عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2006, 05:37 PM   #54
حرب المستضعفين
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
الإقامة: سفارة دولة الخلافة ـ برلين
المشاركات: 194
إفتراضي مختارات من ديوان الامام الشافعي رحمه الله .



وانا اقلب الصفحات بحثا عن موضوع كنت ارغبه وجدتني امام ديوان الامام الشافعي رحمه الله وقد كانت اخر قراءة لي به قبل حوالي ربع قرن من الزمان ... وكمن يقع على حبيب فقده منذ غياب ...قمت بنقل محتويات الديوان كاملا وهو متوفر هنا في الرابط المرفق بنهاية النص لمن يرغب بقراءة وطباعته ونقله لملفاته ....


لم يكن امامنا الجليل شاعرا وان كان مجيدا لانه رحمه الله كان فقيها مجتهدا معني بحمل الاسلام وتطبيقه ومعالجة مشاكل المسلمين وغير المسلمين على ضوء الاحكام الشرعية وتبيانها للناس حكاما ومحكومين ...

ولكنها نفثات حكمة صاغها شعرا امامنا الجليل ابا عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله وبثها في اوقات مختلفة جمعها من بعد احبابه وتلامذته وغيرهم في ديوان رغم انني لاحظت ان فيه بعض الابيات التي تنسب له ومنها ما اختلف المحققون في ذلك لانها حصلت بعد وفاته بزمن ... وكانني اشعر به وقد مر بحال اشبه بحالنا وزمان فتن شابهت في ملامحها بعض ما نعانيه اليوم من فتن وخطوب فاعلن فيها موقفه منها شعرا بقي حكمة مذ نطقه لمن بعده من الناس .... ولا املك مثل كثيرين غيري من الناس يرون اليوم ما يصيب الامة من داء على يد الاعداء ان ان يتركوا لمحاجر العين الحرية تفعل ما تشاء....وانا لله وانا اليه راجعون وما يصلح الاحوال ولا يزيل الاهوال ولا يغير الحال الى بالعودة للاصول التي انطلق عزة الامة منها وعلى اساسها وبيعة امير للامة يجمع شملها ويوحد امرها ويسلك بها مفازة بين شذاذ الافاق وعصابات الامم التي اتحدت علينا ... وفي مبحث العلامة البدري رحمه الله " الاسلام بين العلماء والحكام " قسم اخر يتناول فيه اخبار الامام الجليل وتعرضه لمظالم السلطان ومواجهته بلسان الحق وامانة العالم العامل وقدره ومرابطته في مصر يحرس الثغور فيها...نضعه في حينه باذن الله...


لكنني احببت ان اقطف زهرات من بستان امام الامة العامل وديوانه كله عبر وحكم ولمن احب الافاضة فليتابعه في الرابط المرفق بنهاية النص ان شاء الله .



_____________________

مختارات وقطوف من الديوان


***



لولا ... ولولا




ولولا الشعر بالعلمــاء يزري _ لكنت اليوم أشعر من لبيد


وأشجع في الوغى من كل ليث _ وآل مهلّـَب وبني يزيـد


ولـولا خشـية الرحمـن ربي _ حسبت الناس كلهم عبيدي


***


الهوى والعقل



إذا حار أمرك في معنيين _ولم تدر حيث الخطا والصواب

فخالف هواك فإن الهوى _ يقود النفس إلى مـا يعــاب




****

سوء التقدير

أصبحت مطرحا في معشر جهلوا _ حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب

والناس يجمعهم شمل وبينهــم _ في العقل فرق وفي الآداب والحسب

كمثل ما الذهب الإبريز يشركه _ في لونه الصفر والتفضيل للذهـب

والعود لو لم تطب منه روائحـه _ لم يفرق الناس بين العود والحطب



***
الشعور بالراحة عند قضاء الحق



أرى راحـة للحق عند قـضـائـه _ ويثقل يومـا إن تركت على عمـد
وحسبك حظـا أن ترى غير كاذب _ وقولك لم أعلم وذاك من الجهــد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه _وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيـدا يستعذب الناس ذكـره _ وإن نـابـه حق أتوه على قصــد


***


نور الله لا يهدى لعاص


شكوت إلى وكيع سوء حفظي _ فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلم نــور _ ونور الله لا يهـدى لعـاص




***


فن النصيحة



تعمَّدني بنصحك في انفرادي _ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع _ من التوبيخ لا ارضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي _ فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة




***

الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الآخرين




المرء إن كان عاقلا ورعا _أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغـله _ عن وجع الناس كلهم وجعـه



***
لمن نعطي رأينا


ولا تعطين الرأي من لا يريده _ فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه



***

محن الزمان ومسراته



محن الزمان كثيرة لا تنقضي _ وسروره يأتيك كالأعيــاد
ملك الأكابر فاسترق رقابهـم _ وتراه رقّا في يد الأوغــاد



***


عداوة الحاسد


كل العداوة قد ترجى مودتها _ إلا عداوة من عاداك من حسد




***
من صور غدر الإخلاء



إني صحبت النــاس ما لهم عـدد _ وكنت أحسب أني قد ملأت يـدي
لمـا بلوت أخــلائي وجـدتهـم _ كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
إن غبت عنهم فشـر الناس يشتمني _ وإن مرضت فخير الناس لم يعـد
وإن رأوني بخيـر سـاءهم فرحي _ وإن رأوني بشـر سرهم نكــدي

***

متى يكون السكوت من ذهب



إذا نطق السفيه فلا تجبه _ فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه _ وإن خليته كـمدا يمـوت



***
عندما يكون السكوت من ذهب


قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم _ إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح


والصمت عن جاهل أو أحمق شرف _ وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح


أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة _ والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح




***

الصديق المثالي



أحب من الإخـوان كـل مواتي _ وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمـر أريـده _ ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته _ لقـاسمته مالي من الحسنـــات
تصفحت إخواني فكان أقلهــم _ على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي


***

الصديق الصدوق لايتكلف



إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلفـا ***فدعه ولا تكثـر عليـه التأسفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة***وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهـواك قلبـه***ولا كل من صافيته لك قـد صفـا
إذا لم يكن صفو الـوداد طبيعـة***فلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا
ولا خير في خـل يخـون خليلـه***ويلقاه من بعـد المـودة بالجفـا
وينكر عيشـا قـد تقـادم عهـده***ويظهر سرا كان بالأمس قد خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا ***صديق صدوق صادق الوعد منصفا



***

الوحدة خير من جليس السوء



إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي _ ألذ واشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا _ أقر لعيني من جـليس أحاذره


***


قبول العذر


اقبل معـاذير من يأتيك معتذرا _ إن يرَّ عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره _ وقد أجلَّك من يعصيك مستترا



***
أدب المناظرة


إذا ما كنت ذا فـضل وعلم _بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون _ حليمـا لا تـلح ولا تكابـر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان _ من النكـت اللطيفة والنوادر



***
وقفة الحر بباب نحس


لقلع ضرس، وضرب حبس _ونزع نفـس، ورد أمـس
وقـر بـرد ، وقـود فـرد _ ودبغ جـلـد بغيـر شمس
وأكل ضـب ، وصيـد دب _ وصرف حب بأرض خرس
ونفـخ نار، وحمـل عـار _ وبيـع دار بـربع فلـس
وبـيع خف ، وعـدم ألف _وضـرب ألف بحبل قلـس
أهون مـن وقفـة الحــر _ يرجو نـوالا بباب نحـس



***
العلم مغرس كل فخر



العلم مغرس كـل فخر فافتخـر _ واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس
واعلم بأن العـلم ليس ينالـه _ من هـمـه في مطعــم أو ملبـس
يإلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه _ في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـس
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا _ واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ
فلعل يوما إن حضرت بمجلس _كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس



***
فضل التغرب



فارحل بنفسك من أرض تضام بها _ ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطنــه _ وفي التغرب محمول على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره _ في أرضه وهو مرمى على الطرق
لما تغرب حاز الفضل أجمعــه _ فصار يحمل بين الجفن والحـدق



***
فوائد الأسفــار

تغرب عن الاوطان في طلب العلا _وسافر ففي السفار خمس فوائد

تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة _ وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد

***

الحض على الترحال


ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍ *** من راحة فدع الأوطـان واغتـرب
سافر تجد عوضـاً عمـن تفارقـه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده*** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست*** والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة *** ًلملها الناس من عجم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه *** والعود في أرضه نوع من الخطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه*** وإن تغـرب ذلـك عـز كالذهـب

***

الدهر يوم لك ويوم عليك


الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر ***والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف*** وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السمـاء نجـوم لا عـداد *** وليس يكسف إلا الشمس والقمر

***
اليقظة والحذر

تاه الأعيرج واستغلى به الخطر*** فقيل له خير ما استعملته الحـذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـت*** ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـا ***وعند صفو الليالي يحدث الكدر

***

الرضا بالقدر

وما كنت راضٍ من زماني بما ترى ***ولكنني راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيام خانـت عهودنـا*** فإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر


***


حفظ الأسرار



إذا المرء أفشى سره بلسانـه _ ولا عليه غـيـره فهو أحمــق
إذا ضاق المرء عن سر نفسه _ فصدْرُ الذي يستودع السر أضيق



***
معاملة اللئيم



قل بما شئت في مسـبة عرضي _ فسكوتي عـن اللئيـم جـواب
ما أنا عــادم الجــواب ولكن _ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب

***

سلوك الكبار مع الأنذال


إذا سبني نذل تزايدت رفعـــة _ وما العيب إلا أن أكون مساببــه
ولو لم تكن نفسي عليّ عزيـزة _ لمكنتها من كل نــذل تحـاربـه
ولو أنني أسعى لنفسي وجـدتني _ كثير التواني للذي أنا طــالبــه
ولكنني اسع لأنفع صـــاحبي _ وعار على الشبعان إن جاع صاحبه


***


داو السفاهة بالحلم


يخاطبني السفيه بكل قبح _ فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلمـا _ كعود زاده الإحراق طيبا



***
تول أمورك بنفسك



ما حك جلدك مثل ظفرك _ فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة _ فاقصد لمعترف بفضلك



***


فتنة عظيمة




فســاد كبيـر عالم متهتك _ وأكبر منه جـاهل متنسك

هما فتنة في العالمين عظيمة _ لمن بهما في دينه يتمسك




***

آخر تعديل بواسطة حرب المستضعفين ، 14-10-2006 الساعة 05:58 PM.
حرب المستضعفين غير متصل   الرد مع إقتباس