عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-09-2008, 10:50 PM   #1
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي حوار مع المتنبي ...

.. لي مع عظيم الصدف والمفارقات .. موقف لا ينسى ..
كنت قد التقيت بأبي الطيب المتنبي في إحدى الأمسيات الشعرية !!

تأملت _وهو يتصفح المحمول _أثر الحراب ووقعها في وجهه..
وكان قد منحنا فرصة الحوار :
فانبريت له مباغتة ..
حييت يا أبا الطيب الـــ .. الـــ..(قبحه الله من اسم )
فقال: أكملي أكملي ثكلتك الثواكل ياشعشبونة .. (إسمي أيام المتنبي ...)
أو ترين باسمي مايعيبني .. و...

أنا السابق الهادي إلي ما أقوله ** إذا القول قبل القائلين مقولُ

فأوقع في قلبي أن سيهجوني ..
لولا أن رن هاتفه المحمول فكان كافورُ على الطرف الآخر..
فبشرت نفسي بطول السلامة .. والبعد عن الملامة..

.. أغلق( الجوال في وجه كافور)..
فأدركته بترحيب أشبع غروره ..وأذهله عن هجائي والغضب وذكرته بقوله :

يا فخرْ، فإن الناس فيك ثلاثة ** مستعظِمٌ أو حاسدٌ أو جاهلُ
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ ** فهي الشهادة لي.. بأني كاملُ

كاد أن يهوج ويموج خيلاءً .. لولا أن تداركته ..
بطلبي ..
يا أبا الطيب .. هلا جعلت القاعة تضج مكاء وتصدية ببطاقتك الشخصية؟
فرمقني بنظرة رأيت فيها .. (السيف والرمح ..)

فتنحنح في الـ(مايك) وزأر :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ** بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأسمَعَتْ كلماتي..من به صممُ

والتفت إلي بعين الرضا وقد أدرت الحوار إلى ما يحب فقال :
أنـا لست مهتماً بأصل قبيلتي ** ورائي قريش أم ورائي تغلب
فليست بلادي ببرقاً أو خريطة ** ولكن بلادي حيث أسطيع أكتب

وعلى ال(منصة ) وقف ..
وأردف أعجازا وناء بكلكل ..وقـــــــــــــــــــــــــال :

وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعراً اصبح الدهر منشداً
فسار به من لا يسير مشمــراً وغني به من لا يغني مفـــرداً

هتفت الأكف حتى اشتعلت ..
محدثة حروقا من الدرجة الثانية فقط .. فاضطر رائد الأمسية إلى أخذ وقت مستقطع .. للراحة


وكنت قد أخذت وقت راحتي أتأمل
خطوط جبينه المستقيمة .. وعينيه الرابضتين زهوا..

.. فسألته : يا أحمد ، ( عادي ، يناديني شعشبونة هو أيضا )

المهم ..
لم هذا الشره والنهم لقوة الكلمة والمعنى ؟

معارك ولظىً تستعر في قصيدك مدحا ..
وهجاؤك .. كالموت ، لايرثي حال الدمع ؟!

فأومأ لي لأجلس بمحاذاته فقال :
مـــه ياشعشبونة ! (روعني )
قد فقت كل الفلاسفة شأنا وسداد رأي ..
هذه الدنيا.. لا تؤخذ إلاغلابا .. عشت أجتاح المعاقل والحصون.. بحد شعري
وقد جاوز عمري عمر الزمن .. فطال بقائي إلى ما بعد فنائي ..

أتعلمين .!
أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني ** فلا أعاتبه صفحاً وإهوانا
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ** إن النفيس غريب حيثما كان

.. بادرته.. أظنك ساحر !!
كيف تنبأت بما يثار في مياديننا الأدبية ومنتدياتنا حول شعرك ..؟
فعرفت أنك قضية لم ولن تنته حين قلت قبل مايقارب الـ 1130 عاما:

أنام ملء جفوني عن شواردها ** ويسهر الخلق جراها ويختصم ..

أجابني لولا أن (شرق) بحلو شعره ..


وبقيت أنتظره .............. حتى حين


يتبع ...




__________________

Just me


آخر تعديل بواسطة إيناس ، 20-09-2008 الساعة 11:06 PM.
إيناس غير متصل   الرد مع إقتباس