عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-12-2019, 10:34 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نقد كتاب فضل يوم التروية وعرفة

نقد كتاب فضل يوم التروية وعرفة

مؤلف الكتاب أو بالأحرى جامع رواياته هو أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ) وموضوعه الروايات التى رويت فى فضل يومى التروية وعرفة والآن لتناول الروايات بالنقد :
"1 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، قال: أنبا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، إجازة، قال: أنبا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إجازة، ثنا أحمد بن محمد بن رميح، ثنا أحمد بن الخضر المروزي، ثنا علي بن حجر، ثنا حماد بن معمر، عن زيد بن رفيع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): «من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم، وإن لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا»
الخطأ الأول أن من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم وهو ما يخالف أن الله لا يعطى على عمل واحد أجرا مثل أعمال نبيين(ص) طوال عمرهما لكون هذا ظلم وهو ما حرمه الله على نفسه بقوله "وما ربك بظلام للعبيد" فالله عدل يجازى على العمل الصالح فى كل زمن بأجر واحد
والخطأ الثانى أن من لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا فالله لا يساوى بين الصائم القاعد وبين المجاهد لقوله تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"2 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، أنبا عبد الله بن محمد بن سوار، ثنا أيوب لآل الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): «صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين»
الخطأ هنا هو أن صيام يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة يكفر ذنوب سنتين وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
3 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن عيينة، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنما سميت التروية لأنهم يتروون منها إلى منى»"
هنا سبب تسمية يوم التروية التروى إلى منى وهو ما يناقض كون سببها التروى وهو أخذ الرواء وهو الماء لعرفات فى قولهم :
4 - أخبرنا عمر بن أحمد الوراق، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن إسحاق، يعني: ابن أبي راشد، عن الزهري، قال: إن يوم التروية سمي يوم التروية لأنهم، أو لأن عرفات لم يكن لها ماء، فكانوا يتروون منها من الماء إليها"
5 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن، ثنا هارون، ثنا ابن عيينة، عن عبد الملك، عن عطاء، قال: إنما سميت عرفات لأن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم صلى الله عليهما المناسك، فيقول: عرفت"
الخطأ أن سبب تسمية عرفات بهذا الاسم رد إبراهيم(ص) على جبريل(ص) عرفت عدة مرات وهو ما يناقض أن البيت موضوع منذ أول الناس لقوله تعالى "إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا" فقد حج آدم(ص) ونوح(ص) وهود(ص) وصالح(ص) وغيرهم ممن كانوا قبل إبراهيم(ص)
6 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن رسته، ثنا عبد السلام بن عمر الجني، ثنا عزرة بن قيس، حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان، أنها قالت: قد سألت عبد الله بن مسعود: هذا الحديث عن رسول الله (ص)؟ قال: " نعم، ما من عبد أو أمة دعا هذه الدعوات ليلة عرفة ألف مرة، وهي عشر كلم، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، إلا قطيعة رحم، أو مآثم، وهي: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي لا ملجأ منه إلا إليه "
الخبل فى الرواية أن الكلمات العشر ليس فيها أى دعوة وإنما هى تسبيح وليس دعاء
والخبل الأخر جعل موطء لله فى الأرض كأنه يمشى وجعل طريق لله فى البحر وكأنه يعوم وهو ما يخالف أن الله لا يشبه الخلق كما قال "ليس كمثله شىء"
وهذا الدعاء فى ليلة عرفات يتناقض مع وجوب التكبير وحده من فجر عرفة حتى عصر أخر يوم من أيام التشريق فى الرواية التالية:
7 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا يحيى بن أيوب المقابري، ثنا حيان بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، قال: «كان النبي (ص) يكبر يوم عرفة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق»
رواية خاطئة فمن يقدر على التكبير المستمر ليل نهار ثلاثة أيام أو أربعة بلياليها دون انقطاع ؟
والله لا يطلب ترديد أقوال ككلمتى الله أكبر أو حتى عدة جمل ليل نهار لأن المطلوب وهو التكبير يتعارض مع قوله تعالى "واذكروا الله عند المشعر الحرام" فذكر الله غير التكبير فلو اعتبرنا الذكر كلاما هو عند غالبية الناس فالذكر يشمل أقوال كثيرة وليس التكبير فقط
التكبير فى يوم عرفة يناقض كون التكبير فى أيام التشريق فى الرواية التالية:
8 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن حسن بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: " كنا نقول في التكبير أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ثم نقول لله "
9 - حدثنا أبو سعد محمد بن عبد الله بن إبراهيم المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا علي بن حجر، ثنا شعيب بن صفوان، عن الفضيل بن فضالة، عن علي بن زيد، عن يوسف، أن عليا، عليه السلام، قال: " أحب كلمة إلى الله: لا إله إلا الله، لا يقبل الله العمل إلا من أهلها، والتي تليها: سبحان الله، صلاة الملائكة، والتي تليها: الحمد لله، شكر أهل الجنة، والتي تليها: الله أكبر، تعظيم الله، والتي تليها: لا حول ولا قوة إلا بالله، استسلام "
والخطأ هنا أن أحب الكلام لله هو لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله وهو يخالف كون كل كلام الله طيب بدليل تساوى كل الأذكار فى الأجر عشر حسنات كما أن الملائكة ليس كل كلامها لا إله إلا الله وتسبيح وإنما هو بعض منه فمنه الإستغفار مصداق لقوله تعالى بسورة غافر "ويستغفرون للذين أمنوا "ومن الاستغفار الصلاة على النبى(ص) فقد قال بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون على النبى "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس