عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-06-2012, 02:18 PM   #187
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

حروف المعاني

الحرفُ على ضربين: حرف مَبني، وحرفِ معنى.

فحرفُ المبنى: ما كان من بِنية الكلمة. ولا شأن لنا فيه.

وحرفُ المعنى: ما كان له معنىً لا يظهر إلا إذا انتظم في الجملة: كحروف الجر والاستفهام والعطف، وغيرها.

وهو قسمان: عامل وعاطل.

فالحرف العامل: ما يُحدث إعراباً (أي تغيراً) في آخر غيره من الكلمات.

والحروف العاملة هي: حروف الجر، ونواصب المضارع، والأحرف التي تجزم فعلاً واحداً، وإن وإذ ما (اللتان تجزمان فعلين)، والأحرف المُشبهة بالفعل التي (التي تنصب الإسم وترفع الخبر)، و لا النافية للجنس (التي تعمل عمل (إن)، فتنصب الاسم وترفع الخبر) وما ولا ولاتَ وإن (المُشبهات بليس في العمل، فترفع الاسم وتنصب الخبر). وقد سبق الكلام عنها.

والحرف العاطل (ويُسمى غير العامل أيضاً): ما لا يُحدث إعراباً في آخر غيره من الكلمات، كهل وهلاَّ ونَعَمْ ولولا، وغيرها.

( أنواع الحروف )

الحروفُ بحسب معناها، سواءٌ أكانت عاملةً أم عاطلةً، واحد وثلاثون نوعاً.

وهي:

1- أحرُفُ النَّفْي


وهي: (لم ولمَّا)، اللَّتانِ تجزمانِ فعلاً مضارعاً واحداً، و (لن)، التي تنصب الفعل المضارع، و (ما وإنْ ولا ولاتَ).

فما وإنْ: تنفيانِ الماضي، نحو: (ما جئتُ. إن جاءَ إلا أنا) والحالِ نحو: (ما أجلسُ. إن يجلس إلا أنا).


وتدخلانِ على الفعل، كما رأيتَ، وعلى الاسمِ، نحو: (ما هذا بشراً. إن أحدٌ خيراً من أحدٍ إلا بالعافية).


و (لا): تنفي الماضي، كقوله تعالى: {فلا صدَّقَ ولا صَلّى}، والمُستقبلَ كقوله: {قُلْ لا أسألُكم عليهِ أجراً}.


و (لاتَ). خاصّةٌ بالدُّخولِ على (حين) وما أشبهَهُ من ظُروف الزمانِ، نحو:

لاتَ حينَ مناصٍ}، وكقول الشاعر: (نَدِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَندَمٍ) وهي بمعنى (ليسَ).

2- أحرُفُ الجَواب


وهيَ: (نَعَمْ وبَلى وإي وأَجلْ وجَيرِ وإنَّ ولا وكلاَّ).


ويُؤتى بها للدلالةِ على جملة الجواب المحذوفة، قائمةً مَقامها. فإن قيلَ لكَ: (أَتذهبُ؟)، فقلتَ: (نَعَمْ)، فالمعنى: نَعَمْ أذهبُ. فنَعَمْ سادَّةٌ مَسَدَّ الجواب، وهو (أَذهبُ).


و (أَجلْ): بمعنى (نعَمْ) وهي مثلُها: تكونُ تصديقاً للمُخبر في أخبارهِ كأن يقولَ قائلٌ: حضرَ الاستاذُ، فتقولُ: نعَمْ، تُصدِّقُ كلامهُ. وتكونُ لإعلامِ المُستخبر، كأن يُقالَ: هلْ حضرَ الأستاذُ؟ فتقولُ: نَعَم. وتكونُ لِوَعدِ الطالبِ بما يَطلُبُ، كأن يقولَ لكَ الأستاذُ: (اجتهِدْ في دروسكَ) فتقول: (نَعَم)، تَعِدُهُ بما طلبَ منك.


و (أي): لا تُستعمَلُ إلا قبل القسمِ، كقوله تعالى: {قُلْ إي ورَبي إنَّهُ لَحَقٌّ}. (أي): توكيد للقسم، والمعنى نعم وربي.

وبينَ (بَلى ونَعمْ وأَجل) فرقٌ. فَبلى. تختصُّ بوقوعها بعدَ النّفي فتجعلُهُ إثباتاً، كقوله تعالى: {زَعَمَ الذينَ كفروا أَنْ لن يُبعَثوا، قُل بَلى ورَبي لَتُبعَثُنَّ}، وقولهِ: {أَلستُ بِرَبّكُم، قالوا: (بَلى)}، أي: بَلى أنتَ ربُّنا. بخلاف (نَعَمْ وأجلْ) فإنَّ الجوابَ بهما يَتبعُ ما قبلَهما في إثباتهِ ونفيهِ، فإن قلتَ لرجلٍ: (أَليسَ لي عليكَ الفُ دِرهَمٍ؟) فإن قالَ: (بَلَى) لزِمَهُ ذلكَ، لأنَّ المعنى (بَلى لَكَ عليَّ ذلكَ) وإن قال: (نَعَمْ) أَو (أَجلْ) لم يَلزمهُ، لأنَّ المعنى (نَعَم ليس لكَ عليَّ ذلك).

و (جَيْرِ): حرفُ جوابٍ، بمعنى: (نَعَمْ). وهو مبنيٌّ على الكسر. وقد يُبنى على الفتح. والأكثرُ أن يقعَ قبلَ القَسم، نحو: (جيرِ لأفعلنَّ)، أي: (نَعَم واللهِ لأفعلنَّ). ومنهم من يجعله اسماً، بمعنى: (حقاً) قال الجوهريُّ في صَحاحه: (قولهم: جيرِ لآتينَّك، بكسر الراءِ: يمينٌ للعرب) بمعنى: (حقاً).


و (إنَّ): حرفُ جوابٍ، بمعنى: (نَعَمْ)، يقال لك: (هل جاءَ زُهَيرٌ؟) فتقولُ: (إنَّهُ)، قال الشاعر:


بَكَرَ العَواذلُ، في الصَّبُو

حِ، يَلُمْنَني وَأَلومُهُنَّهْ

وَيَقُلْنَ: شَيْبٌ قَدْ عَلاَ

كَ، وَقَدْ كَبِرْتَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ

والهاءُ، التي تلحقه، هي هاءُ السَّكت، التي تُزادُ في الوقف، لا هاءُ الضمير ولو كانت هاءَ الضمير لثبتت في الوصل، كما تثبتُ في الوقف. وليس الأمرُ كذلك، لأنك تحذفها إن وصلتَ، يقال لك: (هل رجعَ أُسامةُ؟) فتقولُ: (إنّ) يا هذا، أي: نعم، يا هذا قد رجع. وأيضاً قد يكون الكلام على الخطاب أو التكلم، والهاءُ هذه على حالها، نحو: (هل رجعتم؟)، فتقولُ: (إنَّهُ)، وتقولُ: (هل نمشي؟) فتقول: (إنَّهْ). ولو كانت هذه الهاءُ هاءَ الضمير، وهي للغيبة، لكان الكلامُ فاسداً.

و (إنَّ)، الجوابيّةُ هذه، منقولةٌ عن (إنَّ) المؤكدة، التي تنصبُ الاسمَ وترفع الخبر، لأن الجوابَ تصديقٌ وتحقيق، وهما والتأكيد من باب واحد.
و (لا وكَلاَّ): تكونانِ لنفي الجواب. وتُفيدُ (كَلاَّ)، مع النفي، رَدعَ المُخاطبِ وزجرَهُ. تقولُ لِمنْ يُزَيَّنُ لك السوء ويُغريكَ بإتيانهِ: (
كَلاَّ)، أي: لا أُجيبُكَ إلى ذلك، فارتدعْ عن طلبك.


وقد تكونُ (كَلاَّ) بمعنى: (حَقاً)، كقولهِ تعالى: {كلاَّ، إنَّ الإنسانَ لَيَطغى أنْ رآه استغنى}.



3- حرفا التفسير


وهُما: (أيْ وأن). وهُما موضوعانِ لتفسيرِ ما قبلهما، غيرَ أنَّ (أيْ) تُفسَّرُ بها المُفرداتُ، نحو: (رأيتُ ليثاً، أي: أسداً)، والجُمَلُ، كقول الشاعر:


وَتَرْمينَني بالطَّرْفِ، أَيْ، أَنتَ مُذْنِبٌ

وَتَقْلينني، لكِنَّ إِيَّاكِ لا أَقلي

وأمّا (أنْ) فتختصُّ بتفسير الجُمَلِ. وهي تقعُ بينَ جملتينِ، تتضمَّنُ الأولى منهما معنى القولِ دونَ أحرفهِ، كقوله تعالى: {فأوحينا إليه، أن اصنَعِ الفُلكَ}، ونحو: (كتبتُ إليه، أنِ تحضرْ).



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس