عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2008, 07:09 PM   #10
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي


ليالي الجائعين

عبد الله البردوني

هـذي الـبيوت الجاثمات iiإزائي لـيل مـن الـحرمان iiوالإدجـاء

مـن لـلبيوت الـهادمات iiكـأنها فـوق الـحياة مـقابر iiالأحـياء

تـغفو على حلم الرغيف ولم iiتجد إلا خـيالاً مـنه فـي iiالإغـفاء

وتـضم أشـباح الـجياع iiكـأنها سـجن يـضم جـوانح iiالسجناء

وتـغيب في الصمت الكئيب كأنها كـهف وراء الـكون iiوالأضواء

خـلف الـطبيعة والـحياة iiكأنها شــيء وراء طـبائع iiالأشـياء

تـرنو إلـى الأمـل المولي مثلما يـرنو الغريق إلى المغيث النائي

وتـلملم الأحـلام من صدر iiالدجا سـوداً كـأشباح الـدجا iiالسوداء

هذي البيوت النائمات على الطوى نـوم الـعليل على انتفاض الداء

نـامت ونـام الليل فوق iiسكونها وتـغلفت بـالصمت iiوالـظلماء

وغـفت بأحضان السكوت iiوفوقها جـثث الـدجا مـنثورة iiالأشلاء

وتـململت تـحت الـظلام iiكأنها شـيـخ يـنوء بـأثقل iiالأعـباء

أصـغى إلـيها الليل لم يسمع iiبها إلا أنـين الـجوع فـي الأحشاء

وبـكا الـبنين الـجائعين iiمردداً فـي الأمـهات ومـسمع iiالآبـاء

ودجـت لـيالي الجائعين وتحتها مـهج الـجياع قـتيلة الأهـواء

يا ليل، من جيران كوخي؟ من iiهم مـرعى الـشقا وفريسة iiالأرزاء

الجائعون الصابرون على iiالطوى صـبر الـربا لـلريح iiوالأنـواء

الآكـلون قـلوبهم حـقداً iiعـلى تـرف الـقصور وثروة iiالبخلاء

الـصامتون وفـي معاني iiصمتهم دنـيا مـن الضجات iiوالضوضاء

ويـلي عـلى جيران كوخي iiإنهم ألـعـوبة الإفــلاس والإعـياء

ويـلي لهم من بؤس محياهم iiويا ويـلي مـن الإشـفاق iiبالبؤساء

وأنــوح لـلمستضعفين وإنـني أشـقى مـن الأيـتام iiوالضعفاء

وأحـسهم في سد روحي في iiدمي في نبض أعصابي وفي iiأعضائي

فـكأن جـيراني جـراح iiتحتسي ري الأسـى مـن أدمعي iiودمائي

نـاموا على البلوى وأغفى iiعنهمو عـطف القريب ورحمة iiالرحماء

مـا كـان أشـقاهم وأشقاني iiبهم وأحـسـني بـشقائهم iiوشـقائي


حين يشقى الناس

عبد الله البردوني


أنـت تـرثي كـل محزون iiولم تلق من يرثيك في الخطب iiالألد

وأنـا يـا قـلب أبكي إن iiبكت مـقلة كـانت بقربي أو iiببعدي

وأنـا أكـدى الورى عيشاً iiعلى أنـني أبـكي لـبلوى كـل مكد

حـين يـشقى الناس أشقى معهم وأنـا أشقى كما يشقون iiوحدي!

