عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2011, 12:08 AM   #126
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(121)
في قصيدة " من مذكرا ت المتنبي في مصر "(105) للشاعر أمل دنقل يستخدم الشاعر مفارقة تصويرية أحد طرفيها شخصية كافور الإخشيد ، الذي يمثل السلطة الضعيفة العاجزة المهزومة ، التي تحاول تغطية ضعفها وعجزها بلون من الدعاية الزائفة ، وهو يضفي على شخصية كافور من خلال هذه الملامح مدلولاً رمزيًا معاصرًا ويقابل بينه -بدلالته التراثية والرمزية- وبين شخصيتين تراثيتين أخريين ، تمثل كل منهما القوة والإقدام والغلبة ، وهما شخصيتا سيف الدولة الحمداني والمعتصم العباسي، مستخدمًا أسلوبين مختلفين في إبراز المفارقة بين شخصية كافور وكل من هاتين الشخصيتين فبالنسبة لشخصية سيف الدولة يستدعيها الشاعر من خلال رؤيا المتنبي -الذي يحمل بدوره إلى جانب دلالته التراثية دلالة أخرى رمزية ، حيث يرمز إلى صاحب الكلمة المعاصرة-ليقابل بينها وبين شخصية كافور بدلالتها التراثية ، ولكن من خلال هذه المقابلة يتم في وعي القارئ مستوى آخر من المقابلة بين شخصية سيف الدولة بما تمثله ، وشخصية كافور بمدلولها الرمزي المعاصر ، يقول الشاعر على لسان المتنبي متحدثًا عن سيف الدولة :
حلم حلظة بكا
وجندك الشجعان يهتفون : سيف الدولة
وأنت بدر تختفي هالة الغبار عند الجولة
ممتطيًا جوادك الأسهب .. شاهرًا حسامك الطويل المُهلكا
تصرخ في وجه جنود الروم
بصرخة الحرب ، فتبسقط العيون في الحلقوم
تخوض .. لا تبقى لهم إلا النجاة مسلكا

تهوى .. فلا غير الدماء والبكا
والصبية الصغار يهتفون في حلب :
يا منقذ العرب
يا منقذ العرب
حين تعودت باسمًا ومنهكا
ثم يقابل الشاعر بين سيف الدولة بهذه الدلالة المشرقة الرائعة وبين كافور -ودلالته الرمزية والتراثية-بكل ما يمثله من ضعف وتضعضع وهوان وتغن بأمجاد وبطولات زائفة :
حلمت لحظة بكا
حين غفوت
لكنني حين صحوت
وجدت ذاك السيد الرخوا
تصدر البهوا
يقص في ندمانه عن سيفه الصارم
وسيفه في غمده يأكله الصدأ
وعندما يسقط جفناه الثقيلان .. وينكفئ
يبتسم الخادم

_________________
(105) : ديوان:البكاء بين يدي زرقاء اليمام.دار الآداب. بيروت 1969 . ص 121

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-06-2011 الساعة 12:24 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس