عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-03-2008, 05:18 PM   #34
الحقيقة.
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,184
إفتراضي

ومسألة التآمر داخل الجسد الشيعي أو الجسد العراقي واردة.

وهنا لا أقصد الجسد الشيعي بالمعنى المذهبي أو الحوزوي ولا العراقي عموما. وإنما التشكيلة الطائفية في مجلس الإمعات ومجلس الإمعات البديل – وزراء المفايلة. وأستثني الشعب العراقي عامة وأستثني من الحديث عن الشيعة، تيار الصدر والحوزة ذي الأغلبية المطلقة والذي يعارض الاحتلال، سلما أو يتحفز مع الوقت للهجوم المسلح. كما أستثني الحزب الشيوعي العراقي - حميد جيد الذي يمثل حزورة مستعصية الفهم. فهو في المجلس عن الطائفة الشيعية ويجب بالتالي أن يمثل تطلعاتها ويتكلم باسمها. بينما هو يضم في صفوفه علمانيين وسنة ومنداء ومسيحيين ويزيديين ومنتسبي القوميات، والذين لا نعرف مواقعهم من الإعراب حتى اللحظة.

ونستثني أيضا الحديث عن اللاعب الأساس والمقرر لإتجاه سير الإحداث – المقاومة الوطنية العراقية، التي ستثبت أن كل ما تراءى للمحتل، زيف، وأنه راحل تصحبه لعنة شنعار، على ما اقترفه بحق العراق عموما وحق الصحن العلوي خصوصا.

المهم، إن القسم الموالي لأمريكا من الجسد الشيعي، يقوده تيارات غالبان: تيار الكلبي العلماني وتيار الراحل الحكيم المتدين.

ومن المحال أن يتوافق أو يتراضى شخصان من قبيل الراحل والكلبي على حكم يحتوي وزارات سيادية ومواقع قرار معدودة جدا. أما إن تقسم العراق على أساس فدرالي سني شيعي كردي، فالمتاح من عناصر السيادة أقل ولا شك. من هنا فالصدام بين الراحل والكلبي محتوم.

وحقيقة فالراحل والكلبي يشتركان في العديد من الصفات. الكارزما العالية، التأييد الأمريكي، الطموح، الذكاء وسرعة البديهة، التمرس السياسي، قابلية الإقناع. إلا أنهما يختلفان في خاصية واحدة،، تقرر الغلبة.

فالتأييد الأمريكي للراحل، مصدره أناس ساسة همهم احتواء المد الشيعي الديني، أو إيجاد إمكانية للتعاون بين الإسلام المعتدل(!) وأمريكا بحيث لا يعود أحدهما يخاف الآخر. هذا ما يدعون على أية حال. بينما التأييد الذي يلقاه الكلبي مصدره لوبي يهودي يرى به حصان طروادة المرخى عنانه للصهيونية العالمية. وأنه هو حصرا من سيهدي مفتاح بغداد إلى إسرائيل. واللوبي أقوى، بحكم مقدرته على التآمر ومقدرته علي التجيير في كل أنحاء العالم. وفيما يخص درايته بمصالحه فهذا اللوبي لا يقل عقلانية في ترتيب أوراقه. لذا، وفي لحظة معينة يظهر نفسه وكأنه يميل إلى شخص ويمنحه الكثير علنا، ليجهز عليه في اللحظة المناسبة. وهذا حصرا ما فعله اللوبي مع الراحل حين تقرر منحه حصة الأسد من لجنة الـ 65، فحرقه حتى جاءت لحظة تخطاه في الاجتماع المشار إليه بين بوش وجماعة كلبي.

لكن تخطي شخصية من مثل الراحل ليس بالأمر السهل. إن بحكم قوة الموروث الديني الذي يستند إليه أو لمقدرته على التكييف مع الظرف وإن لسانا. وصاحب قرار اللوبي يعرف أن الراحل لن يغير من ولاءه لأمريكا. وهذا ما أثبتته خمسة عقود من التعاون بين أمريكا وعائلة الراحل. لكن التيار الذي يدعم الراحل – الجسد المشار إليه أعلاه من المذهب الشيعي، لا يسمح للراحل بالكثير حتى لو أراد. وكلنا علم بتمرد فيلق بدر على الراحل ويوم كان في عزه في إيران. بل وتمرد قياديون كبار من مجلسه احتجاجا على تماديه في التعامل مع أمريكا قبل الغزو. وصاحب قرار اللوبي يعلم هذا جيدا، ويعلم أيضا أن أي تجمع ديني منظم هو مشروع حزب الله أو طالبان مستقبلي. أي هو مشروع شديد العداء للصهيونية. ومن هنا، وفي كل الحالات التي تعاون فيها المتدينون مع أمريكا، تبين أن أمريكا نظرت إليهم كحالة مؤقتة تنتهي بالخطوة الأولى من تحقيق الهدف الأمريكي. لذاها ضربت أمل في لحظة مناسبة وضربت الإخوان المسلمين في مصر ناهيك عن طالبان في أفغانستان، بمجرد أن وضعت قدمها الأولى في هذه البلدان.
الحقيقة. غير متصل   الرد مع إقتباس