وأنـا أخـلو بـنفسي والـورى كـلهم عـندي ومالي أي عندي

لا ولا لـي فـي الدنا مثوى iiولا مـسعد إلا دجـى الـليل وسهدي

لـم أسـر مـن غـربة إلا iiإلى غـربة أنـكى وتـعذيب iiأشـد

مـتعب أمـشي وركـبي قدمي والأسى زادي وحمى البرد بردي

والـدجى الـشاتي فـراشي وردا جسمي المحموم أعصابي iiوجلدي



فلسفة الفن

عبد الله البردوني


لاتـقـل مـا دمـع iiفـنّي لاتـسل مـا شـجو iiلحني

مـنـك أبـكـي iiوأغـنيك فـمـا يـؤذيـك iiمـنـي

سـمني إن شـئت iiنـواحاً وإن شــئـت iiمُـغـنـي

فـأنـا حـيـناً iiأعـزيـك وأحــيـانـاً iiأهــنـي

لـك مـن حـزني الأغاريد ومــن قـلـبي iiالـتمني

أنـا أرضـي الـفن لـكن كـيف تـرضى أنت iiعني

كـل مـا يـشجيك iiيبكيني ويـضـنـي iiويـعـنـي

فـاستمع ما شئت iiواتركني كـمـا شـئـت iiأغـنـي

لاتـلمني إن بـكى iiقـلبي وغــنــاك iiبــكـايـا

لاتـسـلني مــا iiطـواني عـنك فـي أقصى iiالزوايا

هــا أنـا وحـدي iiوألـقا ك هـنـا بـيـن الـحنايا

هـا هـنا حـيث iiألاقـيك طــبـاعـاً iiوسـجـايـا

حـيث تـهوي قطع iiالظلما كــأشـلاء iiالـضـحـايا

وتـطـل الـوحشة iiالـخر ســا كـأجـفان iiالـمنايا

والدجى ينساب في iiالصمت كـأطـيـاف iiالـخـطـايا

والـسـكون الأسـود iiالـغا فــي كـأعراض iiالـبغايا

وأنـا أدعـوك فـي iiسري وأحــلامـي iiالـعـرايـا

يـا رفيقي في طريق العمر فــي ركــب iiالـحـياة

أنــت فـي روحـي iiرو ح وذات مــلء iiذاتــي

جـمـعتنا وحـدة الـعيش وتـوحـيـد iiالـمـمـات

عـمـرنا يـمضي iiوعـمر مـن وراء الـموت iiآتـي

نـحـن فـكـران iiتـلاقينا عـلـى رغــم الـشتات

نـحن فـي فـلسفة iiالـفن كـنـجوى فــي iiصـلاة

أنـا كـأس مـن غنى الشو ق ودمـــع iiالـذكـريات

فـاشرب اللحن ودع في iiال كــأس دمـع iiالـموجعات

هـكذا تـصبو كـما iiشـا ءت وتـبـكي iiأغـنـياتي

يـا رفـيقي هـات iiأذنـيك وخــذ أشـهـى رنـيني

مـن شـفاه الـفجر أسـقي ك وخــمـر iiالـيـاسمين

مــن مـعين الـفن iiأروي ك ولـم يـنضب iiمـعيني

لـك مـن أنـاتي iiالـلحن ولــي وحــدي iiأنـيني

ولـك الـتغريد مـن iiفـني ولــي جــوع iiحـنيني

هـا أنـا فـي عزلة iiالشعر كــأشـواق iiالـسـجـين

حـيث ألـقاك هـنا في iiخا طــر الـصمت iiالـحزين

في أغاني الشوق في الذكرى وفــي الـحـب iiالـدفين

فـي الخيالات وفي iiشكوى الـحـنـين iiالـمـسـتكين



فلسفة الجراح

عبد الله البردوني



مـتـألمٌ ، مـمّـا أنــا iiمـتـألمُ؟

حـار الـسؤالُ ، وأطرق iiالمستفهمُ

مـاذا أحـس ؟ وآه حـزني iiبعضه

يـشـكو فـأعرفه وبـعضٌ iiمـبهم

بي ما علمت من الأسى الدامي iiوبي

مـن حـرقة الأعـماق مـا لا أعلمُ

بي من جراح الروح ما أدري ، وبي

أضـعاف مـا أدري ومـا أتـوهم

وكــأن روحـي شـعلةٌ iiمـجنونةٌ

تـطغى فـتضرمني بـما iiتـتضرّم

وكـأن قـلبي فـي الضلوع iiجنازةٌ

أمـشي بـها وحـدي وكـلي iiمأتمُ

أبـكي فـتبتسم الـجراح من iiالبكا

فـكـأنها فـي كـل جـارحةٍ iiفـمُ

يا لابتسام الـجرح كـم أبكي iiوكم

يـنساب فـوق شـفاهه الحمرا iiدم

أبـداً أسـيرُ عـلى الجراح iiوأنتهي

حـيث ابـتدأت فـأين مني iiالمختم

وأعـاركُ الـدنيا وأهـوى صفوها

لـكن كـما يـهوى الـكلامَ iiالأبكمُ

وأبــارك الأم الـحـياة iiلأنـهـا

أمـي وحـظّي مـن جـناها iiالعلقم

حـرمـاني الـحـرمان إلا أنـني

أهــذي بـعاطفة الـحياة iiوأحـلمُ

والـمرء إن أشـقاه واقـع iiشـؤمهِ

بـالـغبن أسـعده الـخيال iiالـمنعمُ

وحـدي أعيش على الهموم iiووحدتي

بـالـيأس مـفعَمةٌ وجـوي iiمـفعمُ

لـكـنني أهــوى الـهموم لأنـها

فِـكـرٌ أفـسر صـمتها iiوأتـرجمُ

أهـوى الـحياة بـخيرها iiوبشرها

وأحــب أبـناء الـحياة iiوأرحـم

وأصـوغ ( فلسفة الجراح ) iiنشائداً

يـشدو بـها اللاهي ويُشجى iiالمؤلَمُ




أثيم الهوى

عبد الله البردوني

مـسكين لـقد تقيد بالعفة طويلاً،وفـي هذه المرة جرب خلع iiالقيد،وتذوق طعم الانطلاق، وقد نجحت

الـتجربة فماذا جنى من iiورائها،وكـيف عادت عليه مرارة الندم،ومـا قـصته الـنفسية، كل iiهذا

الـتساؤل يجيب عنه هذا iiالشعر.

جـريح الإبـا صـامت iiلايـعي وفـي صـمته ضـجة iiالأضـلع

وفــي صــدره نـدم iiجـائع يـلـوك الـحـنايا ولـم iiيـشبع

تــهـدده صـيـحة الـذكـريا ت كـما هدد الشيخ صوت iiالنعي

ويـقـذفـه شــبـح iiمـفـزع إلــى شـبح مـوحش iiمـفزع

ويـصغي ويـصغي فـلم iiيستمع سـوى هـاتف الإثم في iiالمسمع

ولـم يستمع غير صوت iiالضمير يـنـاديه مـن سـره iiالـموجع

فـيشكو إلـى مـن؟ ومـا iiحوله سـوى الـليل أو وحشة iiالمخدع

كـئـيـب يـخـوفـه ظـلـه فـيـرتاع مــن ظـله الأروع

وفـي كـل طـيف يـرى iiذنبه فـمـاذا يـقـول ومـا iiيـدعي

فـيـملي عـلـى سـره قـائلاً أنـا مـجرم الـنفس iiوالـمطمع

أنـا سـارق الـحب وحدي! iiأنا خـبـيث الـسقا قـذر iiالـمرتع

هـوت إصـبعي زهـرة iiحـلوة فـلوثت مـن عـطرها iiإصبعي

تـوهـمـتها حـلـوة كـالـحيا ة فـكانت أمـر مـن iiالـمصرع

أنـا مـجرم الـحب يا iiصاحبي فــلا تـعتذر لـي فـلم iiتـقنع

ولا ، لا تـقل مـعك الـحب iiبل جـريـمته والـخـطايا مـعـي

ومـال إلـى الـليل والـليل iiفي نـهـايته وهــو لــم iiيـهجع

وقــد آن لـلفجر أن iiيـستفيق ويـنـسل مـن مـبسم iiالـمطلع

وكـيف يـنام «أثـيم iiالـهوى» وعـيناه والـسهد فـي iiمـوضع

هـنا ضـاق بـالسهد iiوالذكريات وحــن إلــى الـحلم iiالـممتع

فـألـقى بـجـثته فـي iiالـفرا ش كـسير الـقوى ذابـل المدمع

تـرى هـل يـنام وطيف iiالفجو ر ورائـحة الإثـم في iiالمضجع؟

وفــي قـلـبه نــدم iiيـستقي دمــاه وفـي حـزنه iiيـرتعي

وفــي مـقـلتيه دمـوع وفـي حـشـاه نـحـيب بـلا iiأدمـع

فـمـاذا يـلاقي ومـاذا يـحس وقـد دفـن الـحب فـي iiالبلقع

وعـاد وقـد أودع الـسر iiمـن حـنـاياه فـي شـر iiمـستودع

فــمـاذا يـعـاني؟ ألا iiإنــه جـريح الإبـا صـامت iiلايـعي












.
































السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس