عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-09-2008, 11:37 PM   #1
1st_top
عضـو شــرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 105
إفتراضي فساد الأمة ينتشر عبر مترفيها ( وهم الأغنياء ) فقط

قال الله تعالى :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }
سورة سبا

وقال تعالى :
{ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }
سورة الزخرف.

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }
سورةالاسراء.

{ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ }
سورة الواقعة.


من واقع هذه الآيات تعالوا نقرأ ونستوعب سويا مفهوم الترف و المترفين :

المترفون الذين أشارت إليهم الأيات الكريمة و وصفتهم بأنهم أسباب الفناء و الدمار الذين أطغاهم و أفسدهن المال بحيث يحولون ما يملكون الى أداة يتسلطون بها على الرقاب و ينشرون بها الفساد و يحاربون القيم و يرفضون التجديد و الإصلاح و التغيير الى الأحسن و يبالغون في توجيه الرأي العام بالمغالطة، و محاولة تشكيل رأي عام بالمغالطة يساعدهم على المحافظة على ما إستحوذوا عليه من المال العام بغير حق.

وكان موقف القرآن من الترف و المترفين هو التالي :

إن القرآن الكريم تحدث عن الترف و المترفين فوصفهم بأنهم أعداء كل نبي و رسول ، و معرقلون لكل إصلاح إجتماعي و إقتصادي و سياسي ، معتمدين على أموالهم و أعوانهم و جاههم. و أعتبر كل من يسكت عن فسادهم و يعينهم عليه فعقابه الدهر و الهلاك.

لهذا حارب الإسلام الترف و إكتناز الأمول لأن تحريم الترف يوجه الأموال الى إنتاج أكثر فائدة للجميع، و تحريم الإكتناز يوجب تداول الأموال.

وإذا لم يجد الناس لذتهم في الترف و جدوه في و البر و الإحسان، و إذا لم يجدوا في الإكتناز ضماناً لهم وجدوه في ضمانة المجتمع المتكافل الذي لايهمل أحدا ولا يحتقر أحدا و إذا لم يجدوه في الربا و جدوه في لذة الكسب و المشاركة مع إخوانهم الذين يعملون في أموالهم قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }
سورة التوبة.

ونستشف من تلك الآيات أن عقوبة المترفين في الدنيا و الآخرة :

لما كان الترف لا يولده الجهد و العرق و الإنتاج و إنما ينجم عن حساب الآخرين ، و ذلك بالطرق الملتوية و النشاطات غير المشروعة.كان عقاب المترفين في الدنيا شديداً حيث جعل الله تعالى على نعمهم و ترفهم بلاءاً عليهم فيبدد ثروتهم و يدمر عملاانهم. وقد أنبأنا القرآن الكريم أن الأمم الخالية كثيرا ماقضى عليها الترف وجعلها عبرة لغيرها من الأمم هذا عذاب المترفين في الدنيا أما في الاخرة فمصيرهم النار بسبب ما إقترفوه بأيدهم من خراب وفساد .

قال الله تعالى :
{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ }
سورةالقصص.

فهل يعتبر أولئك القوم من هذه الآيات ويتدبرون المعاني وما سيلحق بالأمة بسبب فسادهم.

أترك لكم مساحة للتعليق

تحياتي
1st_top غير متصل   الرد مع إقتباس