عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-07-2008, 03:54 AM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الى يلماز غونيه







رجل وامرأة وقطار في ليل الأناضول



تحت الضوء / تقول المرأة في خوف : { ما هذا الليل ؟ }



مدن وقرى وذئاب تعوي جائعة ، تحت الثلج



ودخان الأنفاق الملتوية



وسعال الأطفال .



ليل ينذر بالزلزال .
قال الرجل النائم في همس : { الليل هو الليل } .



رجل آخر في أقصى العربة



يكتب تحت الضوء المخنوق رسالة



ويردد أغنية شاعت بعد الحرب الكونية في البلقان



تتحدث عن حب غامض



ونبي شاعر



فُتِنَ الناسُ بهِ / رجل يغتاب صديقاً ويقول :



{ هذي الدنيا خائنة ولعوب



تركب ظهر حمار بالمقلوب } .



المرأة تبكي في خوف . الرجل الأول يزجرها



ويقول لها : { ما هذا ؟



الفجر وشيك والغابات تتنفس في عمقٍ



والأرض تعاني أوجاعَ مخاض } .



1984







بستان عائشة







بستانُ عائشة على { الخابور }



كان مدينةً مسحورةً .



عرب الشمال



يتطلعون الى قلاع حصونها



ويواصلون البحث عن أبوابها



ويقدمون ضحية للنهر في فصل الربيع



لعل أبواب المدينة



تستجيب لهم



فَتُفتَحُ / كلما داروا .



اختفى البستانُ



واختفت الحصون .



فإذا خبا نجم الصباح



عادوا الى { حلبٍ } لينتظروا



ويبكوا ألف عام



فلعلهم في رحلة أخرى الى { الخابور }



يفتتحونها



ولعلهم لا يُفلحون



فالموت عرّافُ المدينة



هادمُ اللذات



يعرف وحدهُ



أين اختفى بستان عائشة



وفي أي العصور ؟



26 / 12 / 1987



2 / 1 / 1988











اللقالق







تحط الرحال بأعلى الكنائس



أعلى المساجد



فوق القباب



تُجَمِّمعُ عيدان أعشاشها



من هنا أو هناك



تبيض / تُفرخُ / تفرد في الريح أجنحة



لتزق الفراخ



فإن ضوأَت نجمة القطب فوق المدينة



ذارفة نورها في العراء



نما ريشها



واستطالت قوادمُها في الهواء .



تطير اللقالق عائدةً



لبلاد الضباب



مخلفةً صرخة في أعالي السماء .







القفص







لِتَكُن المقلاع والحجر



لتكن الانسان في صراعه الدامي مع القدر



لتكن المبدع والنار وصوت الريح والبشر



فأنت سيد الينابيع



وأنت سيد المطر



لكنك الآن ، حبيس



تنقر القضبان في القفص .







المكتشفون







يتوجع العشاق في صحراء وحدتهم



يجوبون المساءات الكئيبة



حاملين جحيمهم



متوحدين / مُهمشين



لبثوا / بفعل تواصل الأزمان



في ملكوتهم / لا يكبرون



شابت نواصي الأرض



دبّ الموت في الغابات



فانقرضت



وهم يتفتحون ويزهرون ويثمرون



وبسحرهم قهروا التعاسة



واصلوا الابداع



في صحراء وحدتهم



وكانوا / ما يكون .



تركوا على أسوار هذا الكون



بعض رموزهم



وَهمُ الى أرض الكواكب يرحلون .



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس