عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2007, 06:55 PM   #1
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي إحتضاري و بغداد

إحتضاري و بغداد


يا دمعُ يا مؤنسي في غربةِ الأُفق
مالي سواكَ و حُزنِ القلبِ و الأرقِ
ليلٌ كمليونِ عامٍ ليس منتهياً
و الدمعُ كالنارِ يكوي قلبَ مُحترقِ
لقد تغربتُ عن وطنٍ أُلاحقُهُ
و أرتجيهِ كأنفاسٍ لِمُختنقِ
لقد تجولتُ أرضَ اللهِ أجملها
فلم أجدْ غيرَ ذي بغداد في حدقي
أخافُ أن يجتبيني الموتُ مُغترباً
ولا أرى حلوتي بغداد في الغَسَقِ
الناسُ تسعدُ من أخبارِ موطِنها
إلا أنا أسمعُ الأخبارَ في قلقِ
مَن يُقتل اليومَ؟ أهلي؟ صاحبي؟ و غداً؟
متى أرى الضوءَ في ظلماك يا نَفقي
يا راقصينَ على أشلاءِ موطِننا
وعودُكُم كلّها حِبرٌ على ورقِ
وعدتمونا بأن نحيا بلا وَجَلٍ
من قادمٍ في ظلامِ الليل مُستَرِقِ
أن أستفيقَ على صوتِ الأذان ولا
يُخيفُني مذهبي يوماً و مُعتَنَقي
رحلتُ يا ثُلّة الأوغادِ... فاحتفلوا
و أكثروا الشوكَ في منفاي و الطُرُقِ
ضعوا القيودَ على قلمي و حُنجرتي
و أحكِموا الحبلَ ملفوفاً على عُنُقي
ستندمونَ –وربِّ العالمينَ- على
يومٍ دخلتُم بهِ بغداد في الشفقِ
ربّاهُ يا عدلُ يا رحمنُ يا ملكٌ
يا خالقَ الناسِ و الأجناسِ من عَلَقِ
إرحمْ فؤاد غريبٍ لم يصِلْ يوماً
برَّ الأمانِ و لمْ يأمَنْ من الغرقِ
أعِد إليّ بلادي يا رحيمُ فقد
أضناني الشوقُ للأزهار و العَبَقِِ
مرّت سنينُ و أخشى أنّ آخِرها
أموتُ وحدي غريباً في ثرى طُرُقي

د.محمد العاني
12-10-2007
دمشق
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس