عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-09-2020, 08:10 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي

ثم يخبرنا الماجدى بأن أفريقيا مهد الإنسان فيقول:
"يمكن القول أن أفريقيا كانت قبل غيرها المهد الأول للإنسان الذى تطور فيه الإنسان من الأقزام إلى الإنسان العادى الطول فمن شمال وشرق أفريقيا تطور الإنسان القزم بليسى أنثروبس إلى إنسان البرا أنثروبس وقد تدفق هذا الإنسان بإتجاه أوربا وآسيا وفى أوربا ظهرت المنجزات المادية والروحية لإنسان العصر الحجرى القديم وهى منجزات مهمة إلا أنها بطيئة التطور"ص33
الرجل فى الفقرة جاء بنظرية جديدة مناقضة لنظرية القرد الذى تطور منه الإنسان المنتصب وهى نظرية تطور الإنسان من قزم لإنسان طويل فهل كان الإنسان أصله عنده قرد أم قزم ؟
والقول بكون أفريقيا هنا مهد الإنسان يناقض ما قاله من وجود إنسان بكين الآسيوى وهايدلبرك الأوربى مع الإنسان الأفريقى فى عصر الإنسان القردى فى ص20
بعد كل ذلك التخريف عن العصور المختلفة أخبرنا الماجدى عن كون أساس الدين وجود المقدس فقال :
"وإن فكرة الدين التى تستند إلى جوهر واحد هو وجود المقدس يمكن أن ان تكون بدأت من النار لأنها تحمل نمطا خاصا يختلف عن بقية ما يراه الإنسان فى عالمه لقد كانت النار أول مقدس احتك به الإنسان لكنه مقدس غائر فى البعد والقرب كذلك فإنه مقدس غفل لأنه لا يستدعى فصلا بين عالمين معروف ومجهول إنسانى وإلهى بل شكلت النار أول إشارة للخوف والرهبة والدهشة والجمال والمنفعة "ص36
وكلام الماجدى عن كون النار أول شىء مقدس بقوله لقد كانت النار أول مقدس احتك به الإنسان" يناقضه أنه قال أن هذه ألولية احتمال فقال "تستند إلى جوهر واحد هو وجود المقدس يمكن أن ان تكون بدأت من النار"
ومع هذا يناقض نفسه فى كون أساس الدين العقيدة والطقس والأسطورة فيقول:
"والحقيقة أن مدافن النياندرتال هى واحدة من أهم علامات تطوره الدينى فإذا كنا نرى أن الدين مكون من العقيدة والطقس والأسطورة فلاشك ان طقوس الدفن الشعائرية كانت بداية ظهور الطقوس المرافقة للعقيدة الدينية بل ربما كانت امتداد لها او تفسير لها حيث أن الإنسان الذى كان يدفن حيوانه السيد المقدس بدأ يرى نفسه وفى جسده الذى فيه من هذا المقدس ضرورة ان لا يترك فى العراء بعد الموت بل أن يدفن أيضا وربما سيكون من الفضل أن ترافق دفن الإنسان والحيوان معا "ص38
الغريب فى أمر الماجدى انه رغم عدم وجود أى دليل كتابى أو ممارسة إنسانية شاهدها يتحدث عن طقوس الدفن الشعائرية عند النياندرتال وهم أوربيون أيضا وكأنها حقيقة وقعت بالفعل
ويستدل الرجل على قداسة الدب بكهف ألبى جماجم الدببة فيه موضوعة بطريقة مرتبة فيقول:
"لقد أطبق الباحثون مصطلحات مثل سيد الحيوانات وسيد الدببة ليشيروا إلى عبادات منظمة لإنسان النياندرتال للحيوانات فقد حفظن فى مغاور كهوف الألب عدد من جماجم دببة مرتبة بطريقة خاصة أحيط بعضها بحجارات صغيرة وبعضها الأخر بألواح حجرية وجماجم خمسة محفوظة مع عظام الساعد فى جدار الكهف"ص37
وهو أمر غريب لن هذا الترتيب يكون له أكثر من احتمال مثل :
أن صيادى الدببة كان يذبحونها من أجل الفراء فيضعون الهياكل العظمية بجوار بعضها وليبيعوا العظام إلى السحرة والكهان لاستخدامها فى أمورهم
أن الصيادين أو من كانوا فى الكهف كانوا يستخدمون الجماجم وبقية العظام فى شرب الخمر أو ما شاكل هذا من استخدامها كأدوات وأسلحة
ويجرنا الماجدى لعلاقة الفن بالدين فيقول:

"لقد شهد عصرالباليوليت الأعلى ظهور نوعين من الفن هما الفن التشكيلى الرسم المعبر عنه بجداريات الكهوف وفن النحت الذى تجسد فيما يسمى بالتماثيل الفينوسية ولم يكن ظهور الفن فى هذا العصر من أجل الفن بذاته بل هو استمرار لتشكل الدين وظهوره فى عصر الباليوليت وإذا عدنا إلى هيجل فإننا سنرى ارتباط الفن بالدين من خلال أولى عتبات الدين الذى يمثله السحر الذى ظهر مع الدين فى الباليوليت الأوسط يمفصل فى الباليوليت الأعلى بين الدين والفن"ص40
هنا يربط الماجدى الفن بالدين وهو كلام ليس صحيح تماما فالفن غالبا يستخدم ضد الدين الحق ويستخدمه الكهنة فى بعض الأديان لترويج قدراتهم الفذة التى لا وجود لها وإشاعة الخوف فى قلوب اتباعهم حتى يدفعوا مقابل حمايتهم
ويجرنا الماجدى لعبادة الحيوانات والأمهات وغيرها فيقول:
"إذا كان سيد الحيوان وممثله الشامان قد شغلا الجزء الأعظم من الباليوليت فإن المرأة ممثلة بالآلهة والأم أو سيدة الماموث التى ظهرت فى دمى لاوسيل وليسبوغ ووليندروف قد شغلت القسم الأخير القليل منه ومن البديهى أن نرى هذا الحضور الأنثوى المحدود فى نهاية الباليوليت لأن القاعدة الروحية للإنسان اتسعت وأصبحت تنظر لعناصر الخصب الجسدى والولادة والتكاثر أمرا لا يقل أهمية عن عناصر الغذاء والماء ولذلك انعكس ذلك على العقائد الدينية إن الشكل الدينى لجمع القوت والصيد الذى كان من اختصاص الرجل انعكس فى شخصية الشامان وسيد الحيوانات والتجلى الذكورى للمقدس من النار إلى الحيوان إلى معابد الباليوليت الكهفية"ص52
وكما قلنا سابقا الرجل يستشهد بأوربيات وكأن أوربا المتخلفة المظلمة احتفظت وحدها دون سائر الدنيا بأدلة تلك الديانات المزعومة دون غيرها ولو قرأ الرجل الزرادشتية لعرف أنها ديانة حيوانية ديانة عبادة البقرة والحصان وغيرهم وهى ديانة تواجدت فى بلده وفى إيران حسب التاريخ المعروف ومن ثم لو درسها لكان جعلها حتى مرحلة تطورية لعبادة الحيوان
ويعيد الماجدى مقولة الثالوث الموجود فى الديانات المعاصرة كالنصرانية والهندوسية وغيرهم إلى العصور المزعومة فيقول:
" يظهر ثالوثات متعددة ظهر التعدد وقد لا يكون ظهور تلك الثالوثات منتظما وفق التشكل الذى تحدثنا عنه ولكننا ترى أن التوحيد الأنثوى القديم استنفد أغراضه الدينية ولم يعد صيغة تناسب التطور الروحى لفنسان فكان لابد من ظهور الثنائية الإلهية أولا وهى أنثوية ذكرية أولا ثم ظهور الثالوث الأم والأب والابن وهى ثلاثية اقنومية كانت صدرت بظهور العائلة "ص164
وطبقا لنظرية التطور فإن الإنسان مر بمراحل جمع والتقاط الثمار ثم مرحلة الرعى ثم مرحلة الزراعة وفى هذا قال:
"فى هذا العصر بدأت أولى محاولات الإنسان لتدجين الحيوان وتدجين وخزن الحبوب والثمار واختفت بالتدريج حيوانات الصيد الكبيرة التى اعتاد الصيادون قتلها بتعاون مجموعات منهم فى أكثر المناطق وحلت محلها الحيوانات التى تعيش فى الوقت الحاضر وبكلمة أخرى بدأ عهد الصيد بالانحسار نسبيا وظهر عصر الرعى والرعاة"ص59
نظرية تطور مهن الإنسان لا دليل عليها لأن هذه المهن كلها تواجدت فى كل العصور تقريبا حتى فى عصرنا المتقدم فلو كان هناك تطور فعلى لاختفى جمع والتقاط الثمار والرعى من الوجود الإنسانى ولكنهما ما زالا موجودين
وبشير الماجدى إلى جهود أحد علما أوريا وهو يونغ فيقول:
"وتشكل الرموز النباتية والحيوانية والطبيعية والهندسية محاور بحوثه هو وتلاميذه ورغم أنهم جميعا يرجعون هذه الرموز بشكل عام إلى الحياة البدائية الأولى لكنهم فى تطبيقاتهم العملية يجدون فى اليونان والمسيحية أعمق نقاط ظهورها الصريح وقد نوهنا عن خطأ هذا التصور يرى يونغ أن الرموز ليست فردية بل جماعية فى طبيعتها ومنشئها وهى فى المقام الأول صور دينية إنها ذات منشأ مقدس مدفون فى خفاء الماضى إلى عمق تبدو فيه بلا أصل إنسانى وإنها تعبر عن أنماط أو نماذج أولى وإنها تظهر فى جميع الحالات النفسية وخاصة الأحلام وهى ما زالت تمارس دون أن يعى الإنسان ذاك دورا مهما فى تطوره ورقيه"ص126
نظرية يونغ التى ينقدها الماجدى هنا يقودنا نقده إلى نظرية أجن منها وهى أن الرموز تعود للعصور الحجرية المزعومة التى لا وجود لها ولا دليل واحد على صحتها
ويقودنا الرجل بنظرياته إلى أن المعبد هو أساس وجود البلدة ومؤسساتها الأخرى فيقول :
"ولاشك ان المدينة تستدعى التفكير مباشرة بالمعبد الذى سيكون مركز المدينة والذى سيساهم فى ظهور المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة بالكهان وهو ما سيدفع لظهور المؤسسة السياسية وظهور الملك الذى كان كاهنا وملكا فى البداية ثم تم عزل سلطاته الروحية عن الدنيوى فيما بعد "ص136
ولا شك أن هذه النظرية يفندها قيام الكثير من مدن الغرب الأمريكى دون أن توجد كنيسة أو رجل دين فى البلدة فالبيوت والمشاريع بنيت أولا ثم جاءت الكنائس ورجال الدين بعدها
ولا ندرى من أين جاء الماجدى بحكاية فصل الدين عن الدنيا فى تلك العصور وهى مقولة لم يصل لها الأوربيين إلا من قرون قصيرة ؟
وكعادة الكثير من المؤرخين يمدح حضارات بلده فيقول:
"يقسم علماء التاريخ والآثار فترة الكالكوليت إلى أربع ثقافات يقع أغلبها فى جنوب العراق ولا تصادق انتظاما شبيها بها فى أى بلد أخر لرهافة ونوعية التغيرات الحضارية السريعة فيها ص136
تم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس