عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2021, 08:21 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي


سامري يسير على نهج السامري الأول (ومن دون معارضة المعنى التقليدي) يقبض قبضة من أثر الرسول ويعلم الناس الخير ويدعيها لنفسه وكذلك ألقى و يلقي مشجعا لهم في بناء عاجل قد يعده تحديثي للحياة إلا أنه في حقيقته لا تحديثي أصلا وإن كانت الأنفس لتنذهل به وتخور بخواره فكثير منها لا يتحدث أصلا إذ أن هذا البناء من جهة وإن تحدث مظهره إلا أنه جسدي لا حياة طيبة حقيقية فيه ومن جهة أخرى قولي لا يتعدى الأذان إلى القلب وإن كان يعزف على أوتار النفس فيطربها ولكنه يبقيها وحب الدنيا كالأفعى ترقص على صوت الناي في مكانها، فلا يبين لها كيف تقوم من حلمها أو تنهض في حياتها، وليسيطر عليها فلقد أبصر هذا السامري من مداخل السيطرة على الأنفس وبما يصطادها من شهواتها مالم يبصروا به طمعا في الخلافة التي ظنها استعباد للعباد وكما الشيطان الأكبر وكذلك سولت له نفسه ولم يكن معه في الحقيقة إلا أثر لعصارة زيتية كانت بمجهود غيره ولغاية أن يظهر كخليفة في الأرض وكمنارة لغيره ومن دون أن يصدق مع نفسه ويبدأ بإنارة قلبه أن استوقد من أثر هذه العصارة نارا فلما أضاءت ما حوله من الناس واستناروا شيئا ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يبصر إذ نفد مخزونه من أثر الزيت ولم يكن قد تعلم عقل أو عصر الزيتون بنفسه وبالتالي لم يكن أصلا أهل لأن يعلم الناس الخير النافع لحياتهم، لأن هذا السامري لم ينفع نفسه بحياة طيبة حقيقية ولم ينر قلبه أصلا، قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" لا بل إن الطامة الكبرى عندما ينفخ وفي الشباب خاصة عاطفة وحماسا وحتى علما (التي وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام مصاعب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والحياتية) لأنها لم تكن موجهة نحو تحريك حس ديني صادق يحول المعرفة إلى سلوك حي والعلم إلى عمل حي والقول إلى فعل حي والنص إلى حضارة حية والحياة بتجددها وترقيها من تمكين إلى تمكين أكبر."
وحجة الشيشكلى هنا حجة واهية لأن الـمران مختلفان جدا فتأبير النحل هو أمر مباح بينما عمل العجل وعمله أمر محرم والنية فى الرواية خى نية حسنة وهى نفع القوم ولكن النية فى عمل العجل وما بعده كانت نية سوء وهى انتفاع السامرى وحده سواء بالزعامة أو بأخذ المال ككاهن للعجل
ويستمر الشيشكلى فى الكلان فيضرب مثلا اخر بعيدا عن موضوع التأبير فيحدثنا عن فتح مكة وعن تفريق الجنود فى نواحى مختلفة ومعهم مشاعل النار حتى يظن الكفار أن عدد المؤمنين كببرا جدا عن عددهم فلا يحاربوا والمثل هو الأخر بعيد عن تأبير النخل فلم يكن أمر توزيع النيران تجربة فاشلة كما فشل التأبير ومن ثم لاوجه للمقارنة كما أن نفع أمر النيران انتهى بمجرد فتح مكة ولكن طبقا لدفاع الشيشكلى الأول فإن التأبير كان ضارا فى أوله مفيدا فيما بعد وفى هذا قال :
"لا بل إن البعض من هؤلاء السامرة ليضحي بأولادنا ملقيا بهم ومضحيا بهم وراكب أمواجهم لمآرب سياسية أو غيرها وعلى حد قوله في سبيل الله، ناسيا أن سبيل الله في أصله هو ذلك الكوثر الذي فيه الماء والطاقة للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، الذي يحيى بها الإنسان وأهله من بعد موت وينمو محافظ عليها ناهض بها وسابح نحو حياة أعلى لا تنتهي ولا يظمئ بعدها أبدا، والتي بها فقط يطمع الإنسان زيادة أن يوصلها إلى غيره جهادا يبدأ من الكلمة الطيبة لا قتلا وسفكا للدماء، وكما فعل رسول الله (ص)بحكمته يوم فتح مكة عندما حاصرها بجيشه وأمر أصحابه بأن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة كل منها يشعل نارا لتبدو بكثرة النيران ذات كتائب كثيرة لن يكون لأهل مكة ولا حتى التفكير بمواجهتها، وما كان ذلك إلا رحمة منه (ص)بما يفيض من قلبه حتى نحو أعدائه، قد تجلى طرف منها في قوله (ص)لأحد المسلمين يوم فتح مكة: بأن اليوم يوم المرحمة ردا على قول الرجل متحمسا أن اليوم يوم الملحمة، ومن دون أن ننسى معاتبته الشديدة جدا (ص)لسيدنا خالد: في حادثة الرجل الذي قال: لا إله إلا الله إتقاءا للقتل بالسيف.
فالإتمام لـ"نور الله ولو كره الكافرون" لا بد قائم رغم كل شيء وطريقه الرجعى إلى إقرأ الكتاب وبنور من الله فإما بالحسنى والعودة معا إلى الإحياء والإنقاذ والإصلاح مع سنة رسول الله (ص) الحكيمة في المعالجة وإقامة الصلاة والإسقاط على أرض الواقع وبتوكل على الحي الذي لا يموت من خلال الرجوع بقلوب تعقل على هيئة الخضوع إلى ربها الحي الذي بيده الروح وحده وهو على كل شيء قدير، مع الأخذ بالأسباب وإعادتها وإقامتها في موضعها المناسب الذي وجدت من أجله وبتوازن حكيم مادي ومعنوي في إسقاطها على الأرض إقتداءا واعتصاما بالنهج النبوي الشريف والحكيم. ولنقول معه حقا: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " سورة الفاتحة أو بالسلاسل والعذاب المادي والمعنوي."

وحدثنا الرجل عن نقطة حرب الإسلام فقال:
"قال تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" ولينطبق المثل: (إذا أردت أن تحيي دينا فحاربه) وربما في ذلك المكر الخير لله بالشياطين وبمكرهم الخبيث وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم نفخا فإذا بالنار المقدسة لتتوهج عن ذلك بقوة ولتضيء النور من جديد على نفس النهج القديم.
ذلك النهج الذي لم يوجد أحسن منه إيجابية إذ تحمل (ص)من قومه ما تحمل حبا ورحمة أن يأخذهم إلى نهضة وصلة مع الله، لقد صبر وتيقن ظنه وبتثبيت من الله أنه سيقدر الخير في هداية قومه على يديه رغم ما عانى فلم يستعجل أمر الله ولم يكن كصاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم."

والخطأ فى الفقرة هو أن صاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم والحقيقة أن يونس (ص) لم يظن هذا الظن وإنما ظن ظنا خاطئا وهو عدم قدرة الله وهو نص الاية التى تقول :
"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه"
وتناول الشيشكلى موقف القرآنيين من الرواية التى نفوا حدوثها ووصفهم بأوصاف الجهل والدجل فقال:
"ربما نلتمس للخلف اليتيم عذرا أمام حذرهم من البعض الذي يدعي القراءة الصحيحة للقرآن ويسمون أنفسهم بالقرآنين فإذا بالكثير منهم لا قرآني ولا علمي ولا موضوعي أصلا، نعم كلمة حق ولكن وإن كان لا يدري فأريد بها باطل هو هدم أساس القراءة الحكيمة التي هي الطريق الأسرع والأقوى وقل الوحيد للوصول إلى نهضة وقيام حياة طيبة مادية ومعنوية والاستعاضة عنها بأساس خارجي هو على شفا جرف هار على نهج الأعور الدجال، أي لا قرآني أصلا لأنه لا يسعى إلى قراءة رشيدة وحكيمة تسير على نهج وهدي السنة النبوية الشريفة وإحيائها بإسقاط من جديد على أرض الواقع عوضا عن هدمها والقول بعدم صلاحيتها إلا لزمانها ومكانها التي وجدت فيه ونسيان أن الحكمة في جوهرها معالجة وبناء للنفس قبل الجسد، وبناء للفئة المؤمنة الأولى بدءا في مكة قبل بناء الدولة في المدينة والتي وإن قامت على قوانين ونظم حكيمة فإنها لن تكون قيمة إلا بتأسيس للنواة الأولى للحضارة الروحية والمادية معا قبل الانطلاق إلى بقية العالم لإحيائه ولإنقاذه ممن يفسد فيها ويسفك الدماء. ومن دون أن ننسى أنه ليس كل علم ينفع، بل إن ما ينفع هو العلم الحكيم الموضوع في مكانه وحتى في زمانه بشكل مناسب كل في موضعه على أساس متوازن فطري وعلمي حكيم ورغم أنه يستحيل من جهة إلا أن يكون باعتماد على الله وبإذن وقبول منه وفي ذلك يكون القول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" (إلا أنه من جهة الأخذ بالأسباب لا بد أن يكون بتقديم متفاني قدر ما يستطيع الإنسان وأهله: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
وبتصحيح لقول البعض: (رأينا الإسلام في الخارج ولم نر مسلمين ورأينا المسلمين في الداخل ولم نر إسلاما) ولنكون دقيقين في الكلام نقول - ومع تقديرنا لحسن نية الكثير منهم - أن ما رأيتموه هو نظم وقوانين ربما دقيقة ولكن ذلك يعتبر من مظاهر الإسلام دون روحه وبالتالي الأولى أن لا يطلق عليه إسلام لأنه في حقيقته بدون روح بل أمور في أغلبها قد عود وبرمج الناس على قوانينها من صغرهم، وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، و ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام أقل فتنة وانزلاق، أما في الداخل وإن كانت لا توجد تلك المظاهر إلا أنه لا يزال يوجد فيه ذلك النبض الحي وشعلة المشكاة والتي وإن كانت ضعيفة يبقى الأمل في أن تتوهج وتطلع من جديد، وخاصة أن الرسول (ص)بسنته النبوية الشريفة وبالخاصة في العبادات الجماعية هو من خطط وبرمج أصلا للمحافظة عليها ....."

وكل ما ذكره الرجل فى الفقرات السابقة والتالية هو خروج عن موضوع التأبير فهو كلام عام يمدح فى السنة وأن منهج القرآنيين منهج فاشل والمفترض أن يناقش ما قالوه فى كتاباتهم ويفنده بدلا أن يشتمهم فقط دون أن يفيدنا بشىء فى الموضوع
واستمر الشيشكلى فى هجومه على القوم فقال:
"قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون "
هذه النفس التي هي واحدة في جوهرها رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة ويبقى الدواء يسعى ويطوف أصلا حول أمر معالجتها وإحيائها، لا بل إن تحديثه موجود أصلا في السنة النبوية الحكيمة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس