عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-12-2006, 01:57 AM   #45
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله فى القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الفضل أنكمو من لم يصل عليكم لا صلاة له

أما بداية فكر التكفير فقد جاء على لسان ابن تيمية الذى قال إن أهل البيت ناس من الناس، بشر من المسلمين لا يفترقون عن الناس بأى فارق سوى التقوى والعمل الصالح ، أما قرابتهم من رسول الله (ص) فلا فائدة منها ولا تقدير لها ، فقد قال النبى (ص) لفاطمة (لا أغنى عنك من الله شيئاً) .

ولذلك يقول أبو هاشم الشريف فى كتابه (ابن تيمية .. ذلك الوهم الكبير) رداً على ذلك : وهذا أمر طبيعى وتسلسل منطقى من ابن تيمية ، فقد رأى ان رسول الله (ص) قيمته فيما أوصى إليه ، أما ذاته فلا تفيد شيئاً خصوصاً بعد انتقاله الى الرفيق الأعلى ، ووصل الأمر بابن تيمية أن قال إن هناك قوادح كثيرة فى السيدة فاطمة ويمكن أن يكون لها بعض الذبوب ، وقال : ان حزن فاطمة على النبى (ص) بعد وفاته نقص فى إيمانها ، وأن هذا الحزن لا فائدة فيه، وأنها حين حلفت ألا تكلم أبا بكر حتى تلقى أباها وتشتكى إليه : يرى ابن تيمية ان هذا أمر لا يليق بعقيدتها ، فإن الشكوى لا تجوز إلا لله ، فإذا ثبت عنها ذلك ، فهذا نقص فى عقيدتها ، كما يرى أن الأحاديث التى جاءت فى مدح الزهراء كذب كلها خصوصاً حديث (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك) لأن هذا يضاد العقيدة .

كما ادعى ابن تيمية أن الصحابة كانوا لا يحبون الإمام على بن أبى طالب ، ويرد الأحاديث التى تمدحه أو يضعفها ، كما ضعف أحاديث شهيرة متواترة قيلت فى فضائل "على" مثل (من كنت مولاه فعلى مولاه .. اللهم وال من والاه) وقال عنه : فهذا ليس من شىء من أمهات الكتب إلا فى الترمذى ، وليس فيه (اللهم وال من والاه) ولا ريب أنه كذب لأنها تخالف أصلاً من أصول الإسلام .

وقال أيضاً : ان هذا اللفظ (اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله) كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث .

كما يرى ابن تيمية عدم وجوب الصلاة على النبى (ص) فى الصلاة لا هو ولا آله وشدد وكرر وصمم على كفر أبوى النبى (ص) وأنهما فى النار وأيضاً على شرك وكفر أبى طالب عم النبى (ص) رغم حب النبى إياه .

ووصل به الأمر ان قال عن سيد الشهداء الحسين بأنه قتل بشرع جده لأنه خرج على إمام (يقصد يزيد) وأنه كان يجب أن يبايع يزيد .

وخاض ابن تيمية فى كل أهل بيت النبى ، واعتبر بعضهم ناقص الإيمان والبعض خارجاً عن شرعية الحكم .

اتخذ التكفيريون أقوال ابن تيمية منهاجاً لحياتهم وفكرهم ولم يعتبروا أن لهم أفضلية بقرابتهم لرسول الله (ص) ، هذا فى الوقت الذى يقدسون ويكرمون فيه أبناء الشيخ ابن عبد الوهاب، وخطيب مسجد نمرة يوم عرفة غالباً يكون من نسل آل شيخ إكراماً للشيخ ، أما أمراء البيت السعودى فحدث ولا حرج لهم كرامة السمو الملكى طالما أنهم من نسل سعود ، ومازال هذا الإكرام مستمراً ، يأخذون من المال ويصرفونه ولا يخاطبهم الناس بأسمائهم مجردة، ولكن لابد من ذكر صاحب السمو أو صاحب السمو الملكى .

هذا فى الوقت الذى يسيئون فيه لقرابة النبى الذين لم يأخذوا مالاً ولم يعتدوا على حقوق أحد من البشر .

وإذا كانوا سكتوا عما شجر بين صحابة النبى ، فلماذا لم يسكتوا عن أبوى النبى وعمه ، بل صمموا على كفرهم لا لشىء الا لكونهم آباء رسول الله (ص) أما أبناؤه فقد اتهمهم ابن تيمية فى شجاعتهم وعقيدتهم ، وقال إن أولياء النبى أعظم درجة من آله .

النبوة فى الفكر التكفيرى
==============================
التصور التكفيرى للنبى (ص) هو مجرد دور ينتهى أو انتهى برحيله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو مجرد مؤدى رسالة ، ولما مات انتهى دوره ، ورفضوا القول عن النبى بسيدنا رسول الله فى الصلاة ، وقالوا بأن من يقول فى الصلاة أو فى الآذان " اللهم صل على سيدنا محمد " فهو مبتدع فى الدين ، عاصٍ فى كلامه ويجب ان يتوب رغم الله سبحانه وتعالى ولم يخاطب النبى أبداً فى قرآنه إلا بيا أيها النبى ، أو يا أيها الرسول ، وقال سبحانه " لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه " ، وقال أيضاً " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً " وأقسم الله بحياة رسول الله فقال : " لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون " ، وقال أيضاً : "الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين " .

ورغم كل هذا التقدير الالهى للرسول الأعظم ، يرى التكفيريون ضرورة سحب هذا التقدير، بل قالوا بعصيان من يعظم رسول الله كما عظمه الله جل وعلا ، وجعلوا هذا من ضرورات التوحيد والإيمان ، وحاربوا من يقول بهذا التعظيم ، وقد رفض علماء الأمة وعامتها هذه الأقوال واعتبروا من يقول بها سىء الأدب مع مقام النبوة وأخلاق الرسالة .

ووصل الأمر بابن تيمية ان قال : إن الشيطان يأتى أحدهم فيقول : أنا رسول الله ، أو يخاطبه عند القبر كما وقع كثير ، ومنهم من يخيل إليه أن الحجرة قد انشقت وخرج منها النبى وعانقه ، ومنها من يخيل إليه أنه رفع صوته بالسلام ، وقد يرى القبر وخرج منه صورة إنسان فيظن أن الميت نفسه خرج من قبره ، أو أن روحه تجسدت وخرجت من القبر ، وانما ذلك جنى تصور فى صورته ليضل ذلك الرائى .

يقول ان الشيطان قد يتجسد فى صورة النبى (ص) رغم أن الحديث الصحيح يقول : من رآنى فى المنام فقد رآنى حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بى " ، ولكن ابن تيمية يضعف الحديث كعادته طالما أنه لا يتفق مع فكره .

إن قدرة الشيطان على التجسد فى صورة النبى تعتبر مدخلاً فى الحط من مقام النبوة ، وهى الفكرة التى أمسكها أعداء الإسلام وقالوا إن من الممكن أن يكون الشيطان تجسد فى صورة النبى أثناء حياته ، وهى الفريات التى أقام عليها سلمان رشدى آياته الشيطانية .

إن آراء ابن تيمية ومدرسة ابن عبد الوهاب نهيىء الفرصة لأعداء الإسلام ليضخموها ويهجموا بها على رسول الله (ص) وينالوا من الإسلام وأهله .

الفكر التكفيرى والألوهية :

يقول ابن عبد الوهاب : فاعلم ان الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان كما فى قوله (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) ، وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين ، وعند الأفراد يجتمعان كما فى قول القائل مثاله الفقير والمسكين نوعان فى قوله تعالى (انما الصدقات للفقراء والمساكين) ونوع واحد فى قوله (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم) إذا ثبت فقول الملكين للرجل فى القبر : من ربك ؟ معناه من إلهك لأن الربوبية التى أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها ، وكذلك قوله (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) ، وقوله (قل أغير الله أبغى رباً) ، وقوله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فالربوبية فى هذا هى الألوهية ليست قسيمة لها كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغى التفطن لهذه المسألة ، والمشركون الذين قاتلهم رسول الله (ص) قد أقروا بتوحيد الربوبية ، وإنما قاتلهم رسول الله (ص) عند توحيد الألوهية ، ولم يدخل الرجل فى الإسلام بتوحيد الربوبية الا اذا انضم إليه توحيد الألوهية ان هؤلاء (الذين أقروا بالربوبية دون الألوهية) ما عرفوا التوحيد وانهم منكرون دين الإسلام .. أ.هـ .

والقارىء لهذا الكلام يجد مغالطات ، منها أن الرسول قاتل المشركين عند توحيد الألوهية ، فالنبى لم يقاتل الا من قاتله ، ولم يقم بأى حرب عدوانية ، وكل ما كان يطلبه من المشركين هو تركه لتبليغ الرسالة ، هذا من ناحية ، من ناحية أخرى فإن القول بأن الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان ليس له محل من الإعراب ، فالمسلمون عموماً يعتقدون ويؤمنون أن الله سبحانه وتعالى هو رب الناس ، وأن الإله والرب بمعنى واحد فى خلاصة التوحيد .

المأساة جاءت فى قول ابن عبد الوهاب أنه يجب أن (يقاتل الناس على توحيد الألوهية رغم أنهم يقرون بتوحيد الربوبية تماماً كما فعل رسول الله (ص) عندما قاتل الناس على توحيد الألوهية رغم أن كفار قريش كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية) .

هذه الانقسامات والأفكار جلبت التكفير للبشر حيث أن التوحيد لديهم صنف الناس : منهم المؤمنون بالربوبية فقط وهم مثل كفار قريش ، وصنف المؤمنين بالربوبية والألوهية ، وهم المؤمنون حقاً .

السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس