عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-08-2010, 06:45 PM   #20
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Red face

ويركب الصعب من لا ذلول له :
مما قالته العرب من أمثالهم أي أن من يضطر للأصعب هو من لا يجد الشيء الذي يناله بسهولة وهو مثل يُقصد به النحس ، وابن زيدون يقول على لسان ولادة أنك يا بن عبدوس ما اضطررك للمشي مع هذه الجارية إلا استيئاسك من مصاحبتي .



, ولعلك انما غرك من علمت صبوتي اليه ,
وشَهِدت مساعفتي له , من أقمار العصر , وريحان المصر , اللذين همُ الكواكب عُلُوّ هممٍ , والرياضُ طيب شِيَم


نأتي بعد ذلك إلى جزء مفصلي من الراسلة من خلال التعبير الذي يتحدث فيه ابن زيدون على لسان ولادة ويتخيل ولادة تمدحه وهذه قمة الغرور والثقة الزائدة بالنفس (إذ الرسالة أدت عكس ما كان يتمنى!! )ويقول عن نفسه –على لسان ولاة- أنه هو من أقمار العصر وريحان المصر والمصر هو القُطر أو الدولة ، وهم في علو الهمم كالكواكب وفي كرم الشيام كالرياض جمع روضة وهي البستان .

من تلقى منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري
فحن قدح ليس منها , ما انت وهم ؟ واين تقع منهم ؟ وهل انت الا واو عمرو فيهم , وكالوشيظة في العظم بينهم


معروف معنى السطر الأول لكن معنى الجملة فحنّ قدح لي منها :

حن قدح ليس منها : أصله ان احد أ قداح(أكواب) الميسر اذا كان ليس من جوهر باقى القداح ، ثم اجاله المفيض خرج له صوت يخالف اصواتها ، فيعرف به انّه ليس من جملتها ، فضرب مثلا لمن يمدح و يفتخر بقوم و ينسب فيهم مع انه ليس منهم

أي أن من يقومون بتوزيع الأكواب أكواب الميسر كانوا يضربون الأكواب من مؤخرتها برفق فيعرفون كل الأكواب من صوتها فالذي له صوت غريب يعرفون أنه كوب مختلف عنهم .

يقصد ابن زيدون أنك يا بن عبدوس كهذه الكؤوس الدخيلة وتفاخر بما لست أهلاً له .

انت الا واو عمرو فيهم , وكالوشيظة في
العظم بينهم
!

قمة العبقرية في السخرية إذ يرى على لسان ولادة أن هذا الدخيل ابن عبدوس ملحق بهم كحرف الواو في كلمة عمرو ، فهو زيادة فقط للتفريق بين اسم عمر وعمرو ، كذلك ابن زيدون جاء في ذيل الكلام ولا وجود له بدليل أن واو عمرو لا تنطق ، فهو مثلها صنم فحسب !!

كالوشيظة في العظم : الوشيظة : قطعة عظم تكون زيادة في العظم الصميم

.
والوشيظ من الناس : لفيف ليس أصلهم بواحد والجميع : الوشائظ ومن معانيه ما تعلق في القوم وليس منهم. لاحظوا كيف استخدم ابن زيدون للتقليل من قيمة عدوه أشياء متكافئات أحيانًا ومختلفات أحيانًا أخرى ليعبر عن استكمال النقص فيه ، فتارة ينعته بالأقل كما يكون الزائد من العظام والعظام بطبيعتها أقل أهمية –عند الأكل –من اللحم فكيف بهذا الغريم الذي هو زائد عن العظم وليس اللحم؟!! قمة السخرية والتهكم والإجادة. وكان قبل ذلك يشبهه في (قلة أصله وزيادته على الناس)بأكواب أو أقداح الخمر الزائدة ، ثم هو يجعل ابن عبدوس في الحروف مثل حرف الواو الزائدة ، فحتى الحروف التي هي اداة تفضيل البشر عن غيرهم من الكائنات يقبع ابن عبدوس غريمه في مكانة وضيعة!!






__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس