طالما نهداكِ اخترقا سقف السماء
ونهرا عسلهما لى صباح مساء
أشربهما وأرعاهما وأعيش لهما
وعيناك لا عمق لهما ولا ضفاف
يا شهّدْ قلبى وعريقة الأشراف
وطالما ساقاكِ عاصمة الشذا والزهر
فمِن حقكِ امتلاك الوقت والنجوم
طالما شفتكِ حقول التين والتفاح
طالما حنينك تغرق فيه الغيوم
وحيثما وجدناكِ تتفجر الأفراح
فمِن حقكِ مراوغة ملِك الرجال
طالما ضفائرك تميل كشجر الذهب
وأمام جمالك وفتنتك العقل قد ذهب
وطالما كتبت عنكِ الياقوت والماس
ونظرت اليكِ ففقدت جميع الحواس
فمِن حقكِ أن تتناسى أمير النضال
طالما رموشك تأوى اليها المجرات
وعندما تتحرك تهطل علينا البركات
والورد والعيد والأغنيات والرحمات
وما دام كفكِ مسكن قارات العشاق
ويمشى على جبينى فتورق الأشواق
وطالما أنتِ أحلى ما فى تاريخ البشر
والعسل والفطير والحنين والمطر
فمِن حقكِ الجريان فى عروق الثمر
وطالما كتبوا عن خدكِ مليارات الكتب
وطالما فمكِ بلاد الرطب والحلب
وبكِ فاز فى الدنيا والآخرة العرب
فمِن حقكِ أن تُقبّل قدميك السُحب
ما دام ذراعكِ منزل لأوطان العنب
وتحت ابطك ترقص مزارع النخيل
ويشقه نهر الدموع وأمير النيل
وأأعيش بعيداً عن عمرى الجميل؟
بنزلة حُبّ تفتك بالشاعر الشحرور
كيف والدمشقية ميناء الياسمين؟
وأأعيش طريداً وشرايينك دارى
كيف والأسد هدانا سُكّر القصورِ؟
عبدالطيف أحمد فؤاد غزالة السنبلاوين دقهلية