عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-06-2011, 07:41 AM   #103
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(98)

وفي حلم آخر كنت أسير على شائط من حصى ورمال
غريب غريب بلون الأثير يحف به أفق كالخيار
تناهي بأقدامي المتعبات إلى صخرة رسخت كالمحال
تسلقها أمل مضمحل فقد تتزحلق حتى الظلال
وقفت على قدميها أنوح على حلم بائس لن يُنال
وساءت :ماذا ترى خلفها ؟فقال لي الرمل :يوتوبيا
نجد الشاعرة تستخدم لاصخرة رمزًا جزئيًا في إطار الرمز الكلي العام في القصيدة وهو يوتوبينا المدينة الفاضلة السعيدة التي لن تتحقق في ها العامل والتي ترمز بها الشاعرة إلى كل أحلام الإنسان المثالية ، وكل آماله الخيالية في الحياة السعيدة التي لن تتحقق على ظهر هذه الأرض ، والصخرة هنا ترمز إلى تلك العقبات الكئود التي تحول بين الإنسان وبين الوصول إلى أحلامه المثالية السعيدة ، وقد تفننت الشاعرة في تصوير صعوبة اجتياز هذه الصخرة وتسلقها ، فهي من الرسومخ بحيث بدت للشاعرة كالمحال ، ومن الملاسة بحيث إن الظلال بذاتها تتزحلق عليها ، ومن الضخامة بحيث إن الشاعرة تقف "على قدميها"ضئيلة يائسة باكية تتساؤؤل عما وراء هذه الصخرة العملاقة ليأتيها الجواب قاسيًا أليمًا :إنه اليوتوبيا ،الأمل الذي لن تصل إليه الشاعر ةأبدًا ، وهكذا تؤدي الصخرة هنا دور الرمز الجزئي ،باعتبارها عنصرًا من عناصر الرمز الكلي الذي يمثل الإطار العام للقصيدة كلها وهو "يوتوبيا"المدينة الفاضلة المثالية.
4- بين الرمز والصورة :
الرمز والصورة كلتاهما وسيلتان من الوسائل الإيحائية التي يستخدمها الشاعر في القصيدة الحديثة ، والفروق بينهما تتلخص فيث أن الصورة أقل تجريدًا من الرمز ، فعلى الرغم من أنها تنطلق مثله من الواقع الحسي لتتجاوزه وتوحي من خلاله بالواقع النفسي ، فإنها تظل أكثر منه ارتباطًا بهذا الواقع الحسي الذي بدأت منه .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس