عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-11-2009, 02:05 PM   #9
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

كنتأتهمه بالمبالغة وأنعته بالموسوس حين كان يحدثني أنهم قد دسوا لنا العيون والآذانفي كل مكان. وكان يقسم لي أنهم لن يتركوننا في سلام وأن التهمة لن تفارقنا حتى وإنولجنا قبورنا...ويستدل لي على ذلك بحادثة حسن الذي غيبوه شهورا عدة , وبعد أن تركوهمات في حادثة سير غامضة –ع- على الطريق الرابط بين العاصمة ومدينة القنيطرة. كل منشيعوا جنازته أو زاروا قبره للترحم عليه ابتلعهمالأخدود.

ويتابع قائلا "لا تغتر أنهم أطلقوا سراحك...والله لم يتركوك إلاليعيدوك بملف ضخم هذه المرة بعد أن تكون طعما لغيرك كما فعلوابفلان..وفلان...وفلان...وعلان... ليس أمامنا إلا أن نتحول إلى جواسيس أو نرحل إلىأرض بعيدة...بعيدة جدا ...ثم يتابع في إلحاح وحماس محاولا إقناعي ... "أنسيت ماقاله لك (الحاج)في آخر استدعاء ؟؟؟ ألم يقل لك أن من مصلحتك ومصلحة البلاد أنتتعاون معهم ...ألم تفهم ماذا يقصد بالتعاون؟؟؟ "
انتفضت يوما في وجهه أو اصطنعت ذلك لاستفزازه ودفعه للإفصاح عما كانيدبره في الخفاء دون إخباري. نفس الشيء كنت أفعله هكذا علمتنا التجربة السابقة. المعلومة في وقتها وعلى قدر الحاجة لا على قدر الثقة. ثم شرعت أحدثه عن حب الأوطانوأسرد عليه بعض ما قاله الشعراء وكبار الأدباء في ذلك مما علق بالذاكرة من أيامالاحتفالات المدرسية بالأعياد الوطنية التي لا تكاد تنتهي منكثرتها...

فردعلي ردا فاحما " اسمع يا أخي ... إن شعراؤك هؤلاء لم يجلسوهم على قارورة ولم يدخلواالعصي والأقلام في مؤخراتهم ...لم يحاربوهم في أرزاقهم ولم تطاردهم عيون المخبرينوالجواسيس في كل مكان...تصور حتى المعلمة صارت تسأل إبنتي عن تفاصيل حياتناومعارفنا وطعامنا... الحرارة أحسها هذه الأيام تقترب منا أكثر فأكثر ,لم أعد أشعربالأمان والاطمئنان هنا... البلد صار كسجن كبير ونحن في حالة سراح مؤقت فقط ... الأصدقاء يتخطفون من حولنا كما تخطف الطير. وفي صباح كل يوم تلوك الألسن قصة أحدهموسيناريو اختطافه ... لا أريد أن أموت بحسرتي خلف جدرانهم ...

__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس