عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-12-2023, 07:57 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,994
إفتراضي قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود

قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود
الباحث اياد العطار وهو يدور حول أمر يشغل المخدوعين به فقط وهو الخلود أو إطالة العمر وقد استهله بالحديث عن حبه مشاهدته للصور ومقارنته بين صور الشىء كل فترة زمنية وأن الموت حقيقة لا مهرب منها فقال :
"أعشق الصور القديمة، خصوصا تلك التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، أبحث عنها على الانترنت، أنظر أليها بدقة متمعنا في وجوه الرجال والنساء والأطفال الذين يظهرون فيها .. طريقة وقوفهم وجلوسهم .. تعابير وجوههم .. أزيائهم وملابسهم .. أتساءل دوما كيف عاشوا وأين ماتوا! فالبدايات والنهايات تجذبني دوما .. لكنها تربكني أيضا، فما بين البداية والنهاية عمر قد يطول ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها .. نهاية تمنى البشر منذ أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها .."
وطرح سؤالا عن امكانية تخطى العلم للموت أو حتى يطيل الحياة فقال :
"فهل يا ترى ينجح العلم في تحقيق هذه الغاية التي شغلت عقول الناس على مر العصور؟ هل يمكن للإنسان حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟ وهل سينجح العلماء أخيرا في صنع إكسير الحياة الذي بحث عنه أقرانهم القدماء بدون جدوى."
وتحدث عن اهتمام المرأة بزينتها وأن جمالها زائل فقال :
"هذه اللوحة تصور امرأة تجمل نفسها وتنظر الى وجهها في المرأة لكن اذا نظرت الى اللوحة بمزيد من الدقة ستشاهد جمجمة بشرية، اي ان هذا الجمال زائل الى الموت لا محالة "
وتحدث عن خلق الإنسان من المنى الذكرى والأنثوى وهو بداية الحياة التى لا يتكلمون عنها إلا قليلا فقال :
"الحيوانات المنوية تسعى نحو البويضة
حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة .. العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات!! كما أن الفائز الوحيد فيه لا يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.
عملية اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو نهايتها الحتمية الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا الفيلسوف أبو العلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية ارتكبها أبائهم بحقهم!!:
هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد"
يسير العطار فى المقال رغم أن النتيجة معروفة له وللغير وأن ما دبجه فى المقال ليس سوى كلام لا لزوم له لن يؤثر بشىء على موت المخلوقات
وحدثنا عن أن بعض المخلوقات أعمارها طويلة كإحدى شجرات الصفصاف فقال :
"شجرة صفصاف عمرها 5000 عام
على أية حال، وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكبنا الأزرق، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها تسمية العمر، وهو يطول ويقصر ويختلف مداه من مخلوق لآخر ... فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أو أيام.
الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال والكلب 13 عاما والقطة 15 عاما والحصان 30 عاما والفيل 70 عاما والإنسان قد يعيش لـ 80 عاموبعض أنواع السلاحف لـ 190 عام زاحف التوتارا (Tuatara) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام وحيتان الرأس المقوس (Bowhead whale) قد تعيش لـ 220 عام وأسماك الكوي اليابانية (Koi) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام وبعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine) قد يصل عمرها إلى 5000 عام وبكتيريا تدعى (bacillus permians) عمرها 250 مليون عام إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف في المكسيك."
وما ذكره عن بعض الأعمار أمر لا يمت للعلم بصلة فليس هناك إنسان سيعمر مثلا 190 سنة أو 220 أ,245 أو400 أو 5000 سنة ليعرف أنهم عاشوا كل تلك السنوات ومن ثم فهو كلام بلا دليل وحتى الشجرة التى يقال أن هناك دائرة داخل جذعها تتوالى فيها الدوائر خلف بعضها منئبة عن عمرها لم يقم أحد بقطعها وعد تلك الدوائر والكربون 14 لا يمكن أن يحدد عمر شىء لأن المادة كونية وهى الماء خلقت فى نفس الزمن كما قال تعالى :
" وجعلنا من الماء كل شىء حى"

فالمادة الكونية كلها لها نفس العمر وكل ما يجرى هو تغير صورها كل فترة
وحدثنا الرجل عن مخلوق يموت ولا يموت فقال :
"لكن هل هناك مخلوق لا يموت؟
قنديل البحر العجيب الجواب هو نعم ولا في آن واحد!! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula)، هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت وأستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس مراحل حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp) ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك وهذه العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية (transdifferentiation)، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل (salamander) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها أو فقدها فالموت مكتوب على كل المخلوقات "
قطعا لا وجود لقنديل واحد وإنما هم قناديل متعددة وهذا التفسير فى الفقرة السابقة لا يدل على أن القنديل هو نفس القنديل القديم وإنما المسألة أن القنديل القديم يموت تاركا بيضة مخصبة فى جثته تتغذى على بعض الجثة وتنتج قنديل أخر جديد
فلو كان الأمر كما نقل لكان لدى القنديل المفترس من قبل الحيوانات الأخرى إمكانية الحياة مرة أخرى فى بطن المفترس ونزوله مع البراز وطالما أنه يموت فسيموت حتى من غير افتراس
وتحدث عن امكانية خلود الإنسان فقال :
"لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش؟ وهل يمكن أن يصبح خالدا؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين، والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب. وفي الموروث الديني، هناك العديد من الأنبياء والأولياء المعمرين، فنبي الله نوح عاش زهاء ألف عام، وعاش غيره من أنبياء العهد القديم لمئات السنين. وهناك من عاش عمرا مديدا بمعجزة ربانية، فالقرآن الكريم يروي لنا قصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم 300 عام. وهناك أيضا من أحياه الله من جديد كالعزير وحماره بعد موتهما بمائة عام"
وما غاب عن العطار وغيره هو أن الإنسان خالد بمعنى أنه باقى ولكنه يموت مرتين مرة فى الحياة الأرضية حيث يصعد للسماء فيعيش فى الجنة أو النار الموعودتين وهى حياة البرزخ وفيها قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"

ثم يموت يوم القيامة ويحيا ليعيش بلا موت كما قال تعالى :

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس