عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-12-2023, 07:57 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,007
إفتراضي

" لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولى "
ومن ثم الخلود الإنسانى موجود ولكنه عبارة عن انتقال من عالم لعالم أخر
وما يشغل الناس فى ألأرض هو أنهم يريدون الخلود فى الحياة الأرضية الدنيا والسبب كما قال تعالى الهروب من عذاب الله كما قال :
"وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر"
وحدثنا الرجل عن أناس تجاوزت أعمارهم المائة مدعيا أن السبب فى طول العمر تقدم الطب وتوافر الغذاء وهو خطأ فالعمر ليس بالطب ولا بكثرة الغذاء وإنما بالأجل الذى كتبه الله وفى حكاياته قال :
"وهذه القصص أشهر من أن نخوض في تفاصيلها في هذه العجالة.
جين كالمنت في ريعان الشباب وفي سن الشيخوخة
أما في العصر الحديث، فقد ازداد متوسط عمر الإنسان نتيجة لتطور الطب وتوفر الغذاء، وعليه فقد ازداد أيضا عدد المعمرين وصارت الصحف تطالعنا من حين لآخر بتقارير عن أشخاص بلغوا من العمر عتيا، إلا إن ما ينقص تلك التقارير، خصوصا في العالم الثالث، هو المستمسكات التي تثبت العمر الحقيقي لهؤلاء المعمرين المزعومين، لأن أغلبهم لا يملكون شهادة ميلاد رسمية.
وبسبب هذا النقص في الإثبات فأن اغلب معمري العصر الحديث هم أما أمريكيين أو أوربيين أو يابانيين لأن دولهم اهتمت منذ زمن بعيد بتوثيق ولادات ووفيات سكانها. وطبقا للسجلات الرسمية فأن أطول عمر عاشه الإنسان في العصر الحديث مسجل بأسم الفرنسية جين كالمنت (Jeanne Calment) التي ماتت عام 1997 عن 122 عاما و 164 يوم. هذه السيدة الفرنسية عاشت طويلا وعاصرت أحداث قرنين من الزمان فقدت خلالها زوجها وأبنتها الوحيدة وحفيدها الوحيد وكل من تعرفه من الأقارب والأصدقاء لينتهي بها المطاف وحيدة في دار للعجزة. الطريف عزيزي القارئ هو أن جين كالمنت عاشت بمفردها وبدون مساعدة ورعاية من أحد حتى سن الـ 110 وكانت تقود الدراجة الهوائية حتى سن الـ 100 كما إنها كانت تدخن السجائر منذ سن الـ 21 ولم تترك هذه العادة السيئة إلا في سن الـ 117!!. "
وحدثنا عن أشخاص من التراث كالخضر الذى لم يمت فقال :
"وبالعودة إلى سؤالنا حول أمكانية أن يصبح الإنسان خالدا، ففي الحقيقية لم يثبت أن هناك إنسان أستطاع التغلب على الموت سوى في الأساطير، وكذلك في بعض روايات الموروث الديني، وقصة الخضر هي إحدى الأمثلة على ذلك، رغم أن الروايات عنه متضاربة، فالمسلمون يختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما يختلفون في حياته ومماته، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم. وهناك العديد من القصص حول سبب طول عمر الخضر، لعل أشهرها هي حكايته مع ذو القرنين وعين الحياة التي تمنح الخلود، حيث أستطاع الخضر من الوصول إلى تلك العين وشرب منها فيما أخطأها ذو القرنين."
قطعا كل من قبل الرسول الخاتم(ص) ماتوا قبله لقوله تعالى :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "

ومن ثم لا وجود للخضر الذى تروى الروايات الكاذبة عنه
وحدثنا عن جلجامش وملحمته الوثنية والتى يقال عنها أنها مشابهة لقصة نوح(ص) فقال :
"البطل جلجامش السومر
في الأساطير، كان جلجامش ملك أوروك السومري (2750 ق. م) أول الباحثين عن الخلود، وقد خلدت قصته في ملحمة شعرية طويلة حملت أسمه. ورغم أن القصة ليست سوى أسطورة إلا إنها تحمل في طياتها معاني وحكم جميلة حول معنى الحياة والموت والخلود.
إلى أين تمضي جلجامش؟الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.فالآلهة لما خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيباً، وحبست في أيديها الحياة.أما أنت يا جلجامش، فأملأ بطنك.افرح ليلك ونهارك.اجعل من كل يوم عيداً.ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.اخطر بثياب نظيفة زاهية.اغسل رأسك وأستحم بالمياه. دلل صغيرك الممسك بيدك، واسعد زجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر ... (ملحمة جلجامش / اللوح العاشر/ العمود الثالث) هذه الأبيات قالتها سيدوري ساقية الآلهة وهي تحاول أقناع جلجامش بأن الموت هو مصير محتوم للبشر .. لا فرار منه .. لذلك فبدلا من أن إضاعة الوقت في البحث عن سر الخلود، نصحته بأن يجعل "من كل يوم عيدا" وليستمتع بحياته قدر المستطاع قبل أن توافيه المنية .. لأن هذا هو قدر البشر. لكن جلجامش تجاهل نصيحة الساقية الحسناء ومضى في طريقه عابرا مياه الموت بحثا عن ضالته المنشودة. لكنه للأسف عاد خائبا مكسورا، فالعشب السحري الذي يمنح الحياة الأبدية، والذي كان قد اقتلعه من أعماق مياه البحر في دلمون (البحرين حاليا) ابتلعته أفعى بينما كان يستحم في النهر. في النهاية عاد البطل حزينا إلى أوروك، لكن حين اقتربت السفينة التي تحمله من أسوار المدينة الضخمة والمحكمة البناء والتي قام هو بتشييدها أدرك جلجامش بأن عملا عظيما كهذا السور هو الذي سيخلد أسمه إلى الأبد."
وتحدث عن عنخ رمز الخلود عند الفراعنة الذين لا وجود لهم فقال :
"عنخ .. رمز الحياة الابدية لدى الفراعنة
وإذا كان جلجامش قد وجد سر الخلود في سور مدينته، فقدماء المصريين قدموا للعالم أعظم الصروح التي أدهشت البشرية لقرون مديدة من اجل الوصول إلى هذا الخلود. لكن اغلب الناس للأسف لا يفقهون شيئا حول مغزى وفلسفة الحياة والموت لدى الفراعنة، فترى بعضهم يتساءل حول معنى إهدار كل تلك الثروات والموارد العظيمة للمملكة المصرية القديمة في بناء قبور حجرية فخمة كالأهرامات .. لكن ما لا يدركه اغلب هؤلاء هو أن الفراعنة لم يبنوا ويشيدوا من اجل الموت وإنما من اجل الحياة، فالموت لم يكن في نظرهم نهاية وإنما كان بداية جديدة لحياة أخرى خالدة، والمتعمق في دراسة عقيدة الموت لدى المصريين القدماء سيجد بأنها أقدم عقيدة بشرية حول مفهوم الروح والحياة الأخرى ويوم الحساب وفكرة العقاب والثواب في العالم الآخر. "
قطعا العقيدة الوثنية التى يسمونها فرعونية تتعارض مع القرآن ففرعون وقومه لم يكونوا يؤمنون بالحساب ومن ثم البعث كما قال الله على موسى(ص):
"وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ناديه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد قال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
وتحدث عن انتشار اشاعة إكسير الحياة فقال :
"في العصور الوسطى انتشرت أسطورة "إكسير الحياة" الذي يمنح الخلود والحياة الأبدية، ورغم أن الإنسان لم يتوصل أبدا لصنع مثل هذا الإكسير السحري، إلا إن البحث عنه كانت له فوائد عظيمة في دفع وتطوير علم الكيمياء، حيث أصبحت صناعة هذا الإكسير هدفا للعديد من التجارب والاختبارات خصوصا في العصر الذهبي للدولة الإسلامية وفي أوربا العصور الوسطى."
لا يمكن أن يكون هناك مسلم بحث عن هذا الاكسير لتعارضه مع قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت"
فالبحث عنه تكذيب لكلام الله واهدار للوقت والمال والجهد
وحدثنا عن اليزابيث باثورى التى اعتقدت أن شرب دماء البشر يعطيها الخلود فقال :
"الكونتيسة الدموية باثوري تستحم بالدماء
عجز العلم والطب عن إطالة العمر وتأخير الشيخوخة دفع بالعديد من الناس إلى اللجوء للسحر والشعوذة للوصول إلى هذه الغاية. وغالبا ما كانت الطقوس السحرية المرتبطة بإعادة الشباب ذات أبعاد دموية ووحشية، فعلى سبيل المثال، كانت الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري تقطع شرايين خادماتها البائسات وتتركهن معلقات داخل حوض استحمام لينزفن حتى آخر قطرة، وبعد موت الفتاة المسكينة تقوم الكونتيسة بأبعاد الجثة والاستحمام في دماءها لأنها كانت تؤمن بأن لهذه الدماء خواص سحرية تقضي على الشيخوخة وتطيل العمر. "
وحكلا حكاية مجرمة أخرى كانت تذبح الأطفال وتبيع لحومهم للجميلات بغرض القضاء على الشيخوخة فقال :
"ومن الأمثلة الأخرى في هذا المجال هي قصة الأسبانية انركيتا مارتي التي كانت تخطف الأطفال الفقراء من شوارع برشلونة لتقتلهم وتستخلص الشحم من أجسادهم لاستخدامه في صنع وصفات سحرية للقضاء على الشيخوخة كانت تبيعها بمبالغ طائلة لحسناوات المدينة من بنات الطبقة النبيلة والراقية."
كما حدثنا عن اشاعة الزئبق الأحمر وانخداع الناس فقال :
"وفي هذه الأيام بتنا نسمع كثيرا عما يسمى بالزئبق الأحمر الذي يزعم البعض بأن له خواص عجيبة من ضمنها إطالة العمر، وهي كذبة صدقها الكثير من السذج ممن أنفقوا مبالغ طائلة للحصول على القليل من هذه المادة السحرية والذي لم يثبت حتى اليوم بأن لها وجود أصلا."
وتحدث عن الشيخوخة من وجهة نظر الغرب متبنيا إياها وهى محاربة الشيخوخة باعتبارها مصدر عبء اقتصادى فقال :
"لماذا نشيخ؟ بعيدا عن الأساطير والوصفات السحرية .. الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس