عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-07-2023, 08:01 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,009
إفتراضي

أي هو قطعي لا يقبل الخطأ لذا هو حضوري لأنّ العلم الحضوري يعني أن يكون المعلوم حاضراً بوجوده لدى العالم به!! ... وقد عرَّفتَ أنت يا كمال الحيدري العلم اللدني بقولك: العلم اللدني علم حضوري يمنحه الله تعالى لخاصة عباده المقربين فهو من لدنه سبحانه , وقد أشير إليه بقوله تعالى في قصة الخضر عليه السلام {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}. ... المصدر: معرفة الله , كمال الحيدري, ج1 ص208. فإن قالوا نعني أنّ كل علم لدني هو حضوري وليس كل حضوري لدني قلنا لهم كيف وهما يشتركان في مناط واحد وهو حضور الشيء بوجوده؟ ...
وتحدث الباحث عن مسألة خلافية عند الفقهاء وهو اختلاف معنى النبى عن الرسول فقال :
"نقول إنّ الرسول يختلف عن النبي لأنّ للرسالة مناطاً آخر ومهمات أخرى ... لذا نقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسول .. ... فكيف من كان علمه لدنياً يقع في الخطأ؟ ... لو كان كشفهم كشفاً إلهياً ومتصلاً بجهة معصومة لا يمكن وقوعه في الخطأ والاختلاف. ... هل أخطأ الأنبياء عليهم السلام في إخباراتهم؟ ...
إذا كان العرفاء لديهم نفس آلية ومنهج الوحي عند الأنبياء لا يمكن القول بأنهم يخطئون ويختلفون! ... وإذا ثبت خطؤهم وهو ثابت وإذا ثبت اختلافهم وهو ثابت , يكون ادعاؤهم للكشف باطلاً وكشفهم ليس كشفاً إلهياً بل محض تخرصات وأوهام. ... قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ..."
واستنتج الباحث أن الكشف عند القوم شيطانى وليس إلهيا بسبب اختلافاتهم فيه فقال :
"فالاختلاف والأخطاء في الكشف عند العرفاء دليل على أنّ كشفهم هذا كشفٌ شيطاني وليس كشفاً إلهياً,, ولو كان كشفهم كشفاً إلهياً لما كانوا اختلفوا فيه ولما تخبطوا ولما خرج من بؤرة كشفهم سيل من الخرافات والخزعبلات."
وحدثنا الرجل عن معنى الكشف عند العارفين وهم الصوفية فقال :
"فلنرجع لمعنى (الكشف) عند أهل اللغة وعند العرفاء أنفسهم ومن خلاله سنعرف هل يمكن لنا القبول بكلام كمال الحيدري أم لا؟ ... قال ابن منظور: (كشف) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ. ... وقال أيضا: وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره. ... المصدر: لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف. ... فهل الشيء الظاهر الواضح يُحتمل فيه الخطأ ممن يدعي لنفسه أنّه مُظهر للحقائق؟ ... قال الجرجاني: الكشف: في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً. ... المصدر: التعريفات , الجرجاني, ص184. فهل إذا رُفع الحجاب ولو فرضنا كلهم يدّعون رفعه عن ذات الشيء, سيرى زيد شيئاً ويرى عمرو شيئا آخر؟ ... لو كان هناك حاجز خلفه ثمرة , فلنقل (تفاحة) فأتى ثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنظر سليم وعقل مميز وكانوا في كامل انتباههم ويقظتهم فرفع كل منهم الستار فهل سيرى أحدهم التفاحة برتقالة والآخر سيراها موزه؟! ... هي حقيقة واحدة (التفاحة) , انكشف الستار عنها لثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنفس الخصائص الثابتة لجميع الأفراد لذا فإنّ الطبيعي والمنطقي أن يكونوا كلهم قد شاهدوا ذات الحقيقة وهي (التفاحة). ... فكيف يرى العارف بالكشف شيئاً ويرى العارف الثاني شيئاً آخر؟! ... قال العارف عبد الرزاق الكاشاني: المشاهدة: شهود الذات بارتفاع الحجاب مطلقاً!! ... المصدر: إصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق الكاشاني, ص 289. ... أقول: إذا كُشف الحجاب مُطلقاً وأصبح الأمر واضحاً على نحو الإطلاق فهل ثَمّ احتمال بالوقوع في أدنى نسبة من الخطأ؟ ... قال أبو نصر الطوسي: الكشف: وهو عبارة عن بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه يراه رأيُ العين. ... المصدر: مصطلحات التصوف الإسلامي, د. رفيق العجم, ص790. ... هل ما يُرى بالعين يُختلف فيه فضلاً عن أن يُحتملَ الخطأ فيه؟ ... وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تراه بعينك حق. ... يقول ابن عربي: المشاهدة تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتطلق بإزاء رؤية الحق في الأشياء وتطلق بإزاء حقيقة اليقين من غير شك. ... المصدر: كتاب اصطلاح الصوفية , ابن عربي , ص415, مطبوع مع كتاب رسائل ابن عربي طبعة دار إحياء التراث العربي."
واستنتج الرجل من كلامهم السابق كذبهم فالحقيقة المرئية واحدة فلا يمكن أن يرى ثلاثة أصحاء النظر الكتاب سوى كتاب وأما أن يراه أحدهم كتاب والثانى رجل والثالث بهيمة فهى كارثة من الكوارث الكبرى
واستنتج أن كل ما قاله الحيدرى كذب وخداع فقال :
"فإذاً ما معنى كلام الحيدري بأنّ العرفاء لديهم كشف بنفس منهج وآلية الوحي عند الأنبياء عليهم السلام وأنّ ما عندهم من علم هو علم حضوري (لدني) و ليس علماً حصولياً ثم بعد هذا يخطئون ويختلفون؟؟!! ... قال كمال الحيدري: من قبيل يا اخوان ما الفرق بين المعصوم وبين الفقيه؟ المعصوم ما يقوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} أما الفقيه قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: هذا قياسٌ باطل ,, فالفقيه لم يدّعِ بأنّ له اتصالاً مع الله من خلال الكشف كما يدّعي العارف , إنما يستخدم القواعد و الأصول الفقهية لاستنباط الأحكام الشرعية فربما يصيب وربما يخطئ. ... أما العارف يدّعي علم الغيب و يقول بأنه متصل بالوحي و أنّ ما لديه هو علم حضوري (لدني) فلا يمكن (حسب ادعائه) وقوعه في الخطأ. ... قال كمال الحيدري: الفرق بين النبي وبين العارف ,, المنهج واحد بين النبي وبين العارف ولكن الفرق أن النبي لا يخطئ بخلاف العارف قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: المنهجان مختلفان تماماً ولا يلتقيان: ... منهج سائر الأنبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وآله منهج سماوي إلهي رباني رحماني ,, مُسدد بروح القدس,, والنبي متصل بالوحي و أمينه جبرائيل عليه السلام, و منهجه هو منهج يحترم العقل والمنطق والفطرة السوية. ... بينما منهج العرفاء منهج شيطاني خرافي قائم على الخزعبلات والأوهام واللعب بورق ... (اليا نصيب) , وهو منهج لا يحترم العقل بل من يعتنقه لا يملك العقل أصلاً. ... منهج العرفاء منهج يعتمد على وحي الشيطان باسم الرحمن!! ... قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ... وبالفعل انك لا تجد قوماً أشد مراءً وجدلاً من هؤلاء المشعوذين الذين يسمون أنفسهم عرفاء. "
إذا التصوف أى العرافة هو كذب وتخريف بغرض استغلال الناس للحصول على الملذات من خلال دعوى الزهد
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس