عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2005, 05:02 PM   #19
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
Wink


الباب العشرون في ذكر المغفلين من القصاص
القصاص سيفويه‏:‏ فمنهم سيفويه القاص كان يضرب به المثل في التغفيل‏:‏ عن محمد بن العباس بن حيويه قال‏:‏ قيل لسيفويه قد أدركت الناس فلم لم تحدث قال‏:‏ اكتبوا حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم بن عبد الله مثله سواء قالوا له‏:‏ مثل إيش قال‏:‏ كذا سمعنا وكذا نحدث‏.‏

عن ابن خلف قال‏:‏ جاء يوماً رجل من عرس فسأله سيفويه‏:‏ ما أكل فأقبل يصف له فقال‏:‏ تمنيات قصاص‏:‏ وقال ابن خلف‏:‏ قال عبد العزيز القاص‏:‏ ليت أن الله لم يكن خلقني وأني الساعة أعور فحكيت ذلك لابن غياث فقال‏:‏ بئس ما قال ووددت والله الذي لا إله إلا هو أن الله لم يكن خلقني وإني الساعة أعمى مقطوع اليدين والرجلين‏.‏

من غفلات سيفويه‏:‏ وروى أبو العباس بن مشروح قال‏:‏ كان سيفويه اشترى لمنزله دقيقاً بالغداة وراح عشاء يطلب الطعام فقالوا‏:‏ لم نخبز لم يكن عندنا حطباً قال‏:‏ كنتم تخبزونه فطيراً‏.‏

وحكى أبو منصور الثعالبي‏:‏ أن رجلاً سأل سيفويه عن الغسلين في كتاب الله تعالى فقال‏:‏ على الخبير سقطت سألت عنه شيخاً فقيهاً من أهل الحجاز فما كان عنده قليل ولا كثير‏.‏

وقف سيفويه راكباً على حمار في المقابر فنفر حماره عند قبر منها فقال‏:‏ ينبغي أن يكون صاحب هذا القبر بيطاراً‏.‏

وقرأ سيفويه ثم في سلسلة ذرعها تسعون ذراعاً فقيل له قد زدت عشرين فقال‏:‏ هذه خلقت لبغاء ووصيف فأما أنتم فيكفيكم شريط بدانق ونصف‏.‏

وقرأ قارىء بين يديه ‏"‏ كأنما أغشيت وقرأ القارىء‏:‏ ‏"‏ كأنهن الياقوت والمرجان ‏"‏ فقال‏:‏ هؤلاء خلاف نسائكم الفجار‏.‏

قيل لسيفويه إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون قال‏:‏ يبعث الله لهم أنها دبس ودقيق وأرز‏.‏

ويقال‏:‏ اعملوا وكلوا واعذرونا‏.‏

القصاص أبو أحمد التمار‏:‏ وعن محمد بن خلف قال أبو أحمد التمار في قصصه‏:‏ لقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار حتى قال فيه قولاً أستحي والله أن أذكره‏.‏

يروي العلم ولا يعمل به‏:‏ قال ابن خلف‏:‏ قص قاص بالمدينة فقال‏:‏ رأى أبو هريرة على ابنته خاتم ذهب فقال‏:‏ يا بنية لا تتخمي بالذهب فإنه لهب فبينا هو يحدثهم إذ بدت كفه فإذا فيها خاتم ذهب فقالوا له‏:‏ تنهانا عن لبس الذهب وتلبسه فقال‏:‏ لم أكن ابنة أبي هريرة‏.‏

يفسر القرآن برأيه‏:‏ عن محمد بن الجهم أنه قال‏:‏ سمعت الفراء يقول‏:‏ كان عندنا رجل يفسر القرآن برأيه فقيل له‏:‏ ‏"‏ أرأيت الذي يكذب بالدين ‏"‏ فقال‏:‏ رجل سوء الله فقيل‏:‏ ‏"‏ فذلك الذي يدع اليتيم ‏"‏ فسكت اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏:‏ وعن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال‏:‏ قال أبو كعب القاص في قصصه‏:‏ كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا فقالوا له‏:‏ فإن يوسف لم يأكله الذئب قال‏:‏ فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏.‏

قال‏:‏ حكاها الجاحظ عن أبي علقمة القاص قال‏:‏ كان اسم الذئب حجوناً‏.‏

سورة الإخلاص تحتاج إلى مجلسين‏:‏ عن العلاء بن صالح قال‏:‏ كان عبد الأعلى بن عمر قاصاً فقص يوماً فلما كاد مجلسه ينقضي قال‏:‏ إن ناساً يزعمون أني لا أقرأ من القرآن شيئاً وأني لا أقرأ منه الكثير بحمد الله ثم قال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏"‏ قل هو الله أحد ‏"‏ فارتج عليه فقال‏:‏ من أحب أن يشهد خاتمة السورة فليحضرنا إلى مجلس فلان‏.‏

غفلة الواعظ‏:‏ حكى أبو محمد التميمي أن أبا الحسن السماك الواعظ دخل عليهم يوماً وهم يتكلمون في أبابيل فقال‏:‏ في أي شيء أنتم فقالوا‏:‏ نحن في ألف أبابيل هل هو ترون أنه بلبل عليهم عيشهم‏!‏ دعاء غريب‏:‏ جاء رجل إلى قاص وهو يقرأ‏:‏ ‏"‏ يتجرعه ولا يكاد يسيغه ‏"‏ فقال‏:‏ اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه‏.‏

القصاص الأحمق‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ سمعت قاصاً أحمق وهو يقص حديث موسى وفرعون وهو يقول‏:‏ لما صار فرعون في وسط البحر في الطريق اليابس فقال الله للبحر‏:‏ انطبق فما زال حتى علاه الماء فجعل فرعون يضرط مثل الجاموس نعوذ بالله من ذلك الضراط‏.‏

قال‏:‏ وسمعت قاصاً بالكوفة يقول‏:‏ والله لو أن يهودياً مات وهو يحب علياً ثم دخل النار ما ضره حرها‏.‏

كيف يقضي الأحمق على الشيطان‏:‏ قال بعض القصاص‏:‏ يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمي على الطعام والشراب لم يقربه فكلوا خبز الأرز المالح ولا تسموا فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا حتى تقتلوه عطشاً‏.‏

القصاص أبو سالم‏:‏ كان أبو سالم القاص يقص يوماً قال‏:‏ يابن آدم يابن الزانية أما تستحي من الملك الجليل حتى تقدم على العمل القبيح وسرق باب أبي سالم القاص جاء إلى باب المسجد وقلعه قالوا‏:‏ ما تصنع قال‏:‏ اقلع هذا الباب فإن صاحبه يعلم من قلع بابي‏.‏

لا تسألوا عن أشياء‏:‏ سئل بعض الوعاظ‏:‏ لم لم تنصرف أشياء فلم يفهم ما قيل له ثم سكت ساعة فقال‏:‏ تسأل سؤال الملحدين لأن الله يقول‏:‏ ‏"‏ لا تسألوا عن أشياء ‏"‏‏.‏

دعاؤه يشمل كل شيء‏:‏ قال بعض الأشياخ‏:‏ إنه كتب في رقعة إلى بعض القصاص يسأله الدعاء لامرأة حامل فقرأ الرقعة ثم قلبها وفي ظهرها صفة دواء قد كتبه طبيب وفيه قنبيل وخشيرك وافتيمون ونحو هذا فظنها كلمات يسأل بها فدعا وجعل يقول‏:‏ يا رب قنبيل يا رب خشيرك ويا رب افتيمون إلى أن أنهى ما ذكر‏.‏

الباب الحادي والعشرون
أبو عبد الله المزابلي‏:‏ عن علي بن المحسن التنوخي قال‏:‏ كان عندنا بجبل اللكام رجل يسمى أبو عبد الله المزابلي يدخل البلد بالليل فيتتبع المزابل فيأخذ ما يجده ويغسله ويقتاته ولا يعرف قوتاً غيره أو يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات وكان صالحاً مجتهداً إلا أنه كان قليل العقل وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون وكان له جار يغشى المزابل فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر فشكاه إلى المزابلي فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة فيتكلم عليهم ويدعو فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري جاء الناس إلى داره لقتله فهرب ونهبت داره فطلبه العامة فاستتر فلما طال استتاره قال‏:‏ إني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص بها فأعينوني فقالوا له‏:‏ ما تريد قال‏:‏ أعطوني ثوباً جديداً وشيئاً من مسك وناراً وغلماناً يؤنسوني الليلة في هذا الجبل قال‏:‏ فأعطيته ذلك فلما كان نصف الليل صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي فبخر بالند ونفخ المسك فدخلت الرائحة إلى كهف أبي عبد الله المزابلي فلما اشتم المزابلي تلك الرائحة وسمع الصوت قال‏:‏ ما لك عافاك الله ومن أنت قال‏:‏ أنا جبرائيل أرسلني ربي فلم يشك المزابلي في صدق القول وأجهش بالبكاء والدعاء فقال‏:‏ يا جبرائيل ومن أنا حتى يرسلك الله إلي فقال‏:‏ الرحمن يقرئك السلام ويقول لك‏:‏ موسى الزكوري غداً رفيقك في الجنة‏.‏

فصعق أبو عبد الله فتركه موسى فرجع فلما كان من الغد كان يوم الجمعة أقبل المزابلي يخبر الناس برسالة جبرائيل ويقول‏:‏ تمسوا بابن الزكوري واسألوه أن يجعلني في حل واطلبوه لي فأقبل العامة إلى دار ابن الوكوري يطلبونه ويستحلونه‏.‏

ضرس الكافر مثل أحد‏:‏ عن أبي النقاش عن شيخ له قال‏:‏ كنت في جامع واسط ورجلان يحدثان في حديث جهنم فقال أحدهما‏:‏ بلغني أن الله عز وجل يعظم خلق الكافر حتى يكون ضرسه مثل أحد فقال له الآخر‏:‏ ليس هذا أمره‏.‏

وإلى جانبهما شيخ متأله كثير الصلاة فالتفت إليهما فقال‏:‏ لا تنكروا هذا إن الله على كل شيء قدير وتصديق ما كنتما فيه كتاب الله قال‏:‏ وما ذاك يا عم قال‏:‏ قوله تعالى‏:‏ فأولئك يبدل الله سنانهم خشبات فهو ما يبدل السن خشبة إلا وهو قادر على أن يجعله مثل أحد‏.‏

كيف استراح من الشك‏:‏ عن الزهري قال‏:‏ بلغني عن حجاج الشاعر أنه مر يوماً في درب وفي آخره ميزاب قال‏:‏ أصابني الزاهد المغفل‏:‏ عن أبي علي الطائي قال‏:‏ قرأ رجل عند بعض المتزهدين وكان مغفلاً‏:‏ ‏"‏ وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ‏"‏ فقال‏:‏ دعنا من آيات الفجار‏.‏

تواضع عجيب غريب‏:‏ عن محمد المخرمي قال‏:‏ كنا في مجلس فشممت رائحة أنكرتها فنظرت فإذا رجل قد وضع في شاربه عذرة فقلت له‏:‏ ما هذا قال‏:‏ تواضعاً لربي عز وجل‏.‏

التقي العاقل لا يتباهى بتقواه‏:‏ قال طاهر بن الحسين للمروزي‏:‏ منذ كم دخلت العراق قال‏:‏ منذ عشرين سنة وإني أصوم الدهر منذ ثلاثين سنة قال طاهر‏:‏ سألتك عن مسألة فأجبتني عن مسألتين‏.‏

آية سببت له الخشوع والوجد‏:‏ عن أبي عثمان الجاحظ قال‏:‏ أخبرني يحيى بن جعفر قال‏:‏ كان لي جار من أهل فارس وكان بلحية ما رأيت أطول منها قط وكان طول الليل يبكي فأنبهني ذات ليلة بكاؤه ونحيبه وهو يشهق ويضرب على رأسه وصدره ويردد آية من كتاب الله تعالى فلما رأيت ما نزل به قلت لأسمعن هذه الآية التي قتلت هذا وأذهب نومي فتسمعت عليه فإذا الآية ‏"‏ يسألونك عن المحيض قل هو أذى ‏"‏ فعلمت أن طول اللحية لا يخلف‏.‏

لا أترك تسبيحاً تعلمته‏:‏ وعنه قال‏:‏ أخبرني النظام قال‏:‏ مررت بناحية باب الشام فرأيت شيخاً قاعداً على باب داره وبين يديه حصى ونوى وهو يسبح ويعد بهما ويقول‏:‏ حسبي الله حسبي الله فقلت‏:‏ يا عم ليس هذا هو التسبيح قال‏:‏ كيف هو التسبيح عندك قلت‏:‏ سبحان الله قال‏:‏ يا أحمق هذا تسبيح تعلمته بعبادان منذ ستين سنة أسبح به فاتركه لقولك يا جهل‏.‏

دعاء المغفل‏:‏ وقال‏:‏ رأيت أبا محمد السيرافي وكان طويل اللحية يدعو ربه وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول‏:‏ يا منقذ الموتى ومنجي الغرقى وقابل التوبات وراحم العثرات أنت تجد من ترحمه غيري وأنا لا أجد من يعذبني سواك‏.‏

دعاء الله والملائكة والناس‏:‏ قال‏:‏ رأيت أبا سعيدي البصري يدعو ربه وكان طويل اللحية أحمق وهو يقول‏:‏ يا رباه يا سيداه يا مولاه يا جبرائيل يا إسرافيل يا ميكائيل يا كعب الأحبار يا أويس القرني بحق محمد وجرجيس عليك ارخص أمتك على الدقيق‏.‏

خشوع الحمقى‏:‏ عن بشر بن عبد الوهاب قال‏:‏ كان يجلس إلى عمود في دمشق رجل جميل الهيئة فرأيته يوماً وقد سجد ويقول في سجوده‏:‏ سجد لك خضرتي وحمرتي وصفرتي وبياضي وسوادي خاشعاً ضارعاً خاضعاً ماصاً لبظر أمه ومن أنا عندك‏!‏ الزاني ابن الزانية حتى لا تغفر له النظر إلى الدنيا بعينين إسراف‏:‏ كان لأبي العتاهية تلميذ تصوف وتزهد وقير إحدى عينيه وقال‏:‏ النظر إلى الدنيا بعينين إسراف‏.‏

من كان بين محمد وآله‏:‏ قال بعضهم‏:‏ كان لي عم له سبعو سنة فسمعته يقول في دعائه‏:‏ بمن كان بين محمد وآله من النبيين والمرسلين فقلت له‏:‏ يا عم اسمعك تدعو بهذا الدعاء فمن كان بين محمد وآله من قصة متزهد لا يعرف من هم الأنبياء‏:‏ قال بعض معارفنا‏:‏ إنه حضر في بعض البلاد عند متزهد وحضر جماعة يتبركون به منهم قاضي البلاد فجرى ذكر لوط عليه السلام فقال المتزهد‏:‏ عليه لعنة الله فقيل له‏:‏ ويحك هذا نبي فقال‏:‏ ما علمت ثم التفت إلى القاضي فقال‏:‏ خذ علي التوبة مما قلت فتاب ثم أفاضوا في الحديث فجرى ذكر فرعون فقالوا له‏:‏ ما تقول فيه فقال‏:‏ أنا الآن تبت فلا أدخل بين الأنبياء‏.‏
maher غير متصل   الرد مع إقتباس