عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2006, 02:45 PM   #29
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

نجد


نجد في الكتب العربية "اسم للأرض العريقة التي اعلاها تهامة و اليمن ، و أسفلها العراق و الشام". وحدها ذات عرق من ناحية الحجاز ، و ما ارتفع عن بطن الرمة ، فهو نجد إلى أطراف العراق و بادية السماوة . و ليست لنجد في هذه الكتب حدود واضحة دقيقة ، وهي بصورة عامة الهضبة التي تكون قلب الجزيرة ، وقد قيل لها في الإنكليزية: "The Heart of Arabia". و تتخلل الهضبة أودية و تلال ترتفع عن سطح هذه الهضبة بضع مئات من الأقدام ، و تتألف حجارتها في الغالب من صخور كلسية ومن صخور رملية غرانيتية في بعض المواضع . و أعلى أراضيها هي أرض نجد الغربية المحاذية للحجاز ، ثم تأخذ في الانحدار كلما اتجهت نحو الشرق حتى تتصل بالعروض .

و تتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاث :

1 - منطقة وادي الرمة ، و تتألف أرضها من طبقات طباشيرية في الشمال وحجارة رملية في الجنوب ، وتغطي وجه الأرض في بعض أقسامها طبقات مختلفة السمك من الرمال ، وتتخللها أرض خصبة تتوافر فيها المياه على أعماق مختلفة ، ولكنها ليست بعيدة عن سطح الأرض ، وتتسرب إليها المياه من المرتفعات التي تشرف عليها وخاصة من جبل شمر ، ومن الحرار الغربية التي تجود على الوادي بالمياه . ويختلف عرض وادي الرمة ، فيبلغ زهاء ميلين في بعض الأماكن ، وقد يضيق فيبلغ عرضه زهاء "500" ياردة ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع تسع أقدام في بعض الأوقات .

2ـ المنطقة الوسطى ، وهي هضبة تتألف من تربة طباشرية ، متموجة ، تتخللها أودية تتجه من الشمال إلى الجنوب . وبها "جبل طويق"، والأرض عنده مؤلفة من حجارة كلسية،وحجارة رملية، ويرتفع زهاء "650" قدم عن مستوى الهضبة . وتتفرع من جبل طويق عدة أودية تسيل فيها المياه في مواسم الأمطار، فتصل إلى الربع الخالي فتغور في رماله . ويمكن إصلاح قسم كبير من هذه المنطقة ، خصوصا تلك الأقسام الواقعة عند حافات وادي حنيفة .

3 ـ المنطقة الجنوبية ، وتتكون من المنحدرات الممتدة بالتسريح من جبل طويق ومرتفعات المنطقة الوسطى إلى الصحارى في اتجاه الجنوب . وفيها مناطق معشبة ذات عيون وآبار ، مثل "الحريق" و "الخرج" . ويرى الخبراء إن مصدر مياه هذه المنطقة من جبل طويق ومن وادي حنيفة . ومن مناطقها المشهورة "الأفلاج ." و "السليل" و "الدواسر" ، وفي جنوب هذه المنطقة تقل المياه ، وتظهر الرمال حيث تتصل عندئذ بالأحقاف .


ويقسم علماء العرب نجداً إلى قسمين : نجد العالية ، ونجد السفلى . أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة . و أما السفلى ، فما اتجه منها نحو العراق . وكانت نجد حتى القرن السادس للميلاد ذات أشجار وغابات ، ولا سيما في "الشربة" جنوب "وادي الرمة" و في "وجر ة ".

وفي جزيرة العرب وبادية الشام أرض يمكن إن تكون مورداً عظيماً للماشية بل وللحبوب أيضاً ، لو مسها وابل وهطلت عليها أمطار ، وتوفرت فيها مياه ، فإن أرضها الكلسية تساعد كثيراً على تربية الماشية بجميع أنواعها . كما تساعد على الاستيطان فيها ، ولهذا يتحول بعضها إلى جنان تخلط الألباب وتسحر النفوس عند هبوط الأمطار عليها ، فتجلب إليها الإنسان يسوق معه إبله لتشبع منها . ولكن هذه الجنان لا تعمر .


خلاصة للوصف الجغرافي :

يمكن للقارئ الكريم بعد أن تعرف بعض الشيء على طبيعة الجزيرة العربية ، أن يجد تفسيرا لقلة السكان ، وعدم وجود حكومات مركزية قوية قبل الإسلام ، وطبيعة التوجس و الحذر ، عند سكانها ، وهي صفة تختلف عن صفات الشعوب التي تعيش في أماكن وفيرة المياه ، سواء في المنطقة أو في العالم ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس