[سيدي حرازم يطرونس]

هل سبق أن عبرنا لكم عن استيائنا من كونكم تخطئون في فهمنا، أنكم لم تعرفونا حق المعرفة، أنكم تفترون علينا وترمونا بالتهم الكاذبة، والأوصاف الخاطئة، أنكم تسيئون سماعنا أو لا تسمعوننا ؟
هل سبق أن اشتكينا من هذا، هل صححنا لكم مرة عبارة أو جملة أو حكما ألصقتموه بنا. هل ساعدناكم في مرة كي تستطيعوا فهمنا، والأخد والرد معنا ؟
بالطبع لا.
هنا تكمن مصيبتنا.. وهنا كذلك سمونا وعلونا، لن يكون لنا أي فخر بأنفسنا وأي اعتداد أو تقدير لو أننا فكرنا بغير ذلك، وسلكنا طريقا غير طريقنا هذا.
إننا نعترف لكم بأننا كنا ولا زلنا، غامضون، ملغزون، غير مفهومين.. الحقيقة أننا نعيش دوما في نمو، التغير قدرنا، نخلع عنا قشورا بالية كما تفعل كل أفعى، ونعتنق جلدا جديدا، وقويا، نكتسب جلدا لماعا كل ربيع، ولا نفتأ نعود شبابا أكثر فأكثر، نولي وجوهنا شطر المستقبل، في شموخ وأنفة، في قوة وعزة، نغرس جذورنا في الأعماق ونطلق أغصاننا لتعانق السماء، السماء التي فقدت صراحتها، نستنطقها، نستفسرها عن كل هذا الهباء، عن يدها فيه، عن مصلحتها، ونأمرها أن تغتسل من ذلك، وبكل أعضائنا، بكل أوراقنا، نظل نمتص ضوء الشمس، ونور العلم.
نظل ننمو مثل الأشجار، مثل كل ما هو حي، هل هذا غير مفهوم ؟
هنا مصيبتنا، نصبو للأعلى ولو كان ذلك مميتا لنا، ونراود الصواعق والعواصف، ويبقى ذلك هو ما لا نريد أن نقتسمه معكم، ولا أن نكشفه..
إنه لعنة العلو.. لعنتنا.