عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-01-2021, 08:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,971
إفتراضي نقد كتاب علم المعصومين


نقد كتاب علم المعصومين
مؤلف الكتاب أحمد بن زين الدين الأحسائي مخترع مذهب الأوحدية وهو مذهب يعتبر من ضمن المذاهب الشيعية وإن كان يتصف بالصفة الصوفية والكتاب يدور حول سؤال عن السر المسمى (المعمى المنمنم)والسؤال معناه إذا كان الله يعلم أن فلان مؤمن وعلان كافر فى قدره فكيف يطلب من نبيه(ص) أن يأمرهم بالإيمان ؟
الكتاب يتعلق يعلم المعصومين والمراد معرفة الأئمة وبالقطع لا يوجد عصمة لأحد من ارتكاب الذنوبفلو كان لأحد عصمة لكان للرسل ولكنهم ارتكبوا ذنوبا كسؤال نوح(ص) إدخال ابنه الجنة وكظن يونس (ص) أن الله لن يقدر عليه وكقتل موسى (ص) لشخص من آل فرعون وكارتكاب محمد(ص) لذنب العبوس والإذن للمنافقين
يقول الإحسائى فى سبب تأليف الكتاب:
"الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين أنه قد سأل سيدنا الأكرم عن مسألة عويصة في العلم وجوابها وكشف سرها من مخزون العلم الذي كتمه أهل العصمة عن غيرهم , لأنه من غامض العلم الذي لا يزيده البيان إلا غموضا , وهو السر المسمى (المعمى المنمنم) لتوقف معرفته على تعقل الدهر وأفراده من الزمان , وأفراد السرمد منهما , ثم إنه أجاب نفسه , وكتب لي جوابه , وكان فيه شيء غير مطابق , وكله تحت الجواب بمراحل طويلة لأن هذا الجواب الذي كتب لا يكشف سر السؤال لاختلاف المراد , فأحببت أن أكتبه وأجعله بمنزلة المتن , ويكون عن مسألته الأصلية كالشرح , ولكن يجب أن أقدم أمام ذلك وصيته وهي (أوصيك أيها الناظر ألا تقف على الألفاظ والعبارات فإن كنت تعرف الفرق بين القلب والفؤاد , والفرق بين نظرهما , واستعملت في كلامي نظر الفؤاد , وفزت ببلوغ المراد , وإلا فاقطع الخطاب , ولا تطلب الرأي من السراب , فإن كنت عطشانا لهذا المورد فقد ضرب دونه ألف حجاب والله سبحانه الموفق للصواب، أصل السؤال (معناه) إذا كان كل شيء فقد كتب في اللوح قبل خلق الخلق (ومنه إيمان المؤمن وكفر الكافر) فكيف يجوز أن يأمر النبي صلى الله عليه وآله بالإيمان من يعلم أنه لا يؤمن , وأنه قد كتب أنه كافر في اللوح المحفوظ الذي ليس فيه محو ولا إثبات , ولا تغيير ولا تبديل "
وكانت إجابة السائل على المسألة هى :
" كتب سلمه الله تعالى: لعل سبب تكليف النبي صلى الله عليه وآله الكفار بالإيمان مع أنه يعلم أنه لا يؤمن أن للشخص وجودين: تكويني , وتشريعي , ولابد أن يظهر كلاهما في الزمان , وفي عالم الملك والشهادة , كما في قوله تعالى: ((وان منكم إلا واردها)) وظهور وجود التكويني لا يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله أي تكليفه وإلا لما خلق."
وأما الإحسائى فلم يستحسن اجابة السائل فقام برد أخر عليها هو :
"أقول: إن قوله (ولابد أن يظهر كلاهما في الزمان) أراد بأن الوجودين لابد أن يكونا في الزمان , وهذا حق , ولكن التشريعي الظاهري , وأما التشريعي الأول والتكويني الأول يجب أن لا يوجدا في الزمان , لما بينهما من التنافي , ونشير إليه إن شاء الله فيما يأتي.
وقوله (وظهور الوجود التكويني لا يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله أي تكليفه يعني به أن الوجود التكويني وان احتاج الى النبي صلى الله عليه وآله في الظهور من جهته العلية لكن من جهة التكليف لا يحتاج إليه , وهو في الظاهر تام , لكن في الحقيقة غير تام , لأن الإيجاد التكويني تكليف باطن , وإيجاد ظاهر والتشريعي إيجاد باطن , وتكليف ظاهر , فإن أريد أن التكويني لا يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله وتكليفه بالإيجاد والإنوجاد على ما تعرفه العوام فحسن , وإن أريد الحقيقة فأي حاجة أشد منه إلى تكليفه له , والله سبحانه يقول (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) وقوله أيده الله تعالى (وإلا لما خلق) فيه ما سبق من وجهين: (الأول) ما ذكرنا من أن الإيجاد تشريع , والتشريع إيجاد , (والثاني) أن الله يقول في حق المضلين والجاحدين (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) تعريضا بأن الهادين الشاهدين أشهدهم خلق السموات والأرض , وأشهدهم خلق أنفسهم , فالنبي صلى الله عليه وآله إمامهم , وقد أشهده الله خلق نفسه بكلا المعنيين , ولا يلزم الدور لأن الأحكام التضائفية لا يلزم فيها الدور , مع أن كل واحد متوقف على وجود الآخر (كالأبوة والبنوة) لأن الممنوع من الدور ما تقدم أحدهما على الآخر وأما ماساوق أحدهما الآخر فلاشك في الصحة "

الإحسائى وصاحبه كلامهم يقوم على أساس أن النبى(ص) يعلم من يكفر ومن يؤمن وهو كلام مخالف لوحى الله فى التالى :
1-ان النبى(ص) لا يعلم ما يفعله الله به وبالناس وهذا معناه انه لا يعلم هل يسامر هو فى إيمانه وهم فى كفرهم أو إيمانهم وفى هذا قال تعالى :
"قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
لاحظ " وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
2- أن النبى (ص) والمؤمنين ومنهم على كان لا يعرف فريق من الكفار الذين يعادون وفى هذا قال تعالى له :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
لاحظ القول " وآخرين من دونهم لا تعلمونهم "
3- أن النبى(ص) كان لا يعلم بفريق المنافقين وفى هذا قال تعالى :
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم"
لاحظ " لا تعلمهم"
4- أن النبى(ص) نفسه كان لا يعلم أى شىء من الغيب بدليل أن اللع طلب منه ان يقول أنه لو كان بعلم الغيب لاستكثر الخير لنفسه ومنع السوء عنها وفى هذا قال تعالى :
"ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس