عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-05-2008, 02:12 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]ترجمة لحياة الشاعر هاشم الرفاعي

هذه الترجمة نقلا عن كتاب " ديوان هاشم الرفاعي – المجموعة الكاملة " جمع وتحقيق محمد حسن بريغش " باختصار "

اسم الشاعر الحقيقي :
سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي
ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه ، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم .
وعرف شاعرنا بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه
. وله أخ بهذا الاسم هاشم .
وكان والده جامع شيخا لإحدى الطرق الصوفية المنتشرة في مصر وقد توارثها عن أجداده ، وأصبح رائدا لها بعد أبيه .

نشأ الشاعر في هذه الأسرة ، وتربى علي يد والده ، الذي أثر عنه الحزم في التربية، وكان يريد أن يربي الشاعر تربية خاصة ، ليكون رائد الطريقة من بعده، ولكن الشاعر أبي ذلك ورغب أن يدرس في الأزهر ، فرفض أبوه تحقيق رغبته وحاول أن يثنيه وحاول أن يثنيه عن رغبته تلك فأبى فعالجه باللين ثم بالضرب ، ولكن الشاعر زاد إصرارا وتمسكا برغبته رغم صغره ، واشتدت الأزمة بينهما وحار الوالد في أمر ابنه العصي ولكن الطفل الذكي لجأ إلى طريقة أخرى فاتصل ببعض أقاربه وأصدقاءه أبيه ، وأقنعهم برغبته وطلب منهم إقناع والده بها، وفعلوا ذلك ورضخ الوالد بهذه الرغبة أمام تدخل الأقارب والأصدقاء، و هكذا ذهب إلى الأزهر والتحق بمعهد الزقازيق الديني الذي يتبع الأزهر سنة 1947 وحصل على الشهادة الإبتدائية الأزهرية في عام 1951 م ، ثم أكمل دراسته الثانوية في هذا المعهد وحصل علي الشهادة الثانوية في عام 1956 ثم التحق بدار العلوم وتوفي قبل أن يتخرج سنة 1959 .
وكان في مراحل دراسته كلها بارزا بين زملائه ، كان يقول الشعر ولما يبلغ الثانية عشرة من عمره ، ويقود الطلبة في المظاهرات والاحتفالات ضد الاحتلال البريطاني ، والأوضاع الفاسدة السائدة في مصر ، ولقد أصيب برصاصة طائشة تركت أثرا في أعلى رأسه ، وفُصِل من معهد الزقازيق مرتين : الأولى قبل قيام الثورة ، والثانية بعدها لمدة سنتين من سنة 1954 إلى سنة 1956 وكان فصله في المرة الثانية لقيادته للمظاهرات التي خرجت من معهد الزقازيق ضد رجال الثورة الذين ضربوا الاتجاه الإسلامي وأقصوا محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية , وبعدها زارأنور السادات - رئيس مجلس الأمة آنذاك – أنشاص – مدينة في محافظة الشرقية بمصر - فألقى الشاعر قصيدة بين يديه وعرض عليه الأمر أيضا ، ثم استطاع أن يتصل بكمال الدين حسين وزير التربية وأعيد إلى المعهد مرة أخرى ، وهذه السنوات التي أبعد فيها عن المعهد جعلته يتأخر عن بعض زملائه .

وفي كلية دار العلوم برز بين الطلاب شاعرا ، ثم تولى مسئولية النشاط الأدبي في الكلية التي كان عميدها الأستاذ الشاعر علي الجندي وكان معجبا به يتنبأ له بمستقبل عظيم ولهذا قال في رثائه
:
لهف نفسي علي الصبا المنضورـ ـ ـ ـ لفه الغدر في ظلام القبور
لهف نفسي علي القريض المصفى ـ ـ ـ ـ صوحت زهره عوادي الشرور
لهف نفسي على النبوغ المسجى ـ ـ ـ ـ برداء من البلى والدثور

وكان يتنبأ له أن يصبح أشهر شعراء العربية في العصر الحديث .
وفي سنة 1959 في الثاني من يوليه تموز قتل الشاعر علي يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم
. وكانت الأحداث الظاهرة التي أدت إلى مقتله هي الخلافات التي وقعت بين الشاعر ومؤيديه وبين فئة أخرى من الشيوعين ومؤيديهم في نادي أنشاص الثقافي ، وحصل صرع بين الفريقين حتى حاول الفريق الآخر تشكيل مجلس إدارة للنادي في 5 أغسطس آب 1958 فقام هاشم وزملاؤه بالاستيلاء علي النادي وشكلوا مجلس إدارة وأخذوا أغراض النادي , واشتد الصراع حتى تدخلت السلطة في الأمر
وفي 28 – 8 اجتمع الطرفان في منزل واحد منهم ، واتفقوا جميعا وعادت أغراض النادي إلى المقر الجديد . ولكن هذه التسوية الظاهرة لم تكن إلا تسوية مؤقته ، لاسيما بعد أن رأوا هاشما يزاد تألقا وتزداد مكانته وشهرته بين الشباب المثقف في أرجاء الوطن العربي فضلا عن بلدته
وكان واضحا أنه يمثل الاتجاه الإسلامي في الصراع الدائر في مصر بين المسلمين وأعدائهم وكان الشيوعيون من ذوي النفوذ في تلك الفترة يحاولون طمس الاتجاه الإسلامي والتنكيل بأصحابه .
اجتمعت كل هذه العوامل لتؤدي إلى استدراج الشاعر إلى خصام مصطنع في ملعب النادي وطعنه بالسكاكين .
ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
وظل سؤالا يدور علي الألسنة : هل كان قتل الشاعر نتيجة لهذا الحسد والخلاف بينه وبين هؤلاء ؟ أم أن قصائده التي ذاعت ، وحملها الشباب ، وأنشدها المظلومون وشباب المسلمين في السجون والشوارع هي التي دفعت إلى قتله ؟ وهل كانت هناك أصابع خفية أرادت أن تستغل هذه الصورة الظاهرة من الخلافات بينه وبين أقرانه لتقضي عليه دون ضجة ؟ كل ذلك ممكن ، لاسيما وأن صورا كثيرة كانت تتحدث للذين يختفون فجأة بعد أن تشير تقارير العيون والجواسيس إلى خطورتهم وتنطوى صفحات حياتهم فجأة بحادث مصطنع أو مرض مفاجيء أو .. أو ...فهل لقى شاعرنا هذا المصير وبهذه الطريقة بتدبير خفي أم أن موته كان ضربة غادرة لم تحسب للمصير حسابا ؟
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس