب التقويم العبري، سنة خمسة الاف وسبعمائة وستة وستين للخلق. وحسب الايمان اليهودي تتقرر في رأس السنة مصائر بني البشر وأمم العالم بيد الباري للشر أو الخير. يا ليت الرب تبارك اسمه يقرر مصيرنا ومصير جيراننا نحو السلام، الاحترام المتبادل والجوار الطيب.
من على هذه المنصة المبجلة بودي أن أتمنى، باسم شعب اسرائيل، سنة طيبة لكل شعوب العالم. سنة طيبة".

2005-09-15
  الرد مع إقتباس