عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-03-2009, 09:03 AM   #19
WALEED HAMZA
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
الإقامة: من هنا نبدأ وفي الأقصى نلتقي
المشاركات: 61
إفتراضي

الجزء (1)

1) تحديث النفس بالجهاد :

تحديث النفس بالغزو التحديث الحقيقي الذي يعني العزم على تلبية نداء الجهاد متى ما نادى المنادي : " يا خيل الله إركبي " وأن يوطن الإنسان نفسه ويعاهدها أن يهب للغزو والنفير إذا استنفره واستنصره إخوانه إتباعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : " وإذا استنفرتم فانفروا "
وإذا ما حدث الإنسان نفسه بالغزو ثم فاته الغزو أو لم يقدر عليه فإنه يتحسر لذلك كما قال الله عن الأشعريين - الصحابة الذين لم يستطيعوا تجهيز أنفسهم - : " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون "
فهكذا من تمام التحديث بالغزو تحسر الإنسان وندمه على مافاته من غزو في سبيل الله ويكون حاله كما قيل :
ذكرى المعارك والشهادة هيجت********* شوقي إلى دار الخلود الباقية

وزئير أسد الله في الساحات كم********** يذكي حنيني للجهاد علانية
يا لهف نفسي بالجهاد فكم بها********** من حسرةفيما مضى من حالية

أما من يقول حين يغلق الطريق أو لا يستطيع الغزو : " الحمد لله الذي كفانا المؤونة " فهذا كاره للغزو غير عازم عليه فيه شبه بالمنافقين الذين يكرهون الغزو ولا يخرجون إ لا وهم كارهون وإذا خرجوا أوهنوا الجيش وفروا عند اللقاء .. وشتان والله بين من يبكي حسرة على فوات الغزو والجهاد وبين من يخفي في نفسه السرور والفرح أن وجد لنفسه عذراً أو سبباً لترك الغزو ..والله عالم بالسرائر وما تخفي الصدور .
وتحديث النفس بالغزو ينفي عن الإنسان صفة النفاق ..
كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات ولم يعز ، ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق "
قال النووي في المنهاج: " المراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق "[1]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى :
"وَأَمَّا النِّفَاقُ الْأَصْغَرُ : فَهُوَ النِّفَاقُ فِي الْأَعْمَالِ وَنَحْوِهَا : مِثْلَ أَنْ يَكْذِبَ إذَا حَدَّثَ وَيُخْلِفَ إذَا وَعَدَ وَيَخُونَ إذَا اُؤْتُمِنَ أَوْ يَفْجُرَ إذَا خَاصَمَ ... وَمِنْ هَذَا الْبَابِ : الْإِعْرَاضُ عَنْ الْجِهَادِ . فَإِنَّهُ مِنْ خِصَالِ الْمُنَافِقِينَ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ " سُورَةَ بَرَاءَةَ " الَّتِي تُسَمَّى الْفَاضِحَةَ ; لِأَنَّهَا فَضَحَتْ الْمُنَافِقِينَ . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ ( وَمِنْهُمْ ( وَمِنْهُمْ حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا . وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ : هِيَ " سُورَةُ الْبُحُوثِ " لِأَنَّهَا بَحَثَتْ عَنْ سَرَائِرِ الْمُنَافِقِينَ . وَعَنْ قتادة قَالَ : هِيَ الْمُثِيرَةُ ; لِأَنَّهَا أَثَارَتْ مَخَازِي الْمُنَافِقِينَ . وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ الْمُبَعْثِرَةُ . وَالْبَعْثَرَةُ وَالْإِثَارَةُ مُتَقَارِبَانِ . وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهَا المقشقشة . لِأَنَّهَا تُبْرِئُ مِنْ مَرَضِ النِّفَاقِ . يُقَالُ : تَقَشْقَشَ الْمَرِيضُ إذَا بَرَأَ : قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : وَكَانَ يُقَالُ لِسُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ : المقشقشتان ; لِأَنَّهُمَا يُبَرِّئَانِ مِنْ النِّفَاقِ . وَهَذِهِ السُّورَةُ نَزَلَتْ فِي آخِرِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : غَزْوَةِ تَبُوكَ عَامَ تِسْعٍ مِنْ الْهِجْرَةِ وَقَدْ عَزَّ الْإِسْلَامُ وَظَهَرَ . فَكَشَفَ اللَّهُ فِيهَا أَحْوَالَ الْمُنَافِقِينَ وَوَصَفَهُمْ فِيهَا بِالْجُبْنِ وَتَرْكِ الْجِهَادِ . وَوَصَفَهُمْ بِالْبُخْلِ عَنْ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالشُّحِّ عَلَى الْمَالِ . وَهَذَانِ دَاءَانِ عَظِيمَانِ : الْجُبْنُ وَالْبُخْلُ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { شَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ } حَدِيثٌ صَحِيحٌ ; ...وَقَالَ تَعَالَى . { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } فَحَصَرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَنْ آمَنَ وَجَاهَدَ . وَقَالَ تَعَالَى : { لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } { إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } . فَهَذَا إخْبَارٌ مِنْ اللَّهِ بِأَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَأْذِنُ الرَّسُولَ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ ; وَإِنَّمَا يَسْتَأْذِنُهُ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ فَكَيْفَ بِالتَّارِكِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ"[2]
فحذار حذار أخي المسلم من أن تتشبه بالمنافقين أو تموت وفيك شعبة من نفاق ، وأما من يلوم المجاهدين أو من يخرج للجهاد بشتى أنواع اللوم بالتعجل تارة وبعدم الاستشارة تارة أخرى فنقول له :
يا من عذلتم بالجهاد شبابنا******** كفّوا عن التشهير والإنكار
أيلام من عشق الجنان ورَوحها******* وعلى خطى الأصحاب دوماً ساري
أيلام من هجر الحياة ولهوها********* وبعزم حر هبّ لاستنفار
أيلام من لله أرخص نفسه********* يبغي بها الفردوس خير قرار
فدعوا الجهاد وأهله من لومكم********* وحذارِ من وصف النفاق حذارَ
من لم يحدّث نفسه بالغزو أو يغزو********** فمات فميتة الأشرار
إن الجهاد هو الطريق لعزّنا********** وبتركه ذلٌّ وعيش صغار
WALEED HAMZA غير متصل   الرد مع إقتباس