[السمو]

( 16 )

أقرأ في المصحف الشريف .. أقلب كتب السيرة .. أقرأ التاريخ
لم أجد شخصية كشخصية نبينا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم
فيا الله كم تتوق العين لرؤية وجهه الشريف
وكم تشتاق النفس للجلوس والأنس معه في جنان الخلود
بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه
هو المربي .. هو المعلم .. هو القائد .. هو الإمام ..
هو القدوة .. هو الجار .. هو الأخلاق .. هو نور مشى على الأرض
وأنارها .. صلوات ربي وسلامه عليه
لا أعتقد أن أحداً يجهل قصة الأعرابي الذي بال في المسجد
فيا لها من قصة ! وياعجب العجاب من تصرف نبينا صلى الله عليه وسلم
مع ذلك الأعرابي ... إليكموها

يدخل المسجد أعرابي فيتنحى جانباً ويرفع ثوبه ويبول في أطهر بقعة
يهم الصحابة بمنعه وكفه عن إكمال مابدأ به
فيأتي أعظم طبيب عرفته الدنيا فيقول ( دعوه ) ..
بحثت في مدلولات تلك الكلمة فوجدت العجب العجاب منها
يا الله ... دعوه ..
يا رسول الله !!
هذا مكان طاهر ، مكان نصلي فيه ، مكان نتعبد الله ونطلب الرحمة منه فيه
وأنت علمتنا أن البول نجس !!!
وأن البول منقض للوضوء !!!
وأنه لا يجوز الصلاة في مكان فيه بول !!!
وهذا تعدى على مكان طاهر شريف !!!
فكيف ندعه يكمل فعلته ؟؟؟!!

دعوه .. إي نعم دعوه ..
دعوه يكمل بوله .. فلربما لو منعتوه أصابه مرض من احتباسه في مسالكه ..
دعوه يكمل بوله .. فلربما لو منعتوه أنتشر بوله هنا وهناك ، وتنجس المسجد
وتنجست ثيابه ..
دعوه فالأمر أسهل مما تتصورون .. مجرد سكب دلو من ماء
ثم ذروا عليه التراب وينتهي الأمر
دعوه .. فإنه سيتعلم درساً لن ينساه أبداً من هذا الموقف ..
دعوه فهو جاهل وماهكذا نعلم الجاهل !!

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


دائم العلو
الثلاثاء 23 / 5 / 1427 هـ