عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-10-2010, 10:38 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
جميل من أجمل ما يستمتع به القارئ أن يكون الشاعر ذا رؤية وفكرة تعبران عن توجهاته الوجدانية ، حيث لا تجدها تكرارًا لما يقوله الآخرون بشكل أصم . وها هنا العنوان نفسه "إنما هند اسم كل جميل" كان دليل شاعرية متوقدة إذ تكون هذه المحبوبة هي منبع كل الأشياء الجميلة ، ومن أجلها يهون كل شيء من المصاعب ،بل وإن الشاعر بسبب حبها يؤكد ويعمم ، بإنّ ، وكل وهذا الاتساع في دلالة هند عنصر جيد في بناء القصيدة .
على امتداد القصيد ةيشعر القارئ بانسباب سلس لا تقطعه حالات من الشرود ومحاولة استخراج معنى بالقوة ، أو ما يسميه ابن رشيق القيرواني رحمه الله (أثر رشح الجبين) في هذين البيتين كان التشخيص فاعلاً في توصيل المعنى ، وقد صار الوجد والدهر إنسانًا لهما من صفات البشر ، وهو أسلوب فني على بساطته جاء في الوقت المناسب الذي يشعر فيه القارئ أنها مبرر لهذا الشعور القوي تجاهها.
وصحا الوجد بعد غربة دهرٍ
وغفا الدهر حين قام الرجاء

وفي هذا البيت الجميل :
بعذاب الحرمان تحلو الليالي
والمحبون دائماً أشقياء!

نجد الرؤية واضحة وفي صالح النص ،تلك التي تجعل الشاعر يتلذذ بعذابها وتجعل الشقاء حالة لابد منها لأنها الموصلة إلى الشعور بالسعادة .
عبر القصيدة كان هناك قدر كبير من التداعي وهو أن يطول الحديث وإن كان ممكن الاختصار ، إلا أن هذا يعد أمرًا طبيعيًا في سياق حالة الحب التي ينسى كل طرف فيها الوقت والنفس وجميع عناصر الحياة ليكون التعبير عما يجيش بالنفس هو المسيطر في حالة شبه لاواعية بما يدور حولهما .
القصيدة على قلة الصور الفنية فيها إلا أنها كانت ذات معانٍ موحية بالشاعرية وكان إلحاح الشاعر على وصفها بالعديد من الصور التقليدية (وليسا التقريرية) عنصرًا جيدًا لأنه أشعر القارئ بأن الشاعر جمع كل ما يمكن جمعه ووضعه بين يديها ، كعصفور ما تمايل غصني ، القلب وردة حمراء ،صدقوني أحببت من أجل هند كل اسم...إلخ
ولعل هذا الشطر الأخير فيه تأكيد بما يشبه القسم ونفي التصنع عن الشاعر ، وهو ما يزيد القصيدة جمالاً حتى كأن الشاعر من أجلها يتخيل أن هناك مكذبين له ، فانطلق محاولاً الرد عليهم ، وهذا يدل على وعيه بالجو الداخلي والخارجي للقصيدة . وكان التضمين لبيت شوقي رحمه الله : نظرة فابتسامة فسلام ، فكلام فموعد فلقاء عنصرًا جيدًا في صالح القصيدة وحوَّل استخدام معنى هذا البيت من حالة الغرام المعيب إلى حالة الحب العذري ّ ، وهذه نقطة تحسب للشاعر .
فقط بيتان أشعر أنهما جاءا لإكمال القافية أو كانت صياغتهما ضعيفة :
في أحايين يعتريني شعورٌ
أن عمري لولا هواها هباء

وأحايين أزدري كل أنثى
غير هندٍ.. ما مثلها حواء

والأجمل بعد ذلك أن القصيدة يشعر القارئ فيها بانطواء الطرفين (هند&عمر) على بعضهما وانسداد أفق الحياة من بعدهما ، فلا ترى وجودًا لأسماء أخرى أو عناصر طبيعة أخرى كأنهما هما الصورتان تملآن الشاشة دون غيرهما من الصور ،وفي بعض جوانب القصيدة كانت -بسبب الحوار-قريبة من الشعر المسرحي ، هذا جانب قد يكون محل نقاش حول إيجابية هذا التوجه أم لا .
قصيدة جميلة أمتعتنا بها بارك الله لك فيها وبارك لها فيك ،ودام الإبداع بكما
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس